ليست للتعليم فقط.. هذه هي أهداف الجامعات في مصر
الجامعة جزء من المجتمع، فهي ليست للتعليم وإلقاء المحاضرات فقط، فهناك العديد من الأهداف والرسائل المحددة التي تقتضي على الجامعات تخريج مواطن قادر على الارتقاء ببلاده.
أهداف الجامعات كما نص عليها القانون
تهدف الجامعات المصرية كما حددها قانون تنظيم الجامعات، إلى الربط بين التعليم واحتياجات المجتمع والإنتاج من خلال تخريج خبراء وفنيين في مختلف المجالات، وتزويد الخريجين بأصول المعرفة وطرق البحث الحديثة، كما أن الجامعة تعتبر معقلا للفكر الانساني والبحث العلمي من خلال استثمار الثورة البشرية داخلها، بالإضافة إلى رقي الفكر وتنمية المجتمع والقيم الإنسانية.
تحدثنا مع بعض خبراء التعليم للوقوف على الهدف من إنشاء الجامعات المصرية، ومدي تطبيق ذلك على أرض الواقع.
الربط بين التعليم واحتياجات المجتمع والإنتاج
من أهداف الجامعات بناء خبراء وفنيين قادرين على تلبية احتياجات المجتمع من إنتاج في كافة المجالات.
وهنا ينتقد المتحدث باسم أعضاء هيئة التدريس المستقلة، الدكتور محمد كمال، الجامعات في أنها باتت غير قادرة على تخريج أشخاص قادرين على إفادة المجتمع، وأرجع ذلك إلى أن هناك الكثير من العقبات التي تحول دون قيام الجامعات بدورها مثل: عدم توافر الامكانيات البشرية، والمادية.
ويرى أن أهداف الجامعات ورسالتها تتلخص في عددة نواحي غير التعليم منها: تخريج أجيال قادرون على النهوض وقيادة المجتمع، والمساعدة في الارتقاء ثقافيا وحضاريا من خلال تقديم أبحاث العلمية في كافة المجالات، كما أنها لها دور في بناء شخصية طلابها.
لماذا 17 نوفمبر يوما عالميا للطلاب؟
وأضاف أن الطالب مظلوم في ظل هذا الوضع، لأنه لا يحظى بالرعاية الكافية التي تؤهلة لذلك، سواء من الجانب العلمي أو المعنوي.
ويضيف عميد كلية التربية بجامعة جنوب الوادي الاسبق، الدكتور مصطفى رجب، أن الجامعات المصرية غير قادرة على تخريج أجيال تستطيع تلبية احتياجات المجتمع، لأن أغلب المناهج مرتبطة بزمن السبعينيات ولا تتواكب مع متطالبات العصر الحالي، كل هذا يجعل الطالب غير مؤهل لسوق العمل فيضطر بعد التخرج للتدريب لفترة زمينة لكي يكتسب الخبرة التي من المفترض أن تمنحها له الجامعة خلال درسته.
رقي الفكر وتنمية المجتمع والقيم الإنسانية
الجامعة هي مجتمع صغير يؤهل الطلاب داخله على كيفية الارتقاء والمحافظة على القيم الأخلاقية في المجتمع الكبير.
يقول الدكتور محمد كمال أن من أهداف الجامعات غير التعليم هو المساعدة في الإرتقاء ثقافيا وحضاريا وبناء شخصية الطالب وسلوكة وإتجاهاته.
ويرى أن من وسائل تفيعيل ذلك في جامعات، غرس القيم الإنسانية والمجتمعية في الطلاب من خلال أن تكون هناك مواد تدرس عن السلوكيات والأخلاق وتطبيقها بشكل عملي مع طالب الجامعة حتى يكون الخريج مساهما في رقي الفكر وتنمية المجتمع، وأشاد بالمبادرة التي أطلقتها جامعة القاهرة على أنها عازمة على تدريس مواد السلوك والأخلاق في كلياتها.
البحث العلمي
يرى الدكتور مصطفى رجب، أن البحث العلمي في مصر غير قادر على تلبية حاجة الباحثين والطلاب في نفس الوقت، وأشار إلى أن هناك أقسام في بعض الكليات ميزانية البحث العلمي فيها 500 جنيه فقط، مما يتناقض مع هدف القسم في إجراء الأبحاث وتأهيل الطلاب لسوق العمل.
وأضاف أن مثل هذه الأقسام ستدرس الجانب النظري فقط دون العملي لأنها غير قادرة على توفيره، وناشد المسؤولين عن البحث العلمي بمساواة الجامعات مع إسرائيل في ميزانية البحث العلمي قائلا: «ياريت المسؤولين يساوا البحث العلمي عندنا بإسرائيل على الأقل، علشان الجامعات تقدر تجقق أهدافها».
الأنشطة الطلابية
الأنشطة الطلابية تساهم بشكل كبير في بناء شخصية الطالب القيادية، من خلال المشاركة في أنشطة الأسر واتحاد الطلاب، والتفاعل مع القضايا العامة والوطنية.
يحث نائب رئيس جامعة القاهرة لشئون التعليم والطلاب، الدكتور محمد عثمان الخشت، في تصريح لـ«شبابيك» الطلاب على المشاركة في الأنشطة الطلابية، وحكى تجربته حين كان طالبا: «منذ أن كنت فى التعليم الأساسي وحرصت على الاشتراك بالأنشطة، وأثناء فترة الدراسة في الجامعة كنت رئيس اتحاد الطلاب بعد الالتحاق بكلية الآداب، وبسبب الأنشطة تكونت كثير من شخصيتي ساعدتني على العمل داخل الفريق والتوازن بين العلم وجميع الأنشطة».