«اكسر للبنت ضلع يطلعلها أربعة وعشرين».. هي الأمثال الشعبية ظلمت المرأة؟
«اكفي القدرة على فمها تطلع البنت لأمها» و«اكسر للبنت ضلع يطلع لها أربعة وعشرين». تنوعت الأمثال الشعبية التي تناولت المرأة بين التربية والأخلاق والزواج والانجاب والعنصرية.
الأمثال المصرية متهمة بالانتقاص من دور المرأة في المجتمع، وهنا نفنّد الأمثال ونشرح معانيها من خلال ما ورد عن قصة كل مثل مع الاستعانة بخبراء التراث الشعبي.
ما هو المثل الشعبي؟
الباحث في التراث الشعبي أحمد أبو خنيجر يقول «لشبابيك» إن المثل الشعبي عبارة عن مجموعة تجارب عاشها مواطنون فأفرزت مجموعة من الحكم التي تمت صياغتها في مثل شعبي متناغم موسيقيا وموحّد الإيقاع بين كلماته.
الحب والزواج في الأمثال الشعبية.. كل حاجه والعكس
المثل بين القصة المزيفة والسياق الصحيح
أستاذ الأدب الشعبي المساعد في جامعة القاهرة الدكتور خالد أبو ليل يقول لـ«شبابيك» إن المثل الشعبي لانستطيع تفسيره بناءً على القصة التي قيل فيها لأن قصص معظم الأمثال مزيفة ولها أكثر من حكاية مؤلفة من قبل الناس، ولكن الأصح هو أن نقوم بتفسير المثل تبعًا للسياق الثقافي والاجتماعي الذي يقال فيه هذا المثل.
فإذا نظرنا للمثل الذي يقول: «لما قالوا لي ولد، اشتد ضهري واتسند. ولما قالولي بنت اتهدت الحيطة عليا وجابولي البيض بقشره وعليه بدل السمن ماية». سنجد أنه قيل في سياق أسرة كل «خلفتها» بنات وتنتظر أن يأتي الولد الذي سيساعد أباه في الأرض ويرثه.
ويرى ليل أن الأدب الشعبي لم يظلم المرأة وبالتالي الأمثال الشعبية لم تظلمها، والصورة المأخوذة على الأدب الشعبي بأنه ظلم المرأة ترجع الى أن بعض الباحثين نظروا فقط إلى الأمثال التي تتفق مع وجهة نظرهم بأن الأدب الشعبي قد ظلمها وفي ذات الوقت تجاهلوا الأمثال الأخرى التي تشيد بالمرأة لأنها لا تتفق مع أرائهم فبالتالي نظرتهم أحادية وليست موضوعية.
وهنا تعزبز لرؤية الدكتور ليل: «لما قالوا ده غلام قلت ياليلة ظلام أكبروا وأسمنوا وتاخدوا مني النسوان ولما قالوا ديه بنية قلت ياليلة هنية»، لنجد أن المثل السابق ينصف المرأة بل ويفضلها على الرجل.
المثل الشعبي رد فعل لواقع
ويؤكد «ليل» أن الأدب الشعبي هو رد فعل يصف ما يحدث في الواقع وليس هو الفعل الأساسي الذي يتحدث من تلقاء نفسه.
«الست اللي مابتخلفش زي الضيف» هذا المثل مرتبط بثقافة رجل يرى أن زوجته يجب أن تنجب له الكثير من الأولاد والبنات، وهذا التفكير مترسخ في فكر رجال الأرياف والصعيد، ومن هذا المثل نرى أن المثل الشعبي هو رد فعل لما يحدث في الواقع.
ويساوي بين الرجل والمرأة
برى الدكتور خالد أبو ليل أن الأمثال الشعبية على السيان انتقدت الرجل والمرأة وأشادت لهما أيضا في مواضع مختلفة، طبقًا لموقف ما حدث يتطلب الاستعانة بذلك المثل للتعبيرعن هذا الموقف سواء كان إشادة أو نقد.
فإذا نظرنا لمثل «اكسر للبنت ضلع يطلع لها أربعة وعشرين» الذي يصنف على أنه مرتبط بفكرة «تربية البنت» وتأديبها في حال تعدت المسموح لها وأخطأت.
والأمثال الشعبية في العموم لا تقال في المطلق بل تقال في موقف يناسبها، وليس الغرض من المثل المشار إليه استخدام العنف مع الفتاة لأن الكسر هنا تعبير مجازي القصد منه أن يربي الشخص ابنته تربية صحيحة.
المثل بين الإيجابية والسلبية
«اكفي القدرة على فمها تطلع البنت لأمها» يرى خالد أبو ليل أن هذا المثل يمكن أن يصنفه البعض سلبيا والبعض الآخر يستطيع تصنيفه إيجابيا، بمعنى أن الأم في حال كانت نموذجا فالتشبيه الوارد في المثال السابق مع ابنتها يصبح إيجابيا، وفي حالة كانت الأم عكس ذلك يُفهم المثال على أنه سلبي، الأمر الذي يدعم فكرة أن المثل يحمل أكثر من تأويل وينسحب على السياق والحالة التي يتحدث عنها.
إذا لماذا ينظر البعض للمرأة نظرة سلبية مستندًا على الأمثال الشعبية؟
يرجع خالد أبو ليل هذا الأمر الى أن بعض الدراسات التي تناولت أمثال المرأة أحادية لا موضوعية، انتشرت بين الناس وأصبحت مع الوقت حقيقية لأن أحدا لم بفحصها ليعرف السياق الثقافي والاجتماعي الذي قيلت فيه، فأصبح سائدا أن الأمثال الشعبية قللت من شأن المرأة وبالتالي ينظر لها المجتمع نظرة سلبية.