رئيس التحرير أحمد متولي
 تحذير للمراهقين.. دي نهاية العلاقة اللي تبدأ بـ«لايك»

تحذير للمراهقين.. دي نهاية العلاقة اللي تبدأ بـ«لايك»

التكنولوجيا لها تأثير بالغ في حياتنا العاطفية، وبدلًا من التعامل بحذر مع ما يُسمى «حب الفيس بوك»، وقع كثير من المراهقين فريسة لعلاقة بدأت بـ«لايك» وانتهت بـ«بلوك».

استشاري العلاقات الأسرية الدكتورة أسماء مراد تقول إن شكل الحب اختلف بشكل كبير عما كان عليه في السابق، فقديمًا كان المحب يطارد حبيبته في كافة الأماكن التي تتردد عليها وذلك بعكس ما يحدث حاليًا في عصر التكنولوجيا الذي جعل الحبيب لا يهتم برؤية حبيبته وإنما أصبح يكتفي فقط بمراسلتها عبر عالم وهمي وهو ما يُعرف بـ «حب الفيس بوك».

مستحيلات استكمال حب الفيس بوك

«مراد» أوضحت أن حب فترة المراهقة حتى وإن كان صادقًا فمن المستحيل استكماله؛ مرجعة ذلك إلى عدة أمور:

أولًا: انعدام النضج الفكري لدى الطرفين ومن ثم عدم استكمال العلاقة والاكتفاء فقط بالحب.

ثانيًا: كلاهما يمر بتغير شديد في المشاعر ما يعني أنهما لا يبحثان عن بعضهما، وإنما عن إشباع للجوع العاطفي بداخلهما.

ثالثًا: الذكور في هذه الفترة يكون الحب لديهم مجرد إشباع لرغباتهم الجنسية ما يعني أن قلوبهم ليست هي الدافع لهذا الحب.

رابعًا: ليس لديهم أي أموال لبدء خطوات فعلية تتوج هذا الحب بالخطوبة، فكلاهما مسؤول من أسرة ولا يستطيع توفير أموال لنفسه، إذن لماذا إرهاق القلوب؟

أسباب فشل العلاقات

استشاري العلاقات الأسرية أضافت أن المستحيلات السابقة تحدث حينما يكون هذا الحب صادقًا، أما في حال الكذب الذي هو سمة أساسية لهذه النوعية من العلاقات، فقد حذرت «مراد» المراهقين من الدخول فيها مشيرة إلى حدوث بعض المشكلات الأخرى منها:

- الاصطدام بحائط عدم التكافيء الثقافي، وذلك عن طريق الاستعانة بمنشورات الغير للظهور بمظهر المثقف.

- تعرض الفتاة أحيانًا للابتزاز عن طريق بعض الصور أو الرسائل التي يتم استخدامها لإجبار الفتاة على إقامة علاقة غير شرعية.

- ضعف الثقة بالآخرين وتخوينهم نتيجة اكتشاف كم هائل من المعلومات المغلوطة حول هذه الشخصية الافتراضية سواءً كان ذلك في الشكل، السن أو التعليم.. إلخ.

- الرغبة في نسيان حب قديم سواءً كان ذلك بين اثنين من نفس العمر أو بينهما فارق ملحوظـ، فكلاهما يبحث عن تعويض الفراغ العاطفي بأي شكل.

أما من الناحية النفسية، فقد أشار استشاري الطب النفسي الدكتور جمال فرويز إلى أن الرغبة الشديدة في الحصول على الحب هي التي تدفع الشباب بشكل عام لخوض مثل تلك العلاقات، لافتًا إلى أن الضرر الأكبر يحدث للمراهقين ممن ليس لديهم وعي كافي للخروج بسلامة من هذه العلاقات.

متى يكون هذا الحب حقيقيًا؟

«فرويز» ذكر أن الحب الافتراضي لا يُمكننا التعامل معه بشكل واقعي إلا عند التعامل مع شخصيات انطوائية، معللًا ذلك بأن هذه النوعية من الشخصيات تجد صعوبة بالغة في التعامل على أرض الواقع؛ لذا تجد في الحديث عبر الفيس بوك وسيلة أمان ودفعة قوية للتحدث عن نفسها دون أي مشكلة.

كيف تهرب من حب الفيس بوك؟

استشاري الطب النفسي، أكد أن «حب الفيس بوك» لا يمكن الأخذ به، لافتًا أن ما بُنى على افتراض فهو افتراض لا يُعتد به على أرض الواقع؛ لذا يجب عليك عزيزي المراهق أن تحرص على مليء الفراغ العاطفي لديك عن طريق الدراسة وحضور المزيد من الدورات التوعوية والتثقيفية، وإعادة ترميم علاقاتك بالأصدقاء والعائلة، وممارسة الهوايات المختلفة.. إلخ.

أعباء زائدة واعتداء للفتيات​​​​​​​

استشاري العلاقات الأسرية والاجتماعية الدكتور أحمد علام اختلف رأيه قليلًا، موضحًا أن هذا النوع من العلاقات يحدث ولكن في حالات معينة منها أن يكون أطرافه من البالغين وليسوا من المراهقين.

وعن الآراء الرافضة للاعتماد على «الفيس بوك» كوسيلة للحب، استكمل «علام» أن الفيس بوك حينما يدخل في العلاقات لا ينبغي الاعتماد عليه بشكل كامل، بمعنى ألا تكون مقابلاتكم ومحادثتكم عليه، اجعلوه فقط للتعارف وباقي الحياة بعيدًا عن هذا العالم الافتراضي.

وبخصوص المراهقين، استنكر استشاري العلاقات الدخول في علاقة عاطفية في هذا السن المبكر، مؤكدًا أن هذا العمر ليس مناسبا لحمل أعباء ثقيلة كالارتباطات العاطفية وما يترتب عليها من أحاديث وخروجات تشغل الوقت والتفكير، إضافة إلى حدوث بعض المشكلات الأخرى تضر الفتاة كليًا وجزئيًا كالتعرض للاعتداء.

وفي النهاية، نصح الدكتور «علام» المراهقين ممن يريدون خوض التجربة بالقول: «ما دمت مصممًا على تلك العلاقات، فلتتوقع الفشل والخذلان مهما كنت تعتقد خيرًا في هذا الشخص».

سوزان حسني

سوزان حسني

صحفية مهتمة بالكتابة في مجال العلاقات