الصداقة عِشرة ولا مواقف؟.. (مقال)
مقال بقلم: مارى عادل
الصداقة بالنسبة لي من أهم واقدس العلاقات الموجودة في حياتنا، في الفترة الأخيرة روادتنى كتير من الافكار والخواطر حول فكرة الصداقه بين الناس، مع كل ده بقي لقيت كتير من اصحابى بيتكلموا معايا عن مواقف مروا بيها مع ناس المفترض إنهم «عشرة عمر».
«الندالة» يا اخونا من أهم مظاهر عملية الصداقة، هتقولى إزاى؟ ده الاتنين دونت ميكس، وعكس بعض على طول الخط، أنا هقولك: في وقتنا هذا بيمكسوا بالجامد أوى، فياريت تبص وتتعلم عشان تفرق بين الصحاب «السَكَة» والصحاب الجدعة.
ليا واحده صاحبتى عشان معرفتى بيها، فأنا عارفة كل أصحابها ومعظم اللى حواليها، وهما ناس كتير بالفعل، من الشغل والجامعة والمدرسة.. صاحبتى دى ربنا اداها تجربة صعبة شوية، كانت محتاجه ناس في زنقتها تقويها وتساعدها، مش بفلوس على اد ماهو بشكل معنوى بحت.. سؤال أو مكالمة. دى بتفرح حتى برسالة على الموبيل.
«الصداقة الحقيقية» تحميك من الأمراض.. تصور!
المفاجأه اللى مبقتش تفاجئنى للأسف إنها ملقتش حد من كل دول يقف يسندها.. طيب تاخد الكبيرة بقي «ولا حتى اصحاب الـ 15 سنه»، بس ربنا بعتهلها ناس بعيدة عنها، هما اللى وقفوا جنبها.
أنا شخصياً اتعرضت لنفس الواقعة بتفاصيلها.. اللى وقف جنبي ناس مش قريبة منى، أو ناس لسه بنقول ياهادى عشان نبقي صحاب، أما اصدقاء «الـ14 سنة» راحوا في الوبا.
الصداقة مش إنك ترتب حفلة عيد ميلاد مكلفة لصاحبك عشان تبين اهتمامك وحبك ليه، ولا هى خروجة كل يوم، ولا مكالمة كل 5 دقايق، ولا حكاوى القهاوى، ولا حتى عِشرة سنين وأيام وعيش وملح.
لكن الصداقة الحقيقية هى طاقة نور في عز الضلمة، طاقة حب غير منتهى وغير مشروط، عمود حقيقي واقف بنتسند عليه، ضهر بيشيل أحمال مبنقدرش نشيلها لوحدنا ومن غير شكوى.. الصداقة مواقف مش عِشرة. الصداقه إنى الاقى صديق يسمعنى من غير ماتكلم، يفهمنى من عينى إن كنت زعلان ولا فرحان، لو بينا مسافات يفهمنى من كلمة في الشات، يحس بيا من كلمة آلو في الموبيل، يقف جنبى ويطلعنى من أزمتي.. إنى ابذل مجهود وحب للى قدامى.. الصداقة صداع جميل في راس كل واحد فينا، مبنبقاش عايزين ناخدله اسبرين بنبقي مستمتعين بآلامه.
من المفيد أن تخسر بعض الأصدقاء.. اعرف السبب
عشان كده اختار المواقف قبل العِشرة،.. اختار اللى يقلب حزنك لفرح عشان يبسطك.. اللى بيحترم مشاعرك ومابيقولكش اسخف كلمه في الوجود «معلش»، مش لازم يحل المشكلة لإن كتير مابيقاش في إيده أي حاجة بس كفاية دعمه النفسي ليك وإنه سندك في الدنيا.
بعد 24 سنه من علاقات غير متناهية، اكتشفت إن اصدقاء صغري لما كبرنا، مانضجوش. بالعكس اطّفلوا زيادة،.. تلاقي اللى بيتكبر عليك، واللى يتمنظر عشان سافر أو عشان شغل أوعشان عريس، مع إنه عارف ومتأكد إنك أحسن منه، وانك كنت مابتتأخرش عنه سواء في فلوس ولا عزومة ولا حتى فستان أو بدله ياخدها يحضر بيها مناسبة.. صاحبك مش اللى بيبخل عليك بشوية مشاعر أنت تستاهلهم.
الموضوع مش بوست ولا صورة «الداك فيس» ونكتب عليها #انستا_فريندز .. الصداقة بتدى ومابتستناش تاخد، بس ده مش معناه إنك لما تبقي محتاج في الوقت اللى تعبان فيه يبقي ماتصرحش إنك في احتياج تاخد أو إنك تقول أنا بدى ومش محتاج أو مش عايز.. الصداقه مشاعر بين اتنين حتى لو فرقتهم مسافات، أو سنين وظروف، فالبعيد عن العين مش بعيد عن القلب ولا حاجة ده قاعد جوا ومربع.
صديقك هو اللي بيكبرك ويشجعك ويقبلك على عيبك.. هو اللي يحسن من عيوبك مش عشان كارهها ومش قادر يتعايش معاها، بس عشان بيحبك زي نفسه وعايز يشوفك احسن واحد في الدنيا.. هو اللي بيتشقلب عشان يشوفك مبسوط ويفرحك في أقل وأبسط مناسباتك ،هو اللى بيزعل وقلبه بينقبض لما يعجز إنه يساعدك ويفرحك بسبب ظروف منعاه.
عارف المرايه؟ الصداقه زيها بالضبط حتى لو مختلفين في الشخصيات، وده شئ كويس لأنكم بتكملوا بيها بعض. لو الصديق مش هو مرايتك اللي بتشوف فيها نفسك وعيوبك، أو مش مرايتك اللى تقولك أنت حلو أوى بس محتاج تظبط شويه الرطوش دى عشان تبقي أحلى، يبقي بلاها علاقة اصلاً.
ماري عادل تكتب: سوق تعبير