الحب والزواج في الأمثال الشعبية.. كل حاجه والعكس

الحب والزواج في الأمثال الشعبية.. كل حاجه والعكس

الأمثال الشعبية تناولت كافة جوانب الحياة في المجتمع المصري، بدءا من المعاملات العادية في الحياة كاستضافة الغريب ومعاملة الجار، إلى الزواج والطلاق وخلافه.

وكان للمصريين في الخطبة والزواج والطلاق أمثالا تردد حتى الآن. لكن الغريب في الأمر أن هناك أمثالا وعكسها تماما ويتم ترديدها على حسب اتجاه الموقف الذي تردد فيه.

ففي زواج الأقارب جاءت الأمثال لتحث عليه في مواقف وأخرى تمنع عنه، «آخد ابن عمي واتغطى بكمي» ويُضرب في موقف يستحسن في زواج القريب حتى لو لم يكن يملك شيئا، في مقابله جاء «خد من الزريب ولا تاخد من القريب».

وجاء أيضا «نار القريب ولاجنة الغريب»، وكان في المقابل «إن كان ليك قريب لا تشاركه ولا تناسبه»، و«دخان القريب يعمي».

حين تتجسد الأمثال الشعبية في «كاريكاتير» (صور)

لا يقتصر الأمر على هذا فقط، بل في شكل من تختار أيضا ضرب المثل الشعبي، فإذا كانت زوجة الرجل ليست على قدر من الجمال، فيتم مواساته بـ«أم بربور هتجيبلك غندور»، وإن لم تتزوج يقولون «البايرة لبيت أبوها».

هو بالطبع إنقاص من وضع المرأة بأن توصف بهذا الوصف. لكنها الأمثال الشعبية.

وكان للخطبة نصيب في الأمثال والحكم أيضاً، فقالوا «اخطب لبنتك ولا تخطبشي لابنك»، فيما معناه أن تهتم باختيار زوج ابنتك ضمانا لراحتها بعد الزواج، بما أنك تعرف الخاطب وأصله وفصله، وقالوا في عكس ذلك «إن كان بدك تصون العرض وتلمه جوز البنت للي عينها منه» بما يعني أن تترك الفتاة تختار.

وقالوا أيضا في أمر الخطبة «حب حبيبك حب لو كان عبد أو دب»، أي أن تفضل من يحبك على من تحبه؛ لأن من يحبك سيعمل على راحتك لأنه يحبك بالفعل. وجاء أيضا «قبل ما تخطب وتناسب شاور وارسل وفكر وحاسب»، في الحث على التمهل في أمر الخطوبة والزواج.

لو خطيبك دايما مشغول.. يبقى هي دي روشتة التعامل معاه

ولفتت الأمثال إلى أن الرجل يستطيع بأمواله الزواج ممن يشاء «بفلوسك بنت السلطان عروسك»، وإن لم يكن لديه مال وتزوج دون مهر يقولون «خدها بالدين وقال العروسة منحوسة» بما يعني أن الزوج تزوج دون مهر أو شبكة ويلومها وينعتها بالنحس.

ومثلما فضلت الأمثال الحب على الزواج كما جاء في هذا المثل «الحب بستان يضحك بالزهور والزواج سجن نهايته القبور»، رأت في جانب آخر أن الزواج أهم من الحب، حتى لو كان هذا الزواج على حساب سعادة أحد آخر حيث قالوا «إن لقيتي بختك في حجر اختك خديه واجري» بما يعني إن جاء لشقيقتك عريس يفضل أن تسرقيه منها. و«البايرة أولى ببيت أبوها» الأمر هنا أشبه بالمنافسة.

ونصحت الزوج أيضا بعد الزواج بأن يراعي حماته ويحسن معاملتها حيث جاء «بوس ايد حماتك ولا تبوس ايد مراتك»، لكن نصحت الزوجة بالدعاء على الحماة حيث قالت «حماتي الله يخليها بنار جهنم يشويها». على النقيض قال المثل «يا كنة مين علاكي غير زوجك وبيت حماكي».

محمد ربيع

محمد ربيع

صحفي مصري مهتم بالأوضاع الاجتماعية والإنسانية