للزوجة.. ضرتك مش آخر الدنيا حاوطي على جوزك كده
تفكير الرجل في الزواج للمرة الثانية قد لا يكون «آخر الدنيا» بقدر ما هو جرس إنذار لإنقاذ علاقة المرأة بزوجها، رغم أن لكل النساء قدرات مختلفة في تقبل تعدد الزوجات.
يقول أخصائي الطب النفسي الدكتور إبراهيم مجدي إن المرأة عندما تعلم بالزواج عليها تمر بعدة مراحل نفسية وهي:
- الصدمة والإنكار:
ترفض تصديق الأمر. وفي حالات متطرفة يغمى عليها لأن عقلها يرفض استيعاب الخطوة.
- العنف والانهيار:
تصبح المرأة أكثر عدوانية في سلوكها وطريقة كلامها، وقد يصل الأمر إلى لجوئها للصراخ في أتفه المواقف.
- الغيرة والإحساس بالإهانة:
بسبب شعورها أن زوجها استغنى عنها أو فضل امرأة أخرى عليها رغم العشرة أو حبها له.
ويوضح «مجدي» لـ«شبابيك» أن تجاوز المرأة لهذه الصدمة يتفاوت بحسب درجة تماسكها ودعم الأهل أو الأبناء لها.
وفي جميع الأحوال هناك خطوات يجب على المرأة اتباعها حتى تستطيع كسب قلب زوجها مرة أخرى، أو تثنيه عن فكرة الزواج، كالتالي:
احترسي من الطلاق
لا تنصح استشاري العلاقات الدكتورة شرين عبد العزيز المرأة بالطلاق أبدًا، لأنها بهذه الخطوة ستخسر زوجها وبيتها وحياتها بالكامل. وفي حالة الطلاق ستتسبب في تشتيت أطفالها وابتعادهم عن والدهم؛ كما ستقل فرصها هي شخصيًا في الزواج مرة أخرى.
ويقول استشاري العلاقات الأسرية، الدكتور أحمد علام، إن تعامل الزوجة سيختلف بحسب ظروفها، فلا توجد نصيحة تناسب الجميع، فالتي تزوجت منذ عام واحد تختلف عن التي لديها أطفال صغار، عن المتزوجة منذ عشرين عامًا.
ويوضح «علام» لـ«شبابيك» أن الزوجة إذا كانت تتحمل الطلاق وتبعاته، فليس هناك شيء يضطرها للتعايش مع هذا الوضع؛ بخلاف إذا قررت الحفاظ على بيتها وأبنائها.
«الزواج قبل العشرين.. هكذا تتزوج الفتاة وتظل آنسة»
ناقشي الوضع بهدوء
قبل أن تأخذ المرأة أي قرار، ينصحها «علام» بأن تتناقش بهدوء مع زوجها، لتعلم دوافعه، أو أوجه التقصير عندها، وألا تأخذ الأمر بحساسية شديدة.
وينصحها «علام» بأن تنظر للجانب الإيجابي للمشكلة، فزواج الرجل بأخرى يعني أنه لا يريد تطليق زوجته الأولى وأنه لا يزال «باقي» عليها.
ويضيف حتى وإن أخفى الرجل زواجه الثاني فهذا ليس بنية الخداع كما تتوهم المرأة؛ فمعناه الحقيقي أنه لا يزال يقدر زوجته الأولى و«يعمل لها اعتبار»، وفي هذه الحالة يكون زواج الرجل الثاني «جرس إنذار» بالمشاكل أو أوجه التقصير التي لا تريد المرأة الانتباه إليها.
محاسبة النفس
ورغم أن دوافع الرجال تختلف كثيرًا في تعدد الزوجات؛ لكن استشارية العلاقات الإنسانية الدكتورة شرين عبد العزيز، تنصح الزوجة بضرورة محاسبة النفس.
وتقول إن المرأة ستحتاج في هذه الحالة أن تسأل نفسها: ما الأسباب التي دفعت الرجل للزواج عليها؟ هل قصّرت في شيء؟ هل لا يتفاهمان بالشكل الكافي؟ هل تهمل في نفسها؟ هل يوجد عيب في العلاقة الحميمة بينهما؟
وتنصح «عبد العزيز» المرأة بعدم التعالي والاعتراف إذا وجدت في نفسها تقصيرًا، حتى لا تفوت على نفسها فرصة لإصلاح ما بينها وبين زوجها، فقد تعود العلاقات بينهما أفضل مما كانت.
