إعادة تصويت.. «ترامب» يواجه «كارثة» قد تضيع الرئاسة منه

إعادة تصويت.. «ترامب» يواجه «كارثة» قد تضيع الرئاسة منه

رغم إعلان فوز دونالد ترامب بانتخابات الرئاسة الأميركية التي جرت في 8 نوفمبر الماضي، إلا أن المرشح الجمهوري، ما زال يحتاج إلى تصويت من نوع آخر لاستكمال عملية الانتخابات وفق الدستور.

ويتوجه أعضاء المجمع الانتخابي في كل ولاية أميركية على حدة، ظهر الاثنين، للتصويت رسميا في إجراء يوصف باستمرار بأنه «روتيني» يمنح ترامب مقعد البيت الأبيض، ومايك بنس منصب نائب الرئيس لأربع سنوات مقبلة.

ورغم أنه من غير المرجح أن يغير تصويت اليوم نتيجة الانتخابات التي حصل فيها ترامب على 306 أصوات من أصوات المجمع الانتخابي ليتجاوز بذلك الرقم المطلوب ليصبح رئيسا وهو 270 صوتا، إلا أن في ضوء بعض المستجدات قد يُغير أعضا المجمع رأيهم ما قد يحدث أمرا لم يحدث في تاريخ الانتخابات الأميركية منذ وضع الأباء المؤسسون الدستور الأميركي.

«ترامب» فاز بمنصب الرئاسة بأصوات «المجمع الانتخابي» يوم 8 نوفمبر الماضي على منافسته هيلاري كلينتون، الفائزة بحوالي 3 ملايين صوت زيادة عما حصل عليه (بأصوات المواطنين وليس أعضاء المجمع).

طريقة فريدة

لا ينتخب المواطنون في أمريكا رئيسهم بشكلٍ مباشر فقط، وإنما يختارونه من خلال مجمع انتخابي يتكون من 538 عضواً (مندوباً)، يساوي عددهم أعضاء مجلسي النواب والشيوخ في الولايات الأميركية، بالإضافة إلى 3 مندوبين عن مقاطعة كولومبيا في واشنطن.  وفي الغالب، يكون الفائز بأصوات المجمَّع الانتخابي، هو نفسه الفائز في التصويت الشعبي، لكن هذا لم يحدث دائماً،

وتصويت «المجمع» الممارس منذ 1804، طريقة انتخابية تنفرد بها الولايات المتحدة، وأدت في 3 حالات سابقة إلى خسارة مرشح فاز بالأصوات الشعبية ضد آخر فاز بأصوات «المجمع الانتخابي» فقط، وفق موقع «العربية.نت»، الذي أشار إلى أن  جورج بوش أعطاه "المجمع" أصواتا عام 2000 أكثر مما أعطى خصمه «آل جور» مع أن الخصم حصل على 500 ألف صوت شعبي زيادة.

هل هذا الأمر كارثة على الديمقراطية؟

لا يمكن اعتبار دونالد ترمب رئيسا دستوريا، إلا إذا فاز الاثنين بتصويت جديد يجريه أعضاء «المجمع» المعروف باسم «Electoral College» ممن عددهم 538 يمثلون 50 ولاية، إضافة لقطاع "كولومبيا" حيث العاصمة واشنطن، لأنهم ملزمون على التصويت بعد 3 أسابيع تلي الانتخابات الرئاسية، لاختيار رئيس للولايات المتحدة، حتى ولو فاز قبلها بالانتخابات، وهو ما اعتبره ترمب نفسه «كارثة ديمقراطية» في تغريدة كتبها عبر موقع «تويتر» في 2012 يقول فيها يوم الانتخابات الرئاسية ذلك العام: «المجمع الانتخابي هو كارثة على الديمقراطية».


 

سبب انتخاب أعضاء المجمع ثانية، هو أن بعضهم قد يغيّر رأيه وينتخب من صوّت ضده في 8 نوفمبر، أي هيلاري كلينتون.

كيف فاز ترامب؟

ترامب حصل من أعضاء المجمع الانتخابي (538 عضوا) على 307 صوتا، فيما كان يحتاج فقط 270 للفوز، ، أي 56.9% من العدد الكامل، مقابل 232 لكلينتون، لذلك اعتبروه «رئيسا منتخبا» إلى حين تـأكيد انتخابه ثانية بتصويت أعضاء المجمع مجددا.

