رئيس التحرير أحمد متولي
 لعشاق المسرح.. اعرف مين دوق ساكس ميننجن

لعشاق المسرح.. اعرف مين دوق ساكس ميننجن

أي حاجة الواحد بيحبها دايمًا بيسعى يعرف معلومات عنها، وبما إن المسرح أبو الفنون فإحنا حبينا ندخلك جواه أكتر ونعرفك على معلومات تخصه.

وفي الموضوع ده هنتكلم عن المخرج جورج الثاني، دوق مقاطعة «ساكس ميننجن» اللي تطور من خلاله دور المخرج المسرحي.

المخرج المسرحي عمرو دوارة، بيقول إن تطور دور المخرج ظهر مع دوق ساكس ميننجن من خلال أول عرض أخرجه في برلين سنة 1874، وبقى للمخرج دور محدد بيقوم بيه لأن قبل كده كان الشخص اللي بيمتلك أكبر إمكانيات وطاقات وعنده رؤية فنية محددة هو اللي كان بيقوم بدور المخرج.

فرقة ميننجرز

أسس «ميننجن» فرقة مسرحية وأطلق عليها اسم «ميننجرز»، وبيقول «دوارة» إن «ميننجن» كان متبع مع فرقته نظام صارم، وقالهم إن «السلطة الفنية والإدارية في إيدي أنا لوحدي» مع توظيف كل الفنانين في وحدة فنية واحدة، وأول عرض للفرقة كان في برلين.

picture-010

«ميننجن» كان بيتبع مع الممثلين أسلوب معين وهو إنه مش بيخلي الممثل صاحب الدور الرئيسي يمثله كل ليلة عرض، وكان بيخليه يعمل أدوار تانية وبعد فترة يرجعه تاني لدوره الرئيسي.

مثال للتوضيح

لو مثلًا بيعمل «ميننجن» عرض «هاملت» فالممثل اللي بيقوم بدور «هاملت» هتلاقيه في أول ليلة عرض بيمثلوا وبعد يومين بقى بيعمل دور «الحارس»، وبعديه بفترة بيرجع لشخصية «هاملت» مرة تانية.

والأسلوب اللي اتبعه «ميننجن» ده عشان يكسر فكرة النجم في مسرحه، والفكرة دي كانت ظهرت قبل فرقة «ميننجرز» في القرن الـ16 والـ17 اللي ظهر فيه عصر النجوم العظماء وكان في العصر ده المسرحية مفيهاش ديكور منظم ولا منظر يقام لمشهد مخصوص إنما فيها الإهتمام بالنجم فقط والمسرحية كلها بتقوم عليه.

وعشان «ميننجن» يكسر فكرة النجومية داخل فرقته خلى الممثل داخل العرض الواحد يعمل مرة دور رئيسي ومرة دور ثانوي، عشان ميحسش ممثل إنه أعلى من أي ممثل تاني ويتكبر عليه.

الدقة التاريخية

أسس «ميننجن» مدرسة تسمى «الدقة التاريخية» وكان حريص إنه يكون أمين في تقديم تفاصيل النص التاريخي ويلتزم بالحقائق التاريخية، وده خلى فرقته متميزة في تقديم المسرحيات اللي بترجع لحقب تاريخية.

يعني لما جه يعرض مسرحية «يوليوس قيصر» طلع فرقته بعثة لروما عشان يشوفوا تفاصيل الملابس والإكسسوارت والسيوف.

وبتبان دقة «ميننجن» التاريخية في إنه طلب يعرف وزن عباءة يوليوس قيصر عشان يلبس الممثل نفس وزن العباءة وكمان عمل دراسة للخاتم بتاعه، ومش بس كده ده أقام مصنع مخصوص لعمل نفس السيوف اللي كانت موجودة في الوقت ده.

وكان «ميننجن» حريص أن كل ممثل يستخدم الملابس والإكسسوارات قبل العرض بيوم عشان يتعود عليها فيحصل نوع من التكيف والتعايش معاها.

الجانب التشكيلي

والجانب التشكيلي المتمثل في الصورة المرئية في مسرح «ميننجن» بيسيطر دايمًا على الكلمة لأنه بيعتبر المسرح لوحة بيضاء بيشكل فيها المخرج ما يشاء. وفي مسرحه كان لأول مرة يتم تصميم منظر مسرحي مخصوص لكل مشهد. كمان دخّل نظام تعدد المستويات من حيث الطبقة.

مشاهد التجمعات

اهتم بمشاهد التجمعات الضخمة وكان بينظم الموضوع بإن كل ممثل يقول جملة وكان بيخلي لكل مجموعة قائد هو المسؤول عن تحريك المجموعة.

مشاهد الأحداث الخطيرة

كان بيشوف إن مشاهد الأحداث الخطيرة زي قتل يوليوس قيصر، لازم المشاهد يشوفها بس مش بدرجة كبيرة لأن حدث زي القتل ممكن يتم باستخدام خدعة ما، فلو الخدعة دي الجمهور شافها ممكن تخليه يفقد مصداقيته تجاه المسرحية.

تأثيره

كل الرواد العالميين اللي جم بعد «ميننجن» اعترفوا باستفادتهم بخبرته الإخراجية، زي المخرج أندريا أنطوان، وستان سلافسكي، وأنطونين أرتو، وبعد كده كل واحد بقى ليه مدرسته الخاصة بيه واللي متطورة عن مدرسة «ميننجن».

تأثير «ميننجن» في المسرح المصري

«دوارة» بيقول إن مفيش أي مخرج مصري تخصص في المسرحية التاريخية في كل مسرحياته بالشكل اللي اتخصص بيه «ميننجن»، لكن كان فيه لمحات من دقة ساكس ميننجن في عرض تفاصيل الحقبة التاريخية في بعض المسرحيات التاريخية اللي كان بيخرجها زكي طليمات وسعد أردش.

الناقد المسرحي عبد الغني داوود بيقول إن اللمحات دي كانت موجودة في مسرحية «البرجوازي النبيل» بتاعت «موليير» واللي أخرجها سعد أردش، واللي كان فيها «أردش» دقيق في عرض تفاصيل الحقبة التاريخية اللي بتتناولها المسرحية بدقة.

رغدة جلال الدين

رغدة جلال الدين

صحفية مصرية تكتب في المجال الفني، إلى جانب كونها ممثلة ومغنية بفرقة «بهججة»