من تجارب البنات.. امتى نخاف ونحس بخطر الخطوبة؟

من تجارب البنات.. امتى نخاف ونحس بخطر الخطوبة؟

الخطوبة الناجحة هي أساس الزواج الناجح، فإذا مرت بسلام وكانت خالية من أي اختلافات فهذا لا يبشر بالخير، وكذلك أيضا إذا كانت مليئة بالمشاكل دون حلها وحسمها، لذا يسلط «شبابيك» الضوء على الأمور التي تحدث في الخطوبة، وتنذر بالخطر، ونرصد لك في هذا التقرير بعض الحالات التي تعطيك مؤشرا على خطوبتك.

الخطوبة الهادئة

سارة جمال، اسم مستعار، 23 سنة، تزوجت من الشاب الذي أحبته ولكنها اكتشفت له وجهًا آخر بعد الزواج، وتقول: «كنت بحبه وأنا في ثانوي، لحد تانية جامعة، كان قدامي شخصية رومانسية، وهادية، وكان بيستحمل عصبيتي، ودلعي عليه، وبيعديلي كل غلطة بعملها، كنت بحس إني مع مهند، وبعد الجواز لقيته اتغير، وبالضبط بعد شهر ونصف من الجواز، لقيته بقى عصبي جدا، بيقفلي على الواحدة، ويتخانق، ويشتم، وكتير أوي يضرب».

وتضيف: «لما بواجهه واقوله ليه اتغيرت كده، يقولي أنتي اللي اتغيرتي، ويتعصب، مع أني زي مانا وبقيت أخاف منه، وبقيت أكرهه، لأني ببساطة اكتشفت إني حبيت واحد تاني غير اللي اتجوزته».

وعن حالة «سارة»، يرى استشاري العلاقات الأسرية، ومؤسس مدرسة «إتجوز صح»، أحمد وجيه أنها وقعت في خطأ كبير عندما لم تنتبه إلى أنه كان يتغاضى عن مواقفها، ويتحمل «دلعها»، وعصبيتها، لا لأنه يحبها، بل لأنه كان يدخر كل هذه التصرفات كي يكمل العلاقة، خاصة أنه مدرك أنه سيكون قادرا على تغييرها بعد الزواج، فهي في هذه الحالة كشفت كل شخصيتها أمامه، ونقاط القوة والضعف».

ومن جانبها، أوضحت استشاري العلاقات الأسرية الدكتورة شيرين عبد العزيز أن الرجل أخطأ عندما تغاضى عن عيوبها، دون أن يصارحها بالصفات التي يكرهها، فأساس أي علاقة وخاصة الخطوبة هو الصراحة الكاملة، دون تزييف أو تجميل.

وأضافت «عبد العزيز»، أن الرجل في هذه الحالة عاش في دور «العاشق الولهان»، ولم يتوقف عند المشاكل حتى لا يخرج من هذه الحالة، موضحة أن رغبة الرجل تجعله يتغاضى عن أشياء، مقابل الوصول لتحقيقها.

ونصحت استشاري العلاقات الأسرية الزوجة بتقبل صفات وطباع زوجها، والبحث عن الطرق والأساليب التي ترضيه، وتجنب التصرفات التي تغضبه.

الخطوبة الخاطئة

أما أميرة أمجد التي تحملت كافة مشاكل فترة الخطوبة على أمل أن يتغير بعد الزواج، ولكنها تعرضت لصدمة، تقول: «كان أول راجل يدخل حياتي، واتخطبنا خطوبة تقليدية، بس حبيته أوي، وكان في مشاكل كتير من أيام قراية الفاتحة على اتفه الأسباب، حتى لو كنت نايمة ومقدرتش أرد عليه، بس كنت بعديها، ومخدش موقف حاسم، عشان مصحاش من الحلم الجميل اللي كنت عايشه فيه، على أمل أنه يتغير بعد الجواز، بس للأسف طبعه الوحش زاد، وسيبت البيت بعد جوازنا بأسبوعين، ولغاية النهاردة احنا متجوزين بقالنا 4 سنين، كل شهر تقريبا لازم اسيب البيت يإما بمزاجي أو مطرودة».

وفي هذه الحالة، مؤسس مدرسة «إتجوز صح» شايف إن اللوم على «أميرة» لأنها أسست علاقتها على أسس خاطئة، فهي لم تكن راضية عن طباع خطيبها، واعتمدت أنها ستغير طباعه بعد الزواج، وهذا أكبر خطأ فالطباع لا تتغير، فضلا عن أنها لم تحسم معه المشاكل أول بأول.

