الجيش يستثمر بالمدارس الدولية.. وخبراء: خطر على المواطنة
أثارت المدارس الدولية الكثير من التساؤلات حولها، في الأيام الماضية، بسبب صدور بعض القرارت التي تتعلق بها، مثل إعفاء مجلس النواب المدارس والجامعات الدولية من قانون الضريبة المضافة، بعد أن كانت ضمن الخدمات التي سيطبق عليها القانون.
وظهرت على الساحة بعض المدارس التي يتولى الإشراف عليها قيادات من القوات المسلحة.
في هذا التقرير نتناول النتائج المترتبة على خوض القوات المسلحة تجربة الاستثمار بالمدارس الخاصة، من خلال الحديث مع خبراء تربويين، كما نرصد أبرز مخالفات تلك المدارس. استثمار الجيش
أعلنت قيادة الجيش الثاني الميداني تدشينها لأول مدرسة دولية للغات بالسويس، بتكلفة 90 مليون جنيه، تضم فصولاً تعليمية من رياض الأطفال حتى الثانوية العامة، وتشمل مواد المناهج التعليمية دراسة اللغات الإنجليزية والفرنسية والصينية، الكثير من التساؤلا ليكشف جزءًا من أسباب وضع التعليم الدولي ضمن قائمة الإعفاءات.
كما تم الإعلان عن سلسلة مدارس «بدر الدولية» والتي تأسست من قبل «القوات المسلحة المصرية بهدف أن تصبح أفضل مدرسة دولية، يقدم فيها أعلى جودة من التعليم» بحسب ما جاء في التعريف بالمدرسة على موقعها الرسمي على الإنترنت.
خبراء، رفضوا دخول القوات المسلحة مجال الاستثمار في المدارس الدولية، منهم الخبير التربوي كمال مغيث الذي قال «تبني الجيش بناء عدد من المدارس الدولية مأساة كبيرة، وتعتبر أخطر ما يحدث لأنها تلغي فكرة المواطنة، وتثبت أن التعليم يصبح للأغنياء، ولا عزاء للفقراء».
ضحايا البالطو الأبيض.. حين يتحول لون السعادة إلى «كفن»
سبب الالتحاق بالمدارس الدولية
الخبير التربوي كمال مغيث قال «اللجوء للمدارس الدولية نتيجة أن التعليم الوطني في حالة يرثى لها، والإحساس بأن التعليم الأساسي في مصر أصبح بلا قيمة، بالإضافة إلي أن المدارس مربحة جدا بالنسبة لأصحاب تلك المدارس الذين أصبحوا أصحاب سلطة ونفوذ وقوة كبيرة تتحدى الجميع».
مخالفات المدارس الدولية
قامت لجان متابعة المدارس الخاصة «عربي ـ لغات» برصد العديد من المخالفات، من ضمنها مدرسة البداية الدولية حيث لا يوجد عقود معتمدة لعدد 28 من العاملين بالمدرسة.
ورصدت اللجنة وجود مخالفة بمدرسة سقارة الدولية إدارة المعادي، حيث لم يتم تجديد بعض القرارات الوزارية، ولا يوجد لائحة داخلية ولم يتم تحديد الكثافة في القرار الوزاري الخاص بالقسم البريطاني، إضافة لوجد زيادة في نسبة تحصيل المصروفات من عام 2014/2015 وعام 2015/2016.
أما مدرسة القمم الدولية (إدارة البساتين دار السلام)، أفادت اللجنة بعدم وجود عقود معتمدة لعدد (10) من العاملين بالمدرسة.
لطلاب أولى جامعة.. دي أفضل طريقة لتكوين صداقات جديدة
ومن جانبها، أكدت أحد العاملين بمدرسة القمم الدولية، رفضت ذكر اسمها، أنه لا يوجد أية مخالفات رصدتها وزارة التربية والتعليم بالمدرسة، وما تختلقه الوزارة من أمور لا سببها أو من ورائها.
وقال الخبير التربوي الدكتور حسن شحاته «حسب قانون التعليم العالي رقم 306 لسنة 93 أن أية جهة حكومية يجب أن تكون خاضعة لإشراف الوزارة أين كان مالكها أو صاحبها، لمعرفة المخاطر التي تنتج من المدارس الدولية».
الإعفاء الضريبة المضافة
أدي قرار إعفاء الضريبة المضافة إلى إثارة الكثير من التساؤلات حوله بالرغم من أن هذه المدارس والجامعات تحقق أرباحًا مرتفعة من جراء تحصيل رسوم مرتفعة من الطلاب والدارسين .
عدد من خبراء الاقتصاد، يرون أن ضريبة القيمة المضافة تفرض على السلع والخدمات التي تستهلك محليًا فقط، وعدم فرضها على خدمات التعليم الدولية هو أمر معمول به في جميع دول العالم، ومناقشة فرض ضرائب عليه من قبل مجلس النواب كان نوعًا من الخطأ الذي تم تصحيحه بإقرار إعفائها بشكل نهائي بمشروع القانون.
أما عن التربويين، يقول مغيث أن عددا كبيرا من المدارس الدولية لا تقدم أي مواد تعليمية تعلي من قيم الوطنية أو الولاء في أي مرحلة تعليمية وحتى المرحلة الثانوية، ويتم تطبيق مناسبات لا تتناسب مع قيم المجتمع، إضافة أنها مملوكة لأصحاب النفوذ التي يجب أن يدفعون القيمة المضافة حتى يستفاد منها التعليم الوطني.