دار العلوم والطب والإعلام والسياسة.. حكايات تأسيس أشهر كليات جامعة القاهرة

دار العلوم والطب والإعلام والسياسة.. حكايات تأسيس أشهر كليات جامعة القاهرة

لكليات جامعة القاهرة مواقف وحكايات سبقت إنشائها وعاصرت تطورها من مجمعات وأقسام صغيرة إلى كليات ومباني مستقلة.

من أقدم كليات الجامعة دار العلوم والطب إلى أحدثها الإعلام والعلوم السياسية، نعرض معكم حكايات كل منها.

من مدرج لدار الكتب المصرية، لـ كلية «دار العلوم»

«إن باحثًا مدققا إذا أراد أن يعرف أين تموت اللغة العربية؟ وأين تحيا؟ لوجدها تموت في كل مكان، ووجدها تحيا في هذا المكان» هكذا يقول الإمام محمد عبده في حديثة عن «دارالعلوم».

يرجع الفضل في إنشاء «دار العلوم» إلى علي مبارك باشا الذي أحس بالفجوة الكبيرة بين المعلمين في عصره، الذين لا يخرجون عن إحدى فئتين، إما فئة الأزهريين المحافظون على التراث والقديم، أو فئة معلمي العلوم الكونية الذين كانوا ينظرون إلى زملائهم من معلمي اللغة العربية والدين نظرة دونية، ويرون فيهم جهلا.

مدرسة دار العلوم في بداية إنشائها 

أراد مبارك أن يتلافى ذلك الخلل، ويقرب بين الفريقين، فعمل على تأسيس «دار العلوم» ليتلقى فيها الطلاب العلوم الكونية التي لا يتم دراستها في الأزهر، بالإضافة إلى العلوم الشرعية وعلوم اللغة العربية.

صاحب إنشاء كلية دار علوم

بدأت أولى حلقات الدرس في مدرج بالمكتبة الخديوية التي صارت نواة لدار الكتب المصرية، في مايو 1871م، وقد سمي هذا المدرج بـ «دار العلوم».

أمين سامي باشا في وسط هيئة تدريس دار العلوم

بعد عام من بدء الدراسة في دار العلوم  وافق الخديوى إسماعيل وزير المعارف على باشا مبارك  بإنشاء مدرسة دار العلوم عام 1872م لتصبح مؤسسة تنويرية حضارية، وتم قبول 32 طالبا، منهم:

محمد علي المنياوي، وحسين جلال المصري، وعبد العظيم مصطفي، وعبد الواحد وافي، والسيد أيوب العابدي، وعبد الباري وهبة، وكان ناظر المدرسة «حامد نيازي» الذي كان معاونًا بدار الكتب، وجعل مبارك لطلابها مكافأة شهرية.

وفي عام 1945 أقر المجلس الأعلى لدار العلوم فكرة تحويل «دار العلوم» لكلية جامعية للتخصص في الدراسات العربية مع احتفاظ الدار بكيانها وطابعها الإسلامي الخاص، واسمها التاريخي، على أن تصبح الدراسة بالكلية لمدة أربع سنوات بدلاً من ست سنوات، فضمت السنتان الخامسة والسادسة من الدار إلى معهد التربية.

وانضمت  لجامعة القاهرة عام 1946، تُخرّج متخصصين في اللغة العربية والأدب العربي والدراسات الإسلامية، ويستطيع خريج كلية دار العلوم أن يعمل في ميدان تدريس اللغة العربية والعلوم الإسلامية في مراحل التعليم المختلفة.


من مدرسة للطب إلى القصر العيني

القصر العيني أول مدرسة طبية عربية أنشئت بمصر، في عهد محمد علي باشا، وتعتبر أول مدرسة قومية للطب في مصر، وألحقت بالمستشفي العسكري في «أبو زعبل».

كان الفضل في ذلك إلى أنطوان كلوت الطبيب الفرنسي المشهور، الذي كان يشغل في ذلك الوقت منصب كبير أطباء وجراحي الجيش المصري 1827 م.

نقلت مدرسة الطب من «أبو زعبل» إلي قصر العيني  1837 م، وسمي بهذا الإسم نسبة إلى صاحبه أحمد بن العيني الذي كان قد شيده في عام 1466م.

مدرسة القصر العيني قديما 

ضُمت مدرسة الطب ومستشفي قصر العيني إلى الجامعة المصرية عام 1925، وعين الدكتور ولسن مديرا لها.

كما عين الدكتور علي باشا إبراهيم عميدا للكلية والمستشفي في 1929، واستمر رئيسا لها حتي عام 1940م.

