الشخصية الاجتنابية.. هل تبتعد عن الناس لأنك تخاف منهم؟

«حاجة زي بتكسف كده بس هو مش كسوف بالمعنى المعروف، ممكن يكون خوف أو عدم ثقة في نفسي.. دا اللي بيحصلي لما أحاول اختلط بالناس وخصوصا لو أنا ماعرفهمش ودا سبب ضيع عليا فرص كتير قبل كده». يقول عبدالواحد الصيفي.

«الصيفي» 25 عاما، عامل بأحد مصانع مدينة السادات، أضاف لـ«شبابيك»، أنه يظن نفسه انطوائي أو غير اجتماعي. ولكن عندما سألناه هل عدم اختلاطك بالناس بسبب عدم رغبتك في ذلك أم أنك ترغب ولا تستطيع؟! أجاب أنه يرغب لكنه لا يعرف.

هذه هي الشخصية الاجتنابية أو المتحاشية، وهي شخصية لا تحمل تقدير للذات، وتشعر أنها دائما أقل من الآخرين حتى لو امتلكت ما يؤهلها لأن تكون أفضل ممن حولها، وهي شخصية حساسة جدا تجاه ما يوجه إليها من نقد.

الشخصية الاجتنابية أو المتحاشية، هي الشخصية التي تتحاشي الناس عن خوف، وليس عن عدم رغبة مثل الشخصية الانطوائية، وتتمنى التخلص من خوفها لتعيش مع الناس وتتعامل معهم، ولكنها لا تستطيع فتشعر بالارتباك الشديد والخوف من الناس، ولذلك فان التحاشي والهروب هي وسيلتها حتى لا تقع في الخطأ ولكي تحافظ على كرامتها.

يقول الدكتور النفسي حاتم صبري، لـ«شبابيك»، إن الشخص الاجتنابي ليس له أصدقاء أو صديق واحد فقط، مضيفا أنه يشعر براحة نفسية عندما يكون وحده بعيدا عن الناس، وغالبا ما يفضل الجلوس في غرفة مظلمة مع نفسه وخيالاته.

سمات وأعراض

كيف تعرف أنك اجتنابي؟

اسأل نفسك أسئلة مستنبطة من السمات والأعراض التي تصيب المتحاشي والتي أشرنا إليها، على سبيل المثال «هل أنا أتجنب الانشطة المجتمعية خوفا من النقد أو الرفض والنبذ؟ هل تشغلني دائما الانتقادات التي توجه لي وتشغل حيزا كبيرا من تفكيري؟ هل ترى نفسك غير جذاب شخصيا؟ وهكذا».

الأسباب

العلاج

يقول الدكتور النفسي حاتم صبري، لـ«شبابيك»، إن العلاج غالبا يبدأ عندما يقرر المصاب بالمرض التعافي، وإذا لم يكن مرتاحا بوضعه هكذا فإنه سيسعى للعلاج سواء بنفسه أو عن طريق المحيطين به. وأضاف أن العلاج نفسي وسلوكي في الأساس مع بعض الأدوية المساعدة. وأوضح أن العلاج النفسي عن طريق جلسات مطولة مع المريض والوقوف على الأسباب التي أدت إلى تطور الشخصية المتحاشية لدى المريض، والعمل على تفنيد تلك الأسباب. وقال «صبري» إن العلاج الدوائي من الممكن أن يساعد خلال تلك المرحلة من العلاج النفسي مثل المهدئات ومضادات الاكتئاب والقلق.