وفق موقع «سكاي نيوز» يتوجه أعضاء المجمع الانتخابي في كل ولاية أميركية على حدة (538 عضوا) ، ظهر الاثنين، للتصويت رسميا مرة ثانية، ولا يفرض الدستور الأميركي على أعضاء المجمع الانتخابي الالتزام بنتيجة التصويت الشعبي في ولايتهم ويمكن للمندوبين في نحو  29 ولاية أميركية التصويت بما يخالف نتيجة الانتخابات في الولاية، لكن ذلك لا يحدث إلا بشكل استثنائي غير مؤثر، فيما تفرض الولايات الأخرى غرامات مالية على من يقدم على ذلك، وهو ما لا يمثل مانعا قانونيا بالأساس.

وفِي خضم الجدل حول التدخل الروسي في الانتخابات لصالح ترمب تعالت أصوات تطالب أعضاء المجمع الانتخابي الجمهوريين بتغيير أصواتهم وإن لصالح مرشح ثالث. وتلقى أعضاء في المجمع الانتخابي في ولاية بنسلفانيا تهديدات دفعت سلطات الولاية إلى تخصيص رجل أمن لكل عضو أثناء توجهه للتصويت.

في ضوء ما سبق، إذا سحب 38 عضوا من أعضاء المجمع الانتخابي أصواتهم وأعطوها لكلينتون، فإنها تنتزع «لقمة» الرئاسة من فم «ترامب» قبل أن يبتلعها، وتصبح هي المدعوة لقسم اليمين الدستورية في 20 يناير المقبل، خصوصا أن 40 منهم أرادوا الاطلاع على ما ألمت به «CIA» من معلومات عن «دور روسي» في الانتخابات لصالح المرشح الجمهوري.

تصويت مختلف

وتصويت «المجمع» مختلف عن أي تصويت، لأنه يجري بتوقيع العضو على 6 نسخ، يشهد فيها بأنه يعطي صوته لمرشح ما ونائبه، وكل نسخة تسقط في صندوق اقتراع مختلف، بحيث يتم تحويل صندوقين إلى دائرة الأرشيف الوطني الأميركي، واثنين إلى المشرف الدستوري على الانتخابات الرئاسية في الولاية التي تم فيها التصويت، والخامس إلى رئيس الكونجرس الأميركي، والسادس إلى قاض محلي بالولاية، وفقا لموقع «العربية.نت».. أما النتيجة، فتظهر رسميا يوم 6 يناير المقبل حين فرز أصوات الصندوق الذي تم تحويله الى رئيس الكونجرس، وبإشراف نائب الرئيس الأميركي، جو بايدن، وعندها يتعرف الأميركيون والعالم إلى رئيس الولايات المتحدة الحقيقي والشرعي الأصيل.

وترمب قلق بعض الشيء بالتأكيد، لأن عددا من مندوبي «المجمع» ممن يعتبرونه استفزازيا وغير مؤهل للمنصب، لم يرق لهم فوزه على من حصدت 3 ملايين صوت شعبي زيادة عنه، ويخشون أن يحمله «التهور» للقيام بمفاجآت ليست بصالح الولايات المتحدة.

كما أن حملات شعبية تكاتف مناصروها فيما بينهم حثتهم على تغيير أصواتهم التي انتقلت تلقائيا إلى ترامب من الولايات التي فاز بها في انتخابات 8 نوفمبر، وعدد مندوبيها في «المجمع» هو أكبر من عدد مندوبي الولايات التي فازت بها هيلاري، لذلك كان فوزه بالتحول التلقائي لأصوات المندوبين إليه، لا بتصويتهم له مباشرة، لذلك يعتقدون أن بعضهم قد يغيّر صوته ليصبح لصالح هيلاري.

هل غير أحد صوته؟

لم يعلن سوى عضو واحد في المجمع الانتخابي عن ولاية تكساس عزمه التصويت ضد ترامب في إجراء اليوم بالمخالفة لنتيجة الانتخابات في ولاية تكساس التي فاز فيها ترامب. 

وفِي حال لم يصل أي من المرشحين للرقم 270 عضوا في المجمع الانتخابي في تصويت اليوم، سيعهد لمجلس النواب الأميركي اختيار الرئيس ونائبه، وهو الأمر الذي لم يحدث في تاريخ الانتخابات الأميركية منذ وضع الأباء المؤسسون الدستور الأميركي.

المصدر

  • سكاي نيوز ، هاف بوست ، العربية.نت
شبابيك

شبابيك

منصة إعلامية تخاطب شباب وطلاب مصر