من 400 جنيه لمليار ونص.. ازاي جامعة القاهرة غنيّة وبتوفر فلوس كتير؟

من 400 جنيه لمليار ونص.. ازاي جامعة القاهرة غنيّة وبتوفر فلوس كتير؟

تعرضت جامعة القاهرة للعديد من الأزمات المالية منذ إنشاءها كجامعة أهلية في 21 ديسمبر عام 1908 تحت مسمى الجامعة المصرية، وذلك نتيجة الحرب العالمية الأولى، ومرورا بعدد من الإجراءات الإدارية التي استنزفت ميزانيتها كنظام المكافآت.

لكنها في الوقت الحالي تحولت إلى «مؤسسة غنية» كما يصفها رئيسها الحالي، الدكتور جابر نصار، تتبرع للدولة في الأزمات كما حدث مؤخرا بصرف 20 مليون جنيه للمتضررين من السيول في مدينة رأس غارب، رغم أن الميزانية التي خصصتها الدولة لجامعة القاهرة لا تسد حاجتها.

بلغت نفقات جامعة القاهرة فترة نشأتها بمقر الجامعة الأمريكية الحالي 400 جنيه سنويا للإيجارفقط.

وبسبب الأزمة المالية، قررت الأميرة فاطمة ابنة الخديوي إسماعيل وقف 6 أفدنة لبناء دار جديدة للجامعة، بالإضافة لاعتماد إيراد 661 فدانا زراعيا بالدقهلية لميزانية الجامعة بإجمالي 4 آلاف جنيه سنويا، ومع بدء إنشاء مباني الجامعة كانت التكلفة الإجمالية 26 ألف جنيه، ما اضطر «فاطمة» للتبرع بجزء من مجوهراتها.

مليار ونصف في خزينة الجامعة

في نهاية نوفمبر 2016، أعلن رئيس الجامعة، الدكتور جابر نصار، عن حصيلة الأموال في الحساب البنكي للجامعة، والتي قاربت من مليار ونصف، وجاءت كالتالي:

 866 مليون و345 ألف جنيه مصري.

 13 مليون و269 ألف جنيه إسترليني (305 مليون و 296 ألف جنيه).

21 مليون و89 ألف دولار (400 مليون و691 ألف جنيه).

75 ألف ريال سعودي (375 ألف جنيه).

وأوضح «نصار» أن إجمالي ديون الجامعة قبل تسلمه رئاستها بلغ 150 مليون جنيه دين مباشر، فضلا عن الديون غير المباشرة والأزمات المالية لعمداء الكليات، مؤكدا أن الزيادة في إيرادات الجامعة جاءت نتيجة للإصلاح، والعمل بنظام خاص بمكافآت الموظفين بالجامعة والتي كانت تشكل عبئا على الميزانية.

فما هي الموارد التي نقلت الجامعة من مؤسسة فقيرة إلى غنية –بحسب وصف نصار- وكيف استطاعت توفير هذا القدر من الأموال؟

الوافدين

يدرس بجامعة القاهرة 6 آلاف و963 طالبا وافدا، وتعتبر وزارة التعليم العالي أن قطاع الوافدين بالجامعات يمثل مصدرا مهما للدخل.

وزادت الأرباح العائدة من قطاع الوافدين من 600 مليون جنيه إلى مليار و350 مليون جنيه خلال العام الحالي، لزيادة الرسوم على الطالب الوافد من 1500 دولار إلى 6000 دولار، بحسب ما صرح مساعد وزير التعليم العالي لشئون الوافدين، الدكتور حسام الملاح، لـ«شبابيك».

وفي جامعة القاهرة يدفع الوافدون من الخارج في البرامج الخاصة، مبلغ 3 آلاف جنيه إسترليني في العام الأول، وفي الأعوام التالية يدفع 1500 جنيه إسترليني بالإضافة للرسوم الدراسية العادية التي يدفعها المصريون، وفي الكليات النظرية يُدفع 2000 جنيه إسترليني في العام الأول و1000 للأعوام المتتالية، بالإضافة للرسوم العادية التي يدفعها المصريون، بحسب طالبة وافدة في كلية الإعلام شعبة اللغة الإنجليزية.

