6 حركات طلابية شهيرة اختفت وربما لن تعود للجامعات.. هل سمعت عنها من قبل؟
يأتي يوم الطالب العالمي الموافق 17 نوفمبر، وطلاب مصر في مناخ غير مستقر يسود الجامعات منذ 3 سنوات عقب أحداث 30 يونيو، وانحسار النشاط الطلابي.
على مدار تاريخ الحركة الطلابية في مصر ازدهرت الأنشطة في وقت واختفت في أوقات أخرى. يرتبط النشاط الطلابي وفاعليته بالمناخ السياسي القائم في البلاد، وعلى مدار عشرات السنوات هي عمر الحركة الطلابية المصرية اندثرت حركات كانت فاعلة يوما ما، نرصد أبرزها في التقرير التالي:
طلاب الوفد
يرجع تاريخ النشاط الطلابى لحزب الوفد إلى ثورة 1919، إذ كانت الثورة التى اندلعت تلقائياً قد بدأت شرارتها فى مدرسة الحقوق بجامعة القاهرة، وتزعمها طلابا انضمو بعد ذلك لما سمي بحزب الوفد.
واستمرت الحركة الطلابية للحزب متغلغلة في كافة الجامعات، لفترة كبيرة، حتي جاء حكم الرئيس محمد أنور السادات، وبدأت حركة طلاب الوفد في التراجع رويدُا، حتي اختفت من التواجد في الجامعات، بأسباب كثيرة أهمها عدم وجود فكر أو منهج منتظم، وهو الأمر الذي أدي لضعف تأثيرهم داخل أوساط الطلاب واختفائهم، بحسب مراقبين.
طلاب مصر الفتاه
كان لطلاب حزب «مصر الفتاة» دورا بارزا في الجامعات وخاصة في العمل الثوري، وقادوا تظاهرات الجامعات خلال حرب 1967 رفضًا وتنديدًا بالهزيمة التي مني بها الجيش المصري، وتصدرت حركة "مصر الفتاه" التظاهرات المطالبة بالحرب لاسترداد سيناء حتى عام 1973.
وخلال فترة حكم السادات، وظهور حركات طلابية جديدة، كان أبرزها الحركات الطلابية للحزب الناصري، والحركات الإسلامية، اختفى «مصر الفتاة» من الجامعات ولم يعودوا بعد.
يؤكد أحمد عبد الجواد، عضو الهئية العليا لحزب مصر القوية، أن ظهور الكيانات الطلابية مرتبط بشكل كبير بالمناخ السياسي القائم في الدولة، فكلما كان للأحزاب السياسية تواجد في البرلمان والحكومة فمن السهل أن تتواجد كياناتها الطلابية في الجامعات.
وأشار لـ«شبابيك» أن هناك نماذج في الحياة السياسية لعل أبرزها حزب الوفد، الذي كان مسيطرًا علي الحياة السياسية في مصر لعشرات السنين، وهو ما أدي إلى سيطرة كياناتها الطلابية على الجامعات خلال تلك الفترة.
جماعة أنصار الثورة الفلسطينية
«أنصار الثورة الفلسطينية» كانت من أبرز الحركات الطلابية داخل الجامعات، في فترة حكم السادات، وشارك طلابها في تنظيم مظاهرات عام 1971 ضد السادات، بسبب خطاب ألقاه عن عدم قدرته على مواجهة اسرائيل عسكريًا.
الحركة الطلابية لحزب التجمع
أيضا من الأحزاب التي كان لها ثقل في الجامعات خلال تسعينات القرن الماضي، طلاب حزب التجمع.
الحزب الذي تأسس على كاهل مجموعة من أصحاب التوجهات اليسارية بصفة عامة: الاشتراكيون والشيوعيون والناصريون والقوميون وبعض الليبراليين، غير أن الشيوعيين كانوا في قلب المجموعة الداعية لإنشاء الحزب.
الحزب الشيوعي المصري
أدرك الحزب الشيوعي مدى أهمية الجامعات لانتشار أفكارهم، وشكلوا مجموعة منظمة بين الطلاب، ضمت كل المنظمات الشيوعية المختلفة، خصصت كل منها قسماً طلابياً منفصلاً، كانت المنظمات الأكثر نشاطاً بين الطلاب هى «إيسكرا» والحركة المصرية للتحرر الوطنى (حمتو)، وبدرجة أقل مجموعتى القلعة والفجر الجديد.
نادي الفكر الاشتراكي التقدمي
أيضا من الحركات التي كان لها تأثير فعال داخل الجامعات «نادي الفكر الإشتراكي التقدمي» الذي تأسس بجامعة القاهرة لأول مرة عام 1974 على يد مجموعة ممن تخرجوا فى مدرسة الكوادر «نادى الفكر الناصرى».
شارك النادي في الحراك داخل العديد من الجامعات، خلال فترة ما بعد حرب أكتوبر، بسبب حرية المناخ السياسي الذي تعهد به السادات، واتخذ النادي شعارات راديكالية تتعارض مع توجهات النظام وبخاصة ما يتعلق بالتصلح مع اسرائيل.
لم يحافظ طلاب الفكر الإشتراكي على تواجدهم داخل الجامعات، وبسبب الإجراءت القمعية، خلال أوائل الثمنينات بدأ النادي في الإنسحاب من الحياة الجامعية حتي اختفى تمامًا.
في هذا الإطار أوضح محمد بسيوني، عضو الهئية العليا للحزب الناصري، أن اختفاء نادي الفكر الإشتراكي من الحركة الطلابية ظهر بوضوح بعد ثورة 25 يناير، بعد أن استغلت الحركات الشبابية الجديدة طلاب الجامعات في التظاهرات وتأسيس ائتلافات مرتبطة بثورة 25 يناير.
ويرى في حديثه لـ«شبابيك» أن المناخ السياسي الموجود حاليا لا يساعد على وجود حركات طلابية، بسبب التضييق الأمني على الجامعات، وتهميش دور الطلاب في كافة النواحي، فضلا عن استدعاء الطلاب المحسوبين على النظام الحالي لتمثيل صوري بأن الجامعات بها حراك طلابي وأنشطة.
واشار إلى أن السكوت لن يستمر طويلًا ومن المتوقع أن يشهد الحراك الطلابي في الفترة القادمة عودة قوية
ليست للتعليم فقط.. هذه هي أهداف الجامعات في مصر
من المتسبب في اختفاء الحركات الطلابية؟
وعن سبب اختفاء الحركات الطلابية المشار إليها، يرى القيادي الناصري والصحفي جمال فهمي، أن السبب الرئيسي للاختفاء هو أن الجامعات جزء من المجتمع وتنعكس قدرة المجتمع على التحول الديمقراطي على العمل داخل الجامعات، والعكس.
وأضاف فهمي لـ«شبابيك» أن تأميم المجال السياسي من العوامل التي ساعدت على اختفاء أشهر الحركات الطلابية في حقبة الستيانات والسبعينات.
وعن وضع الحركات حاليا أكد أن الحركات الطلابية في الجامعات ضعيفة، بسبب المناخ السياسي الذي وصفه بـ«السيئ لدرجة غير مسبوقة».