واتفقت استشاري العلاقات الأسرية الدكتورة شيرين عبد العزيز مع «وجيه»، مضيفة أن «أميرة»، أخطأت أيضا عندما لم تتقبل وتتأقلم مع عيوب خطيبها، مؤكدة أن تقبل عيوب الآخر من أهم أسس بناء أي علاقة عاطفية خاصة الخطوبة والزواج.

الخطوبة الخادعة

منار عمر، اسم مستعار، تزوجت قريبها لترضي أهلها، وفكرت أنها تستطيع السيطرة عليه، لكن الأمر كان مختلفا بعد الزواج، تقول: «مكنتش بحبه خالص، واتجوزته عشان أرضي أهلي، وفي فترة الخطوبة كانت المشاكل سطحية، وكنت أنا اللي بسيطر وهو يعتذر حتى لو مش غلطان، وأغلب الوقت كان مسافر عشان كان بيشتغل في شرم، ومامته وأخته كانو بيتحكموا في كل حاجة، ففكرت إن بعد الجواز أنا الي هتحكم في كل حاجة، وبعد الجواز اكتشفته على حقيقته، وعرفت إنه كان بيخدعني وإن هو كمان كان مجبر عليا، وبقا يتكلم بايده، وبيسافر على طول ومامته هي اللي بتدير البيت، لا وكمان عرفت إنه بيخوني، وبيشرب مخدرات».

ورأت شيرين عبد العزيز أن «منار» هنا خسرت أهم أساس من أسس العلاقة الناجحة، وهو  الاعتراف بوجود مشكلة أو عيب لا تستطيع التأقلم معه، وكانت المشكلة هنا «تحكم الأم في كل الأمور»، الأمر الذي لم تتقبله هي، ولكنها لم تعترف له بذلك، مما أدى إلى تضخم الأمور بعد الزواج.

واتفق «وجيه» معها قائلا: «لا بد من الموازنة بين المميزات والعيوب، في فترة الخطوبة، ورؤية أي من العيوب أو الأوضاع لا يستطيع الشخص احتمالها، وأي منها يستطيع التكيف معها، خاصة أن هناك عيبا قد يمحى الكثير من المميزات، مؤكدا أن بعد هذه الموازنة يصل الفرد إلى درجة عالية من الرضا تمكنه من الاقتناع بالشريك».

كما ألقت «عبد العزيز» اللوم على الرجل لأنه خدع خطيبته عن طباعه، مثلما حدث مع «سارة».

الخطوبة الناجحة

فاتن جمال، شعارها الاحترام، التفاهم والحب، هي أساسيات أي علاقة، وخاصة الزواج، تقول: «اتجوزت عن حب، وعشت فترة خطوبة طبيعية، واجهتنا مشاكل واختلافات في وجهات النظر، بس كنا بنعديها بالتفاهم والنقاش ونحلها مع بعض عشان متكررش».
وتضيف: «افتكر في فترة خطوبتي كان بيعترض كتير على طريقة لبسي، واتفقت معاه إني هغير استايلي واحدة واحدة، وفعلا، غيرته بالتفاهم، كل مشكلة كانت بتواجهنا كنا نتناقش، ونوصل لحل، حتى لو هنتنازل شوية، وأنا عملت كدة. كنت عاوزة اشتغل وهو رفض وقالي لو شغل معايا ماشي غير كده لا، وافقت عشان بحبه، واتجوزنا وعايشين على هذا الأساس، وحاطين أسس للعلاقة عشان نتجنب المشاكل».

واتفق «وجيه»، مع «فاتن»، وأكد أن حدوث الكثير من المشاكل دون حلها، يعد مؤشرًا على تضخمها بعد الزواج، موضحًا أن حل المشاكل التي تحدث بين المخطوبين أول بأول، يمنع تكرارها، موصيًا بأهمية الاستفادة من فترة الخطوبة في معرفة أدق التفاصيل في شخصية كلا الطرفين، لتجنب أي اختلافات فيما بعد.

وقدمت شيرين عبد العزيز، مجموعة من الأسس إذا حدثت في أثناء الخطوبة، فهذا نذير بالخطر:
- كثرة المشاكل وتأزمها، وعدم حلها.
- إهمال أحد الطرفين للآخر.
- إعطاء الأولوية للأصدقاء، والوقوع تحت تأثيرهم.
- العلاقة المشروطة، أي وضع شروط في كل شئ لإتمام العلاقة. 

حسناء الشيمي

حسناء الشيمي

صحفية مصرية تهتم بالكتابة في ملف العلاقات واللايف ستايل