«تعدد الزوجات.. متعة للرجل ولا هروب من المشاكل؟»
لا تخبريه
إذا حاول الرجل إخفاء أمر زواجه الثاني، وعلمت الزوجة من مصدر آخر، فينصحها «علام» بعدم إخبار زوجها، لأنها بذلك قد تعطيه مبررًا لإهمال بيته أو التغيب عنها وقتًا أطول.
يقول «علام»: «إذا كان الرجل يتسلل يوم أو اثنين في الأسبوع للذهاب لزوجته الثانية، خوفًا من أن تشعري بالأمر، فبعد علمك لن يتحرج في التردد عليها كثيرًا وإهمال بيته».
تعاملي بحكمة
على المرأة أن تتعامل بعقلانية وأن تحجم من عواطفها وغيرتها حتى لا تخسر كل شيء. وتحذر «عبد العزيز» المرأة من افتعال المشاكل مع زوجها، لأنه بهذه الطريقة لن يكرهها فقط، بل قد يكره أبناءه منها بسببها.
وتضيف أن التعامل بعقلانية يتطلب حكمة شديدة من الزوجة الأولى والثانية، لأنهما لديهما هدف واحد، وهو الحفاظ على علاقتهما الجيدة بهذا الرجل الذي تزوجهما، وعدم إثارة المشاكل لأن هذا سيعود عليهما بالضرر.
«إدمان الجنس.. حكايات الرغبة المتوحشة وأسباب المرض»
لو عينه زايغة؟
يؤكد الطبيب النفسي الدكتور إبراهيم مجدي أنه حتى لو كان زواج الرجل الثاني مجرد نزوة، فالزوجة الأولى بإمكانها أن تعالج الأمر بحكمة.
وينصح المرأة بضرورة احتواء زوجها في هذه الحالة وعدم لومه أو وصفه بأن «عينه زايغة».
ويضيف أن على المرأة أن تظهر لزوجها أنها تتفهمه وتتقبل شخصيته كما هي، لأن احتوائها له يشعره بمدى تقصيره، واللوم سيأتي بنتيجة عكسية.
تفوقي على الزوجة الثانية
يحذر «علام» من إهمال المرأة لنفسها بحجة زواج الرجل لمرة ثانية؛ وهو الخطأ الذي تقع فيه معظم السيدات.
ويؤكد أن نسبة طلاق الزوجة الثانية ما بين 28% و30% أي ما يعادل ثلث الزيجات. بينما يحتفظ 50% من الرجال بالزوجة الثانية فقط بسبب وجود أطفال.
وهذا يعني أن الرجل يكتشف بعد فترة أن زواجه الثاني لم يكن جيدًا أو ضروريًا، خاصة بعد ظهور المشاكل أو كثرة المسؤوليات عليه. أوقد يكون الأمر مجرد نزوة من الرجل.
ويؤكد استشاري العلاقات الأسرية أن أهم عامل يساهم في رجوع الرجل لزوجته الأولى، هو زيادة اهتمامها بنفسها وتصحيح أوجه التقصير وفعل ما يحبه الرجل.
«لهذه الأسباب ترفض النساء الزوجة الثانية»
كيف تتعاملين مع الأطفال؟
ينصح استشاري العلاقات الأسرية الدكتور أحمد علام، بأنه إذا كان الأطفال صغارًا فلا داعي لإخبارهم حتى لا نحملهم مشاكل فوق طاقتهم.
وإذا كان الأب يغيب لأيام، فالأفضل أن تخبرهم الأم بأنه مسافر أو لديه بعض الأعمال، حتى يأتي السن المناسب لإخبارهم.
أما إذا كان الأبناء كبارًا، فيجب مناقشة الأمر معهم بعقلانية دون جرح شعورهم، حتى لا تهتز صورة الأب في أعينهم.
تجربة واقعية
يحكي الدكتور «علام» عن إحدى السيدات التي تعامت معه، فيقول: «تزوج زوجها عليها، لكنها استطاعت أن تخفي الأمر على الأطفال تمامًا، وتجتهد لتصلح ما بينها و زوجها من خلافات»
و«حدث أن الرجل طلق الزوجة الثانية وعاد لبيته الأول، وكبر الأطفال دون أن يعلموا بالخلافات بين أبيهم وأمهم، ولم تهتز صورة والدهم في نظرهم أو يتأثروا بما حدث».