تعدد الزوجات.. متعة للرجل ولا هروب من المشاكل؟
تعدد الزوجات مشكلة اجتماعية لا يتفق عليها الرجل والمرأة، فكل طرف يحمل الآخر المسؤولية ويراه مذنبًا في حقه بطريقة لا تغتفر.
لكن سواء اتفقت أو اختلفت مع «تعدد الزوجات»، عليك فهم الأسباب والدوافع، وهل حقًا يوجد مذنب وضحية أم كلا الطرفين يتحملان جزءًا من الأمر.
في هذا التقرير من «شبابيك» نحاول الإجابة عن هذه الأسئلة، وفقًا لآراء الشباب والأطباء النفسيين.
هل أسبابه مقنعة؟
«الرجل بيلجأ لتعدد الزوجات بسبب الاحتياج العاطفي أو الاحتياج الجنسي، لكن أحيانًا بتكون رغبته الجنسية مرضية» كان هذا رأي الصحفي محمد الشايب في حديثه لـ«شبابيك».
ويرى استشاري الطب النفسي والمخ والأعصاب الدكتور إبراهيم مجدي، أن دوافع تعدد الزوجات كالتالي:
- خلافات كبيرة بين الرجل وبين زوجته
- نزوة.. وتنتشر بين الرجال في منتصف العمر، ليشعر أنه لا يزال شابًا
- رغبة في الإنجاب خاصة البنين، وهو شائع في الصعيد
- لا يشعر الرجل أن زوجته تلبي رغباته الجنسية
- الوجاهة الاجتماعية بالزواج بامرأة أكثر تعليمًا وثقافة
- التغطية على عجزه الجنسي بالزواج بأكثر من امرأة
- الهوس الجنسي فلا يهتم الرجل إلا بشهواته ولو على حساب بيته
استشاري العلاقات الأسرية والعاطفية الدكتورة أسماء مراد تقول إن هذه الدوافع لا يشترط أن تجتمع في شخصية واحدة، فهي تختلف من حالة لأخرى.
دوافع مختلفة
ويقول استشاري الطب النفسي، الدكتور جمال فرويز، إن دوافع تعدد الزوجات تختلف من شخص لآخر، لكن هناك بعض الاضطرابات النفسية التي قد تدفع الرجل للتعدد، وهي:
الفيض العاطفي: وهو عاطفة فياضة تجعل الرجل يحب أكثر من امرأة بنفس القدر وبنفس الصدق. وهذا الاضطراب ينشأ بسبب الحرمان العاطفي في الطفولة. فيكون عند الرجل حاجة مبالغ فيها للشعور بالاهتمام.
الفرط الجنسي: وهو الرغبة الجنسية المبالغ فيها، بحيث لن تكفيه امرأة واحدة، وقد تشكو منه زوجته الأولى بسبب رغباته الجنسية المبالغ فيها.
الصداقة ولا الحب.. مين يكسب في العلاقات؟
هل التعدد حل لمشكلة أم مشكلة؟
حسام محمد، مدرس لغة عربية، يحكي لـ«شبابيك» عن سبب رغبته في الزواج من ثانية ويقول «بعد مشاكل كتير مع زوجتي أدت لفتور شديد في العلاقة، رغم كل محاولاتي لحلها. وكنت على استعداد للزواج مرة ثانية لتعويض المشاعر اللي افتقدتها. وبالفعل تقدمت لصديقة مقربة، لكنها رفضت. ولو كانت وافقت مكنش عندي مانع أجمع ما بينهم بشرط هم الاتنين يوافقوا».
الدكتور جمال فرويز يؤكد أن «مفيش جواز من غير مشاكل وملل.. وبعد أن يختفي الانبهار بالزوجة الثانية، ستظهر المشاكل».
ويرى الدكتور إبراهيم مجدي أن الزواج الثاني نوع من الهروب من المشكلة بدلًا من حلها؛ خاصة إذا كانت شخصية الرجل مثيرة للمشاكل أو لا يستطيع التعامل معها.
من المسؤول؟
محمد حسان، معيد بكلية العلوم، يقول لـ«شبابيك» إن: «الراجل لو بيحب حب بصدق وتزوج البنت اللي بتقدر تحتويه وتتفهمه، هيحصل عنده اكتفاء ومش هيفكر في واحدة تانية لأن الراجل بيلجأ للتعدد لتعويض اللي ناقصه».
وهنا تقول استشارية العلاقات الأسرية أسماء مراد، بأن الرجل يريد المرأة منظومة متكاملة، فتكون زوجة وعشيقة، ومثقفة ومرحة، وعقلانية وعاطفية في الوقت نفسه، لكن المسؤولية تقع على الطرفين، مشيرة إلى أن الرجل بطبعه أناني، وطالما يرى أنه ليس مقصرًا ماديًا، فلن يهتم بمشاعر المرأة عند الزواج بأخرى.
وتحذر «مراد» المرأة من أن تتحول إلى زوجة تقليدية «كئيبة»، تدفن نفسها في الأعمال المنزلية فقط، أو أن تسمح لزوجها أن يلغي شخصياتها وهوايتها، لأنه أول من يشتكي عندما تختفي شخصية زوجته التي أبهرته قبل الزواج.
وتضيف أنه «لا يوجد مبرر لإهمال الزوجة لنفسها، وحجة عدم وجود الوقت غير مقنعة؛ لأن معظم السيدات اللاتي يهملن أنفسهن بعد الزواج هن في الأساس غير عاملات، ورغم ذلك قد يكون هناك عيب سيكولوجي في بعض الرجال يجعل عينهم زايغة حتى لو الزوجة شديدة الجمال وغير مقصرة».
هل الطلاق حل؟
يقول الدكتور إبراهيم مجدي إن الرجل يفضل الزواج الثاني عن الطلاق، لعدة أسباب قد تكون رغبة في الحفاظ على العشرة، أو بدافع الحفاظ على الأسرة والأبناء، وقد يكون بدافع حب التملك.
وينصح الدكتور جمال فرويز المرأة بألا تخسر كل شيء؛ فإذا خسرت جزءًا من زوجها بزواجه مرة أخرى، فعليها أن لا تخسر الجزء المتبقي، خاصة مع وجود أبناء، وتحاول أن تتعامل بعقلانية قدر الإمكان.
حالة الأطفال النفسية
حالة الأطفال النفسية في هذا الوضع تتوقف على كيفية تعامل الأب والأم؛ بحسب تأكيدات الطبيب النفسي، إبراهيم مجدي، واستشارية العلاقات الأسرية، أسماء مراد.
ويضيف «مجدي» أن الأطفال بحاجة للاستقرار الأسري والنفسي ووجود نموذج للحب والتفاهم، وهذا النموذج سينهار تمامًا في حالة حدوث مشاكل؛ وسينشأ لديهم شعور بعدم الأمان، أو الخوف من الزواج.
أما في حالة تعامل الأب والأم بعقلانية واحتواء الموضوع بعيدا عن الأبناء، فالأمر يختلف، لكن هذا لا يعني أن الأبناء لن يتأثروا، بل ستتأثر نفسيتهم في البداية، ثم سيحدث نوع من التعود.