أنا فتاة: كيف أقنع أهلي والعائلة بالعمل؟

أنا فتاة: كيف أقنع أهلي والعائلة بالعمل؟

تجتهد الفتيات في دراستهن ثم يتخرجن من الجامعة، وأمامهن طموحات يتمنين تحقيقها، لكن يفاجئهن رفض الأهل التام لفكرة العمل بعد الجامعة.

صراعات كثيرة تدخل فيها الفتاة مع أهلها، والنتيجة هي استنزاف الطرفين نفسيا، وحتى إن نجحت الفتاة في إقناعهم بعملها أخيرا، تظل هناك فجوة كبيرة بينها وبين أهلها بسبب هذه الصراعات.

رنا فوزي (اسم مستعار) لفتاة تحكي تجربتها لـ«شبابيك» وتقول: «تخرجت من كلية التجارة جامعة طنطا، وخلال الدراسة أخذت كورسات وطورت نفسي في مجال المحاسبة اللي بحبه وقدرت أتكلم إنجليزي كويس جدا.. لكن بعد كل ده أهلي كانوا رافضين تماما فكرة الشغل.. وقدرت أقنعهم أني هاخد كورس تاني».

لكن الأمور لم تستمر كما كانت تخطط «رنا» التي تتابع: «لما إقامتي في القاهرة طولت بدأوا يلحّوا أني أرجع وهنا عرفتهم أني بشتغل، وبعدها دخلنا في مشاكل كتيرة، وأضربت عن الطعام وبطلت أتكلم معاهم، وهم متفهموش ده، وقرروا يقطعوا عني الفلوس عشان معرفش أخرج أشتغل تاني. وبعد سلسلة طويلة من الخناقات والمشاكل وافقوا أني أرجع أشتغل لكن بشرط أني أقبض مبلغ كويس أقدر أصرف بيه على نفسي أكل وشرب وسكن في القاهرة وكمان أعطي لهم الباقي يحوشوه ليا في جمعية.. ومش عارفة هقدر استمر على الوضع ده إزاي؟».

ولأن مشكلة «رنا» هي مشكلة قد تعاني منها كثير من الفتيات، حتى لو بدرجات متفاوته، توجه «شبابيك» لاستشاري العلاقات الأسرية الدكتور أحمد علام، ليقدم بعض الخطوات التي تساعد الفتاة على إقناع الأهل بعملها، دون الدخول في صدام معهم.

افهمي مفتاح الأهل

أيا كانت هذه الشخصية التي تقف في طريقك، ينصحك «علام» بأن تفهمي مفتاحها سواء كانت الأب، أو الأم، أو الأخ الأكبر.

ويشرح «علام» أن هناك شخصيات مفتاحها هو المال، فبعض الآباء يوافقون على عمل الفتاة إذا استطاعت إقناعهم أن العمل سيخفف عبئا ماديا عنهم، وبالأخص إذا رأى الأب أنها ستنفق مرتبها بحكمة.

آباء آخرون قد يكون مفتاحهم هو الخوف على الفتاة، وهنا يؤكد استشاري العلاقات الأسرية أن الفتاة يجب أن تُري أهلها أنها على قدر المسؤولية. فإذا كان الأب يرى أن ابنته سلبية في البيت ولا تستطيع حتى مشاركته المسؤولية أو حتى مساعدة والدتها، فكيف سيقتنع أنها ستتحمل مسؤولية نفسها خارج البيت؟

الاستعانة بالأقارب

وفي كل عائلة هناك شخص أو أكثر لديه القدرة على إقناع الأب أو الأم والتأثير عليهما. فإذا أردتِ إقناع والديك بالعمل سيكون عليك اللجوء لهذا الشخص أولا ليتحدث مع الأهل ويناقشهم، خاصة إذا كان مؤمنا بك وبموهبتك وقدرتك على النجاح في حياتك العامة.

ويشير «علام» إلى أن الفتاة يجب أن تفهم قبل كل شيء أن إقناع الأهل قد يأخذ وقتا، وهنا يجب عليها ألا تنتظر وتضيع الوقت بل تستغل المتاح لديها مثل:

  • الكورسات الأونلاين

الإنترنت مليء اليوم بمئات الكورسات الأونلاين المجانية في كافة المجالات، التي ستكون فرصة جيدة لتطوير نفسكِ، إذا كنت تواجهين صعوبة في إقناع والديك بالحصول على فرصة تدريب بإحدى الشركات، أو الالتحاق بأحد الكورسات.

وكثير من هذه الكورسات مقدمة من أفضل الجامعات العالمية تتيح لك الحصول على شهادة من الجامعة بعد إنهاء الكورس، والتي ستكون نقطة كبيرة لك في السيرة الذاتية.

هناك الكثير من المنصات التعليمية مثل موقع «كورسيرا» و«فيوتشر ليرن» و«إدراك» و«رواق».. ويمكنك الاطلاع على المزيد منها من هنا⇐«متعقد من الإنجليزي؟.. 5 مواقع لكورسات تعليمية بالعربي».

الفري لانس

«الفري لانس» أو العمل الحر هو عبارة عن عمل تؤديه من المنزل لصالح أحد الأشخاص أو إحدى الشركات، لكن بدون الالتزام بالحضور لمقر الشركة أو بعدد ساعات محدد. وهي فرصة جيدة لأخذ الخبرة وجمع مبلغ من المال وبناء علاقات عمل جيدة، حتى تستطيعين إقناع الأهل.

مجالات «الفري لانس» كثيرة جدا وتكاد تشمل جميع التخصصات، مثل التسويق، والترجمة، وتصميم الجرافيك، والكتابة، والتصوير، والصحافة، وغيرها.

وبالنسبة للسيرة الذاتية فمجال «الفري لانس» أصبح من المجالات المعتمدة والتي ينظر لها بعين الاعتبار في السيرة الذاتية، إذا كنت تحتفظين بنموذج من أعمالك.

وهناك العديد من المنصات التي يمكنك من خلالها البدء في العمل الحر فورا، يمكنك التعرف عليها من هنا⇐«أشهر 10 منصات للعمل الحر».

ابدأي بالتدريج

وإذا وافق الأهل على العمل خارج المنزل، فمن الطبيعي جدا أن يكونوا متحفظين تجاه بعض الأشياء مثل اختلاط الفتاة بالجنس الآخر، أو الرجوع متأخرا.

وهنا ينصح «علام» بالبدء بالتدريج وبالخطوات المضمونة حتى تطمئني الأهل. فيمكنك البدء بالعمل في مكان قريب من المنزل، أو العمل مع أحد الأقارب، أو عمل جزئي تذهبين إليه يومين أو ثلاثة في الأسبوع.

ويحكي استشاري العلاقات الأسرية عن إحدى الفتيات: «والدها كان رافض للعمل تماما. وبدأت بإعطاء الدروس الخصوصية للجيران الذي يسكنون معها في نفس الشارع، ثم توسعت بالتدريج، وازداد اقتناع والدها عندما رأى أن عملها يريحه من أعباء مادية كبيرة».​​​​​​​

أميرة عبد الرازق

أميرة عبد الرازق

محررة صحفية ومترجمة مصرية مهتمة بشؤون التعليم واللغات وريادة الأعمال