رئيس التحرير أحمد متولي
 هايدي سهدي.. حكاية «فرفورة» لفّت أوروبا وآسيا بالحجاب

هايدي سهدي.. حكاية «فرفورة» لفّت أوروبا وآسيا بالحجاب

كانت طفلة تعشق المرح والمغامرة، و«مجنونة» برحلات المدرسة، حتى اللحظة التي قررت فيها المدرسة القيام برحلة لفرنسا وإنجلترا.

 وقتها سافرت الطفلة هايدي سهدي للمرة الأولى، ولم تكن تحتاج سوى رحلة أخرى لتركيا جاءت بعد أكثر من 10 سنوات، عندما أتمت عامها الـ25، حتى تتأكد أن السفر هو شغفها الذي ستعيش لأجله.

من أوروبا لآسيا لأفريقيا، تحزم «هايدي» حقيبتها وتسافر، وتتعرف على ثقافات جديدة، وتتذوق الأطعمة المختلفة، وتكون الأصدقاء من كل بلاد العالم، حتى قررت عام 2015، إنشاء صفحتها الخاصة على «فيس بوك» بعنوان «I Travel» لتنقل فيها تجاربها، للشباب الراغبين في السفر، وتساعدهم  في العثور على رحلات طيران بأسعار مخفضة للغاية.

حواديت فرفورة

«حواديت فرفورة» هو الاسم الذي اختارته «هايدي» لتدوين رحلاتها. كان المجتمع من حولها يراها فتاة «فرفورة» لن تستطيع السفر وحدها حول العالم. ومن ينظر لصفحة «I Travel» من بعيد سيظن أيضا أنها لا تفعل في حياتها شيئاء إلا المغامرة والمرح.

تقول «هايدي»: «السفر هو شغفي لكني مسيبتش كل حاجة وسافرت. السفر هو حاجة من ضمن حجات كتير بعملها في حياتي، لكنها الحاجة الوحيدة اللي قررت أشاركها مع الناس».

«هايدي»، التي تمت الـ30 عاما وتعمل محاسبة، تسطيع الاستفادة من جميع الإمكانيات المتاحة حتى تحقق شغفها، وتوضح: «عندي خبرة 9 سنين وده بيدي الحق في 30 يوم إجازة خلال السنة، لو قولنا إن السفرية الواحدة بتحتاج أسبوع، يبقى أقدر أطلع 4 سفريات في السنة».

لكن الأمر لم يكن دائما بهذه السهولة، تقول «هايدي» إن: «أول لما اتخرجت كنت بطلع سفرية واحدة في السنة، ومكنش متاح أني آخد إجازة أكتر من أسبوع. لكن المسألة مسألة أولويات.. أنت عندك أسبوع إجازة في السنة، هتعمل بيه إيه؛ هتروح الساحل ولا هتسافر وتلف العالم؟»

بتحب السفر بس قلقان.. 6 منصات هتساعدك وتوفر فلوسك

«الفرفورة» تسافر وحدها حول العالم

«كنت محظوظة جدا مقارنة بغيري من البنات» هكذا تعترف، وتقول إن «السبب الأول عشان سافرت مع المدرسة وأنا صغيرة، والسبب التاني عشان أهلي بيدعموني في قرار السفر جدا.. مامتي كانت معايا في أول رحلة لتركيا، وأخويا دايما هو اللي بيوصلني للمطار وبيقول لي أنا فخور بيك».

تتحدث «هايدي» من خلال صفحتها «I Travel» مع كثير من الفتيات الراغبات في السفر، لكن يجدن رفضا من الأهل.

تقول لـ«شبابيك»: «مش هقدر ألوم الأهل لأنهم خايفين على بناتهم، لكن في نفس الوقت مينفعش البنت تكون مبتعرفش تتصرف في أي مشكلة وتقول لأهلها عايزة أسافر بره.. لازم يشوفوكي قد المسؤولية ويقتنعوا أنك واخدة الموضوع جد. وكمان لازم تطمنيهم وتعرفيهم خطتك والأماكن اللي رايحها، ومفيش مانع لو حد سافر معاكي أول مرة. كل ده هيخيلي الأهل يوافقوا على السفر، وده حصل بالفعل مع بعض البنات اللي بيكلموني».

لكن مؤسسة «I Travel» تؤكد أن التغيير يجب أن يكون من جانب الأهل أيضا. وتقول: «مامتي من النوع اللي بتخاف علينا جدا، لكنها دايما بتحاول تسيطر على خوفها وتسمح لي أسافر عشان متقفش قصاد حلمي».

السفر عليك والمصاريف عليهم.. إزاي تلف العالم ببلاش؟

كيف تغيرت «الفرفورة» بعد السفر؟

أربع سنوات كاملة تسافر فيها «هايدي» كلما أتيحت لها الفرصة، لكنها لا تؤمن أن السفر هو العصا السحرية التي ستغير الإنسان 180 درجة.

وتضيف: «السفر زي أي تجربة حد ممكن  تفيد الواحد أو تحوله للأسوأ. ممكن أسافر وأرجع كاره بلدي أو آخد أسوأ ما في الغرب وابقى مش قادرة استقر هنا تاني.. وممكن السفر يساعدني على اكتشاف نفسي والثقة فيها وتحمل المسؤولية أكتر».