البرامج الخاصة

يعتمد جزء كبير من موارد جامعة القاهرة على رسوم البرامج الخاصة مثل قسم اللغة الإنجليزية بكلية الإعلام وكلية التجارة، وتجارة جورجيا.

وفي كلية التجارة قسم اللغة الإنجليزية تتراوح الرسوم بين 8 و10 آلاف جنيه للطالب، بينما في تجارة جورجيا تتراوح الرسوم بين 25 و30 ألف جنيه للطالب، وفي إعلام قسم إنجليزي تتراوح الرسوم من 10 إلى 12 ألف للطالب، العديد من الطلاب الدارسين أكدوا هذه المبالغ.

الكافتريات

ارتفع أسعار إيجار الكافتريات بجامعة القاهرة قرابة الضعف مع رئاسة جابر نصار للجامعة قبل ثلاثة أعوام.

ويدفع مطعم العمدة وحده 700 ألف جنيه سنويا لإدارة الجامعة مقابل العمل 180 يوم فقط.

وتضم جامعة القاهرة أكثر من 10 كافتريات تدفع سنويا إيجارات بمتوسط 10 ملايين، هذا ما يؤكده مديري المطاعم في حديث لهم مع لشبابيك.

تقنين المكافآت

أعلن جابر نصار ضبط صرف المكافآت في الجامعة وتوفير أكثر من مليار و400 مليون جنيه في ميزانية وموارد الجامعة الذاتية بعد هذه الإجراءات، موضحا أن هذه المكافآت لابد أن تكون مقابل العمل الحقيقي أو إشرافي منتج في إدارات الجامعة كلها.

التعليم المفتوح والمراكز المتخصصة

وقال نائب رئيس جامعة القاهرة، الدكتور محمد عثمان الخشت، لـ«شبابيك» إن هناك عددا من الموارد توفر مبالغ كبيرة للجامعة، ومنها: محطة التجارب الزراعية، و165 مركز متخصص، والتعليم المفتوح، ومراكز اللغات للجامعة.

تقدم مراكز اللغات عددا من كورسات «الإنجليزية، الفرنسية، الألمانية، الإسبانية، الإيطالية، الروسية، اليونانية، التركية، العبرية، اليابانية»، ويبلغ متوسط المستوى الواحد في أي كورس حوالي 400 جنيه.

ومقيد ببرامج التعليم المفتوح بالجامعة 78 ألف طالب وطالبة بالقاهرة والمحافظات و6 دول عربية، ويعامل الطالب الأجنبي بالدولار في الرسوم الدراسية وتكاليف الالتحاق.

الحملات الدعائية

تفتح جامعة القاهرة أبوبها للشركات والمؤسسات التي تسعى للإعلان عن منتجاتها، وتقوم هذه المؤسسات بدفع رسوم مقابل الترويج لمنتجاتها بالحرم الجامعي مثل شركات «نسكافيه وريكسونا» وغيرهم من شركات التغذية ومستحضرات التجميل.

وتخصص الدولة من ميزانيتها العامة السنوية مليار و200 مليون لجامعة القاهرة، تصرف كأجور للموظفين وغيرها من أوجه الصرف المختلفة، علما بأن الجامعة بها 40 ألف موظف و 20 ألف موظف في المستشفيات، ويستهلك قصر العيني بمفرده 400 مليون جنيه كل عام.

عبدالله الشافعي

عبدالله الشافعي

صحفي مصري متخصص في الملف الطلابي بموقع شبابيك، حاصل على كلية الإعلام ومتابع لأخبار الأقاليم، مقيم في محافظة الجيزة.