الذكاء الاجتماعي.. ما هو وكيف تكتسبه؟
الذكاء العقلي يساعد في تحقيق النجاح في الحياة الدراسية، لكن لا يساعد بالضرورة على تحقيق النجاح في الحياة العملية أو المهنية والتي تتطلب نوعا آخر من الذكاء، وهو الذكاء الاجتماعي.
فما هو الذكاء الاجتماعي؟ وما المواصفات التي تدل على أنك شخص ذكي اجتماعيا؟، وهل يمكن اكتسابه أم لا؟، هذا ما يجيب عنه «شبابيك»، في هذا التقرير، من خلال الاستعانة باستشاري الصحة النفسية الدكتورة زينب مهدي، وأستاذ علم الاجتماع بآداب المنوفية، الدكتور جمال حماد.
ما هو الذكاء الاجتماعي؟
تقول الدكتورة زينب مهدي، إن الذكاء الاجتماعي هو القدرة على التعامل مع جميع الناس والفئات المختلفة في المجتمع، بطريقة تتوافق مع سلوك وتفكير كل فرد.
ويؤكد الدكتور جمال حماد، أن الحياة المهنية تتطلب قدرا من الذكاء الاجتماعي، خاصة الوظائف التي تحتاج إلى اختلاط بالجمهور، فالنجاح فيها يتطلب امتلاك مهارات التواصل المختلفة، كالاقناع.
وتتفق معه «زينب» حيث أشارت إلى أن النجاح في مجال التسويق، الصحافة، السكرتارية، أو كموظف استقبال، أو حتى نجاح مشروعك الخاص، كالمحال التجارية، يتوقف على مدى تمتعك بالذكاء الاجتماعي، لأن كل هذه الوظائف تفرض عليك التواصل مع الآخرين.
للذكاء أنواع.. أنت في دول؟ (انفوجراف)
مواصفات الذكي اجتماعيا
أوضحت استشاري الصحة النفسية، أن هناك بعض المواصفات التي تميز الشخص الذكي اجتماعيا عن غيره، تتمثل في:
- الثبات الانفعالي، أي لديه القدرة على التحكم في مشاعره وانفعالاته المختلفة سواء الغضب أو الفرح، لكن بشرط ألا يكون ذلك كبت يتسبب في ظهور الأمراض السيكوسوماتية (النفسجسمية) كالضغط والسكر.
- قادرعلى الإنصات والاستماع للآخرين.
- قادر على حل المشاكل المختلفة واتخاذ قرارات موضوعية ترضي جميع الأطراف.
- غالبا ما يتم اللجوء إليه في الأمور الحرجة أو الصعبة.
- لا يسهل استفزازه أو إثارة غضبه.
- يتقبل انتقاد الآخرين له.
- قادر على إقامة علاقات اجتماعية كثيرة في أي وقت أو أي مكان.
- يتمتع بالغموض المحبذ (المحبوب) الذي يدفعك إلى استكشافه وليس الخوف منه.
- الثقة بالنفس لدرجة كبيرة، لأن قراراته تكون مدروسة، وقادر على تحمل مسئولية هذه القرارات.
- يراعي مشاعر الآخرين، ويحرص على مشاركتهم في أحزانهم وأفراحهم.
- قادر على التصرف في المواقف المحرجة، فغالبا ما يقابلها بابتسامة.
- يتبنى مبدأ «رابح رابح» بدلا من «رابح خاسر» في تعاملات البيع والشراء المختلفة، أي يحاول تحقيق المنفعة لنفسه وللطرف الآخر.
هل يمكنك اكتسابه الذكاء الاجتماعي؟
يرى أستاذ علم الاجتماع، أن اكتساب الذكاء الاجتماعي من عدمه يرجع في الأساس إلى التنشئة الاجتماعية في الأسرة، المدرسة، الجامعة، مشيرا إلى أن البيئة التي يعيش فيها الفرد يمكن أن تسهم في اكسابه الذكاء الاجتماعي لكن بشرط أن يكون لديه هو الرغبة في اكتسابه، أي ألا يكون لديه ميل للانعزال أو يرفض الدخول في علاقات اجتماعية.
واتفقت مع ذلك استشاري الصحة النفسية، حيث أكدت أن التربية لها دور كبير جدا في اكساب الذكاء الاجتماعي، لأن البناء النفسي لكل شخص يختلف وفقا لأسلوب التربية وطبيعة الحياة الأسرية التي نشأ فيها، وهل كانت حياة هادئة ومستقرة أم بها الكثير من الضغوط والمشاكل؟
وتستكمل «زينب» حديثها: أي إذا كانت جميع الظروف المحيطة بالشخص مهيأة ولا تعوقه عن الدخول في علاقات اجتماعية، فإنه يصبح بإمكانه اكتساب الذكاء الاجتماع باتباع ما يلي:
- افصل: أي الفصل بين الحياة الأسرية، المهنية، الاجتماعية، العاطفية.
- ارتدي قناع: وهذا لا يعني النفاق، بل يعني محاولة تغيير شخصيتك وفقا لما يقتضيه الموقف الذي تواجهه حتى تتمكن من التعامل معه بطريقة صحيحة ودون أي خسائر.
- تخلص من العصبية: لكي تصبح ذكي اجتماعيا لا بد أن يكون لديك القدرة على السيطرة على عصبيتك، ويمكنك تفريغ القوة العصبية عن طريق ممارسة هواياتك أو أنشطتك المفضلة كعزف الموسيقى أو ممارسة الألعاب القتالية، ورفع الأثقال، وغيره.
ويتم اللجوء إلى ذلك إذا كانت العصبية ناتجة عن الضغوط الحياتية أما إذا كانت ترجع لأسباب وراثية، ففي هذه الحالة يجب الرجوع إلى طبيب نفسي لتعديل السلوك، هذا وفقا لما ذكرته استشاري الصحة النفسية.
كما شددت على ضرورة تجنب الاختلاط بالناس بدرجة كبيرة قبل التخلص من هذه المشكلة، حتى لا تتسبب عصبيتك في خسارة أشخاص مقربين منك أو كان من الممكن أن يكونوا كذلك.
- اختلط: الاختلاط بكافة فئات وطوابق المجتمع، فلا تترفع عن التعامل مع أشخاص أقل منك اجتماعيا، ولا تخشى من التواصل مع من هم في مكانة اجتماعية عالية.
وفي نهاية حديثها، نصحت «مهدي» بضرورة العمل على اكتساب الذكاء الاجتماعي لأنه يُكسبك حب واحترام الآخرين، كما يسهم بشكل كبير في تحقيق النجاح في الحياة العملية والزوجية.