التحدي والجرأة في اتخاذ القرارات كان من ضمن المهارات التي اكتسبتها مؤسسة «I Travel» من السفر، وتوضح أن: «السفر خلاني بحب أجرب وأكتشف حجات جديدة أقدر أعملها، زي الكتابة، وأني أمثل مصر في اتحاد الشباب الدولي، وأني أصور فيديوهات وأتكلم قدام الناس، لأني كنت زمان من الشخصيات اللي بتتكسف جدا. كمان السفر عودني أتحمل مسؤولية قراراتي، ولما أقع في مشكلة أفكر في الحل بسرعة بدل ما اكتئب».

هتسافر وتسيب مصر.. طب اعمل الحجات دي عشان مترجعش

ماذا قال الأجانب لفرفورة عن الحجاب؟

عندما تقرر «الفوفورة» السفر فهذا يعني كثير من الصور والفيدوهات التي تشاركها لمتابعيها على صفحة «I Travel» والذين يسألونها  في كل مرة سؤالا واحدا: كيف ينظر لك الأجانب كفتاة محجبة؟

تجيب «هايدي»: «الأجانب بيتعاملوا مع المحجبة على أنها من ثقافة مختلفة حابين يتعرفوا عليها ويتكلموا معاها. وطول ما بتحترميهم وبتحترمي ثقافتهم هتلاقي منهم احترام أفضل.. لكن في نفس الوقت مينفعش تروحي تتكلمي مع بنت لابسة هوت شورت وتبصي لها بقرف وتنتظري منك أنها تعاملك كويس وأنتي محجبة، لأن نظرتك ليها هتحسسها أنك بتحتقريها».

وتحكي: «كنت في النمسا والناس هناك ميعرفوش إنجليزي أوي، وسألت راجل كبير في السن عن مكان محطة مش عارفاها، ورغم أنه مكنش يعرف إنجليزي، وبيحاول يفهمني بصعوبة، لكنه أصر أنه يأخدني يوصلني لحد محطة الأوتوبيس وينتظر لحد ما أركب».

ذهب ولم يعد.. لماذا يرفض المصريون في الخارج العودة؟

وماذا قالوا لها عن المصريين؟

عندما تلف «هايدي» العالم فهي لا تكتشف نفسها فقط، لكنها تكتشف بلدها من أول وجديد، عندما تراها بعيون الأجانب.

تحكي لـ«شبابيك» أن:«أي حد بيعرف أني من مصر بيفرح جدا، والناس حواليا بتحترمني جدا لأني مصرية. هم بيحترمونا عشان حضارتنا اللي احنا بنتريق عليها لأننا مش فاهمينها. والحاجة اللي احنا بنشوفها عيب ممكن تبقى ميزة في نظر الأجانب، لأن الأوروبي بينبهر بالصحراء والجو الدافي، والقعدة على القهاوي، لأنها بالنسبة له ثقافة جديدة ومختلفة عليه تماما، هو مش عايز يسافر عشان يروح يلاقي نفس الحجات اللي هو اتعود عليها».

لكن أكثر ما يحزن «الفرفورة» في الأمر كله هو الإعلام الذي ينقل الجانب السلبي فقط للخارج. تحكي «هايدي» لـ«شبابيك»: «كنت رايحة محل تذكارات في بلجيكا وقابلت واحد أفغانستاني ولما عرف أني من مصر قال لي، مصر عظيمة  ورجع تاني سألني بحزن شديد لكن مصر عاملة إيه بعد الحرب؟ لأنهم معتقدين أننا في حالة حرب فعلا بسبب جملة الحرب على الإرهاب اللي بيرددها الإعلام. وكتير من الأجانب بيقولوا لي نفسنا نزور مصر بس مستنيين الحرب تخلص! ولما سألت الراجل الأفغاني أنت تعرف مصر من الإعلام بس؟ قالي لأ طبعا مصر عظيمة مش مستنية حرب عشان أعرف أخبارها».

تعرف على 6 فوائد للهجرة.. بلدك نفسها هتستفيد

الحياة في أوروبا بمبي.. ولا؟

لا يخلو سفر «الفروفورة» من المتعة والمرح والتجارب التي تعلمها شيئا جديدا في كل مرة، لكن كل هذا لا يعني أن الحياة وردية في أوروبا، كما تؤكد مؤسسة «I Travel»: «الحياة هناك ممكن تكون منظمة وسهلة أكتر، لكن برضه أوروبا مش جنة زي ما الناس فاكرة. احنا بنبص من بره على المنظر الجميل والمرتبات العالية وننسى بقى المشاكل اللي أي حد ممكن يواجهها لو قرر أنه يستقر في أوروبا؛ زي أن الضرائب وتكاليف الحياة غالية جدا. والغرامات برده مفهاش هزار. والمحلات بتقفل تماما على الساعة 6 أو 7 مساء سواء محلات أو مطاعم أو حتى القطار وبعض خطوط الأتوبيس والصيدليات. ولو تعبت وعايز دوا مش هتلاقي. ولو توهت في الشارع بليل واتأخرت ممكن متلاقيش مواصلات ترجعك. والجريمة منتشرة أكتر من هنا بمراحل، مينفعش تتأخري بليل بعد الساعة 9. لكن في المقابل هم بيصحوا بدري جدا وكل حاجة بتكون فاتحة من الصبح بدري».

للدخول لصفحة «I Travel» بفيس بوك، من «هنا».

وللدخول لمدونة «حواديت فرفورة»، من «هنا».

عشان لو سافرت متتصدمش.. مشاكل يواجهها المصريون في الغربة

أميرة عبد الرازق

أميرة عبد الرازق

محررة صحفية ومترجمة مصرية مهتمة بشؤون التعليم واللغات وريادة الأعمال