خريجي قسم التمريض بالقصر العيني قديما

وفي عام 1955 انفصل قسما الصيدلة وطب الفم والأسنان عن كلية الطب لتصبح كل منهما كلية مستقلة، وفي العام نفسه أنشئ فرعا لجامعة القاهرة في الخرطوم ورفرفت أعلام الجامعة على جنوب الوادي.

من معهد الصحافة إلى كلية الإعلام

ترجع نشأة الدراسات الإعلاميه الجامعية فى مصر إلى عام 1939م، حينما أنشىء «معهد الصحافة العالي» الذى عرف فيما بعد باسم «معهد التحرير والترجمه والصحافه» بكلية الآداب – جامعة القاهرة.

يعود الفضل فى إنشاء المعهد إلى الدكتور طه حسين، والدكتور محمود عزمى صحفي ومفكر مصري اشتغل بالصحافة منذ 1920، وأول من نادى بضرورة تأهيل الصحفي على أعلى مستوى أكاديمي واشرف على «معهد التحرير والترجمة والصحافة».

وكان المعهد يمنح دبلوما عاليا معادلا لدرجة الماجستير، وفى عام  1954م تحول المعهد إلى قسم للتحرير والترجمة والصحافه بكلية الآداب، يمنح درجات الليسانس والماجستير والدكتوراه، وتولى رئاسته الاستاذ الدكتور عبد اللطيف حمزة.

وفى 19 ديسمبر 1969م وافق مجلس جامعة القاهرة على تحويل القسم التابع لكلية الآداب إلى معهد مستقل للإعلام، بدأت الدراسه به فى مارس 1971م  لطلاب الدراسات العليا، وفى أكتوبر من نفس العام لطلاب البكالوريوس.

وفى عام 1974م تحول معهد الإعلام إلى كلية الإعلام، لتكون أول كلية مستقلة للإعلام فى الشرق الأوسط ، تضم ثلاثة أقسام علمية هى: الصحافة والنشر، والاذاعة والتلفزيون، والعلاقات العامة والإعلان.

كلية الإعلام- جامعة القاهرة 

الآثار المصرية .. من قسم لكلية

كانت الدراسات الأثارية في البداية تابعة لمدرسة المعلمين العليا، ثم أصبحت النواة الأولى لكلية الآداب بالجامعة المصرية التي أنشأتها الحكومة في أكتوبر عام 1925م، وظل قسم الآثار تابعاً لكلية الآداب حتى1970م.

وأنشئت كلية الآثار الحالية بقرار من مجلس الجامعة للدراسات العليا، استجابة للرغبة التي تقدمت بها هيئة الآثار بأنها في حاجة ماسة إلى جميع التخصصات الجامعية بعد الحصول على قدر كاف من الدراسات الأثارية.

ووافق مجلس الجامعة على إنشاء كلية قائمة بذاتها للدراسات الأثارية تضم طلابا من الحاصلين على الثانوية العامة أو ما يعادلها من الشهادات الأجنبية ومدة الدراسة بها أريع سنوات، يحصل بعدها الطالب على درجة الليسانس في الآثار.

بدأت الكلية بقسمين فقط هما قسم الآثار المصرية القديمة وقسم الآثار الإسلامية ثم أنشأت الكلية في العام الدراسى1977/1978م قسماً لترميم الآثار.

الاقتصاد والعلوم السياسية.. كلية بقرار جمهوري

كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة هي إحدى أهم كليات الجامعة، تسعى إلى إعداد متخصصين في مجالات الاقتصاد والعلوم السياسية والإحصاء، تخرج منها العديد من الساسة المصريين.

أنشئت كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بموجب قرار رئيس الجمهورية العربية المتحدة عام 1959، ونصت لائحتها الأولى على أقسام الكلية العلمية الثلاثة: الاقتصاد، والإحصاء، والعلوم السياسية.

كلية الاقتصاد والعلوم السياسية - جامعة القاهرة

ويمنح الطالب درجة البكالوريوس في أحد هذه التخصصـات الثلاثة بعد اجتيازه أربع سنوات دراسية، وبدأت الدراسة بالفرقتين الأولى والثانية بالكلية في العام الجامعى 1960، فجاء طلاب الفرقة الأولى من بين الحاصلين على الثانوية العامة عام 1960 عن طريق مكتب تنسيق القبول بالجامعات.

بينما تشكلت الفرقة الثانية من بين طلاب كليتي التجارة والحقوق الذين اجتازوا السنة الأولى فيها بتقدير عام جيد على الأقل، ورغبوا في الالتحاق بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية. وقد تخرجت أول دفعة في الكلية عام 1963.

طلاب أثناء المحاضرات بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية 

 

فادية إيهاب

فادية إيهاب

صحفية مصرية متخصصة في الشأن الطلابي، إلى جانب اهتمامها بالإخراج التلفزيوني والتصوير