رئيس التحرير أحمد متولي
 عينه زايغه؟.. يبقى هي دي طريقة التعامل معاه

عينه زايغه؟.. يبقى هي دي طريقة التعامل معاه

كانت تجلس بجانبه في حديقة عامة، وتحدثه في موضوع ما ومرت أمامه فتاه، فالتفت إليها باهتمام وما أن ابتعدت حتى عاد يستمع إلى شريكته، التي ثارت لذلك الموقف، وعنفته، ثم رحلت.

يتكرر هذا المشهد مع عدد كبير من الفتيات اللاتي يعانين من الارتباط برجل «عينه زايغه»، ويتبادر إلى أذهانهن تساؤل عن السبب في ذلك: هل هو لايحبها؟ هل هي مقصرة معه؟ أم أن هذا طبعه ويصعب تغييره؟

في هذا التقرير يبحث معكِ «شبابيك» عن الإجابة على هذه التساؤلات، بالاستعانة باستشاري العلاقات الأسرية الدكتور عمرو عادل، واستشاري الطب النفسي الدكتور جمال فرويز، واستشاري الصحة النفسية الدكتور إبراهيم مجدي، واستشاري العلاقات الأسرية والعاطفية، ومدربة الأنوثة نور البكري، وخبير الصحة النفسية الدكتور محمد هاني، مع عرض لتجارب فتيات مع هذه الفئة من الرجال.

إهمالها لنفسها هو السبب

بعد الزواج أهملت زوجها، وأعطته الثقة ولكنها لم تتحمل، تقول «فاطمة»، مدرسة،: «بعد خطوبتي حسيت بأن حبيبي بقى خلاص ملكي، ومش هيحب غيري، خصوصا، إني كنت ماليه دماغه، بس مكنتش ماليه عينه، ومن الخطوبة وأنا بعاني من عينيه الزايغة، بس بعد الجواز الموضوع زاد، وبقى يحسسني إنه متجوز واحد صاحبه، وبقى على طول يقولي شايفة الستات».

وتضيف «أنا في أيام الخطوبة مكنتش بواجهه، بس دلوقتي بقيت أواجهه، واتخانق معاه، وأحس أنه بيعاند أكتر رغم إنه بيحبني جدا، بس بطبيعتي حادة بسبب طبيعة شغلي، فبقيت أعاند وأبعد أنا كمان».

يري استشاري العلاقات الأسرية الدكتور عمرو عادل أن الرجل بطبيعته «عينه زايغة»، ويعقد دائما مقارنات بين زوجته، وبين أي امرأة أخرى، ويبحث دائما عما ينقصه، وغالبا يكون إهمال الزوجة له دافع وراء ذلك.

وعن حالة «فاطمة»، التي تتصف بالعند، والحدة في التعامل، أشار «عادل»، إلى احتياج الرجل إلى امرأة تشعره بأنوثتها، وحنانها، وحبها له، لاتشعره بأنها صديق له.

وأكد «عادل» أن الحب لاعلاقة له بـ«عين الراجل الزايغة»، فقد يكون عاشقًا لزوجته، ولكن يبحث عن صفات جمالية في غيرها من النساء.

 طبع ومش هيتغير

رغم جمالها، واهتمامها بنفسها، إلا أن خطيبها، لايكف عن النظر إلى غيرها من النساء، تقول «منى» (اسم مستعار): «بيحبني بس عينه زايغة وبيبص على أي بنت ماشية في الشارع ويحاول يجر معاها كلام، بيحبني بس بيسبني كل يوم لوحدي ويخرج طول النهار، ولما أقوله شايفني مميزة في أيه يقولي عادي يعني أنتي فاكرة إن مفيش منك، ولما بقوله أنا مش سعيدة معاك ولازم نسيب بعض يعيط زي الأطفال بالدموع ويقولي مقدرش أعيش من غيرك أنتي كل حاجة في حياتي».

ويؤكد «عادل»، عدم وجود علاقة للحب في نظرة الرجل إلى النساء، مشيرا إلى أن هذا قد يعود إلى طبيعة الرجل الذي ينجذب إلى المرأة، واقتناعه الشخصي بأنه يستطيع الجمع بين أكثر من امرأة في آن واحد.

