النبي صلى الله عليه وسلم يحسن إلى القائمين على قضاء حوائجه.. حديث نبوي وتطبيقات عليه

النبي صلى الله عليه وسلم يحسن إلى القائمين على قضاء حوائجه.. حديث نبوي وتطبيقات عليه

يبرز الدرس الـ 14 من منهج التربية الإسلامية للصف الرابع الابتدائي بالسعودية جانبا مضيئا من أخلاق النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وهو «حُسْنُ تعامله مع القائمين على قضاء حوائجه».

ويستند الدرس في ذلك إلى شهادة أحد أقرب الناس إليه، وهو خادمه، ليقدم نموذجا عمليا في الرفق والتعامل الإنساني الراقي.

حسن تعامل النبي مع القائمين على قضاء حوائجه

يروي الصحابي الجليل أنس بن مالك الأنصاري رضي الله عنه شهادته في خدمة النبي صلى الله عليه وسلم قائلا: «خدمتُ رسول الله ﷺ عشر سنين، والله ما قال لي أفٍّ قط، ولا قال لي لشيء: لِمَ فعلتَ كذا، وهلا فعلتَ كذا؟».

وتعرّف معاني المفردات الواردة أن كلمة «أفٍّ» هي كلمة تضجّر يقولها الشخص عندما ينزعج من شيء، أما كلمة «قطّ» فتعني «أبدا».

ويظهر هذا الحديث كيف أن النبي صلى الله عليه وسلم، على مدار عقد كامل من الخدمة، لم يوجه أي كلمة لوم أو عتاب أو حتى تضجر لخادمه أنس.

ويعد راوي الحديث، أنس بن مالك، شابا نشأ في طاعة الله، وقد نال مكانة رفيعة عند النبي صلى الله عليه وسلم الذي أحبّه وكان يمازحه ويدعو له بالخير، ومن أشهر ما دعا له النبي صلى الله عليه وسلم قوله: «اللهم أكثر ماله وولده».

يستخلص من هذا الحديث النبوي الشريف فوائد عملية، في مقدمتها إثبات «رِفْقِ النبي ﷺ وحُسن تعامله مع مَنْ يقوم بقضاء حوائجه»، كما يظهر «مكانة أنس بن مالك رضي الله عنه عند النبي ﷺ».

ويحث الدرس بشكل واضح على «حُسنِ التعامل مع العمالة المنزلية» اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم.

​​​​​​​

ولم تقتصر هذه المعاملة الحسنة على أنس بن مالك وحده، بل شملت كل من قام على خدمة النبي صلى الله عليه وسلم، ومنهم «عبدالله بن مسعود الهذلي» رضي الله عنه، الذي كان يلقب بصاحب الوسادة، حيث كان يحمل للنبي صلى الله عليه وسلم سواكه ونعليه وماء طهوره، وكذلك «عقبة بن عامر الجهني» رضي الله عنه، الذي كان صاحب بغلة النبي صلى الله عليه وسلم يقودها به في الأسفار.

ويقدم المنهج تطبيقات عملية تحت عنوان «نتعلم لنعمل»، تدعو الطالب إلى أن «يعامل العمالة في منزله معاملة حسنة»، وأن «يعامل النَّاس كلهم معاملة حسنة».

يطرح المنهج في أقسامه أسئلة تقويمية وأنشطة، يمكن استخلاص إجاباتها مباشرة من النصوص المقدمة:

سؤال التقويم (صفحة 85): أَوْضِحْ كيف كانت معاملة النبي ﷺ مع من يقوم بقضاء حوائجه؟

كانت معاملته صلى الله عليه وسلم قائمة على الرفق وحسن التعامل، ويتضح ذلك جليا من شهادة خادمه أنس بن مالك رضي الله عنه الذي أكد أنه خدم النبي صلى الله عليه وسلم عشر سنوات، لم يسمع منه خلالها كلمة تضجّر واحدة مثل «أفٍّ»، ولم يعاتبه النبي صلى الله عليه وسلم أبدا على شيء فعله (لِمَ فعلتَ كذا) أو شيء تركه (هلا فعلتَ كذا؟).

وكان النبي صلى الله عليه وسلم أيضا «يُحسنُ مُعاملة القائمين على قضاء حوائجه، ويُعاوِدُهم بالنصيحة»، ويمازحهم ويدعو لهم بالخير.

سؤال النشاط (صفحة 83): علام يدلُّ حُسنُ تعامل النبيِّ ﷺ مع من يقوم بقضاء حوائجه؟

يدل ذلك على رفقه العظيم صلى الله عليه وسلم، وتواضعه، وأخلاقه الرفيعة، كما يدل على تطبيق عملي للحث على «حُسنِ التعامل مع العمالة المنزلية» ومع جميع الناس.

​​​​​​​

عمر مصطفى

عمر مصطفى

صحفي مصري يقيم في محافظة الجيزة ومتخصص في ملف التعليم وكتابة الأخبار العاجلة منذ عام 2011