ابنك بينضرب في المدرسة.. طيب الموضوع ده يتحل كده

ابنك بينضرب في المدرسة.. طيب الموضوع ده يتحل كده

ضرب الأطفال في المدارس ممنوع بالقانون، لكن بعض المدرسين يعتبرونه وسيلة تربوية لتقويم سلوك الطلاب المشاغبين، أو تحفيزهم للتعلم، لكن الدراسات النفسية والتربوية تثبت عكس ذلك تماما.

استشاري الصحة النفسية والعلاقات الأسرية الدكتور محمد هاني، يؤكد أن الضرب سواء في المدرسة أو البيت يأتي بنتائج سلبية جدا على الطفل؛ إلى جانب أنه يضعف ثقته في نفسه، ويتسبب في خوفه من المدرسة وكرهه في التعليم.

الضرب أيضا هو المسؤول الأول عن ضعف المستوى الدراسي للطفل؛ الذي يذاكر فقط خوفا من العقاب، وتكون المذاكرة بالنسبة له عبارة عن حفظ معلومات ينساها بمجرد إغلاق الكتاب المدرسي؛ وبالتالي يفقد الطفل فرصة جيدة لتنمية قدراته وذكائه ويتأخر مستواه عن زملاءه كثيرا.

كيف تؤهل طفلك بعد تعرضه للضرب؟

وإذا كان الضرب يتسبب في كل هذه الآثار السلبية، فإن الطفل سيحتاج لعدة خطوات تعيد تأهيله نفسيا لكسر حاجز الخوف عنده من المدرسة ولا تتكون لديه «عقدة» من التعليم؛ وذلك باتباع هذه الخطوات التي ينصح بها استشاري الصحة النفسية، وهي:

- الحديث مع مدرس الفصل وتنبيهه للتأثير السلبي للضرب على نفسية الطفل وتحصيله الدراسي.

- بعد ذلك سيكون على الوالدين المتابعة الدائمة مع المدرسين للتأكد من تحصيل الطفل الدراسي، وأنه لا يتعرض لأي نوع من أنواع التعنيف.

ولا مانع من أن تتحدث مع الطفل حول يومه الدراسي حتى يحكي لك أي مشكلة تحدث له باستمرار.

- إخبار الطفل أن المدرس لم يقصد إخافته ولكنه انفعل عليه بسبب شغبه أو عدم حله الواجب، وأن المعلم لن يفعل هذا مرة أخرى لأنهم تحدثوا معه في هذا الأمر.

- الحديث مع المعلم حول تحفيز الطفل على التعلم والمشاركة في الفصل من خلال المكافئة والثناء على الطفل حتى يستعيد ثقته بنفسه.

- إذا كان الطفل من النوع المشاغب فيفضل الحديث مع المعلم حول الوسائل الأخرى التي يمكن من خلالها معاقبة الطفل دون إخافته أو إهانته مثل حرمانه من الأشياء التي يحبها.

لكن استشاري الصحة النفسية والعلاقات الأسرية الدكتور محمد هاني يؤكد أن معالجة الآثار النفسية للضرب على الطفل تعتمد على دور الوالدين في البيت وكذلك دور المعلم، فالمعلم إن كرر ضربه للطفل مرة أخرى فسيفسد كل ما يفعله الوالدان في البيت.

لو تم ضربه من زملائه؟

في حالات أخرى يكون خوف الطفل من المدرسة بسبب تعرضه للضرب من زملاءه الأكبر سنا أو المشاغبين. وفي هذه الحالة سينقسم الآباء إلى قسمين، قسم يرى أن على الطفل إخبار مدرسته بما حدث؛ والقسم الآخر من أنصار أن «يأخذ الطفل حقه بدراعه» حتى لا تصبح شخصيته ضعيفة.

«هاني» يرى أن العنف يولد العنف، وأن تعرض الطفل للضرب من زملاءه سيخلق لديه ميولا عدوانية يجب ألا يزيدها الآباء بتشجيعهم الطفل على ضرب من يضربه.

ومرة أخرى سيكون حل هذه المشكلة في أيدي الأسرة والمعلمة معا؛ فإذا كانت شخصية المدرسة قوية وحازمة بما يكفي ستتمكن من معاقبة زميله المخطيء، وأن تعيد للطفل حقه أمام باقي زملاءه.

وهنا ينصح «هاني» باتباع بعض الخطوات هي:

  • أن يخبر الطفل معلمته بما حدث.
  • إن لم تتصرف المعلمة من الممكن تصعيد الأمر للإدارة.
  • الحديث مع والدي الطفل المشاغب لمعاقبته في البيت.
  • إذا تكرر هذا الأمر يتم نقل الطفل لفصل آخر.
  • إذا تجاهلت الإدارة الأمر فيجب نقل الطفل من هذه المدرسة   .

أما بالنسبة للطفل المشاغب الذي يضرب الأطفال الآخرين، فيقول استشاري العلاقات الأسرية أنه في النهاية لا يزال طفلا أيضا وغير مدرك لما يفعله؛ وعلى المدرسة ألا تلجأ للضرب أو العنف كوسيلة لتقويم سلوكه؛ فهو يحتاج للحديث معه من جانب الأخصائي الاجتماعي وفهم الأسباب التي تدفعه لضرب زملاءه، فقد تكون لديه مشكلة هو الآخر في البيت مثلا؛ وتحفيزه على تعديل سلوكه بنظام المكافئة والمنافسة بينه وبين زملاءه حتى يتعلم منهم.

وإذا لم يتوقف عن هذا السلوك من الممكن أن تتم معاقبته بوسائل أخرى بعيدة عن الضرب؛ كأن يتم عزله عن زملاءه لبعض الوقت، أو حرمانه من الأشياء التي يحبها.

أميرة عبد الرازق

أميرة عبد الرازق

محررة صحفية ومترجمة مصرية مهتمة بشؤون التعليم واللغات وريادة الأعمال