واتفق معه في هذا استشاري الصحة النفسية الدكتور إبراهيم مجدي، مضيفا أن الرجل الذي يكون مرتبطا بامرأة جميلة، وتهتم به، ويكون دائم النظر إلى غيرها، يكون سيكوباتي الشخصية، ويبحث دائما عن تحقيق شهواته، إذ لا يستطيع السيطرة عليها، أو التحكم فيها.

وأضاف استشاري الطب النفسي الدكتور جمال فرويز أن ذلك الطبع يرجع لتربية الرجل ونشأته، إذ يمكن أن يكون نشأ في بيئة مغلقة وعانى من الحرمان، وعندما انتقل إلى بيئة مفتوحة، أصبح يريد تعويض هذا الحرمان، أو يمكن أن يكون الرجل نشأ مدللًا، واعتاد على تحقيق كل رغباته.

ونصح «فرويز» الفتاة بعدم المداومة على لوم الشاب، بل عليها أن تخبره أن هذا الأمر يزعجها مرة واحدة، وأن تدرك أن نظره لغيرها لايعني أنها لايحبها، أو أنه غير مكتفٍ بها. 

ومن جانبها أوضحت استشاري العلاقات العاطفية نور البكري أن الوضع يختلف بالنسبة للفتاة المرتبطة، عن المخطوبة، عن المتزوجة، أما المرتبطة أو المخطوبة، فأكدت أن الوضع لن يتغير بعد الزواج، بل قد يزداد سوءًا، لذا نصحت الفتاة بأن تكون صريحة مع نفسها، وتنظر إذا استطاعت التكيف مع ذلك فلابأس من استكمال العلاقة، أما إن لم تستطع فالأفضل الانفصال عنه، والوضع نفسه بالنسبة للمخطوبة.

لفت الانتباه بيزود المشكلة

تعتمد «شيماء» على لفت انتباه زوجها دون أن تدري أن ذلك يزيد المشكلة، تقول: «بضايق جدا لما بشوف جوزي بيبص لواحدة تانية، بس مش ببين، وبعمل نفسي ببص معاه، وأحيانا بلفت نظره لبنات حلوة، وخصوصا في التلفزيون، وبردو بضايق لما يتجاوب معايا، وبحس إني باجي على كرامتي».

وهنا حذر «عادل» من لفت انتباه الرجل للفتاه، ولا تعتقد أنها بذلك تكسبه، بل هي بذلك تجعل الأمر يزداد سوءًا، وقد يعقد مقارنات بين زوجته، وبين أي فتاه أخرى، بل قد يشعر بالفتور تجاهها.

وأكد «عادل» أن وسائل الإعلام أصبحت تلعب دورا كبيرا في لفت انتباه الرجال للجميلات، إذ تلعب على منطقة العقل اللاواعي عند الرجال، وتقدم إليهم رسائل، مما يؤثر بالسلب على نظرتهم لزوجاتهم، مما يشعرهم بعدم الرضا.

وأوصى الزوجة، إذا رأت زوجها يلتفت لفتاة جميلة، أن تلفت انتباهه بذكاء لشئ آخر على الفور، دون افتعال أي مشكلة، ونوه بعدم أخذ هذا الأمر في اعتبار الكرامة، مؤكدًا أن لاصلة لهذا بالكرامة على الإطلاق.

وقدمت نور البكري روشتة للمتزوجة للتعامل مع زوجها:

- تعرفي على احتياجات الرجل التي تلفت انتباهه في الفتيات، وقومي بتنفيذها.
- حاولي التأقلم مع هذه الصفة، وادركي تماما أن هذا لا يعني أن هناك نقص في شخصيتك.
- تجاهلي هذه الصفة، ولا تلفتي انتباهه إليها على الإطلاق.
- عليكِ احتوائه نفسيا وعاطفيا، حتى ترتبط سعادته بكِ.
- جددي دائما من أسلوبك، وطريقة كلامك ومعاملتك، و«ستايلك»، حتى تقضي على الروتين الموجود بينكما.

في السطور التالية نقدم روشته خبير الصحة النفسية الدكتور محمد هاني للرجل تساعده على التخلص من هذه العادة.
- اتق الله في نفسك وشريكتك.
- حدث شريكتك عن متطلباتك واحتياجاتك منها.
- لا تتحجج بعدم وجود الصفات التي تحبها في شريكتك، وأعلم أن نظرتك تعد خيانة، وتجعلك غير راضي عنها.

حسناء الشيمي

حسناء الشيمي

صحفية مصرية تهتم بالكتابة في ملف العلاقات واللايف ستايل