في هذه الحالات تصبح الزوجة الثانية ضرورة

في هذه الحالات تصبح الزوجة الثانية ضرورة

الزوجة الثانية، تهدد حياة الكثير من النساء، لكنها في بعض الحالات تكون حلا ضروريا للرجل، خاصة إذا أهملت الزوجة في أداء واجباتها.

ولكي تتفادى المرأة وصول الزوج لهذا القرار، نقدم لكم في التقرير التالي الظروف التي تؤدي لتفكير الرجل بجدية في التعدد، مع تسليط الضوء على رأي الشرع والقانون.


التقليل من شأن الزوج ومعارضته باستمرار

هاني حمد يشتكي من زوجته ويؤكد أنها تعارضه باستمرار، وتحد من معنوياته. يحكي عن موقف حدث معه حين اشترى قطعة أرض وبعد 6 سنوات عرضها للبيع ولم يكسب فيها مبلغا كبيرا، وكان رد فعلها محبطا له «انت ضيعت فلوسنا، احنا كنا أولى بيها».

هاني «اسم مستعار» أصابه اليأس من أسلوب زوجته، فترك المنزل وتزوج بأخرى، وحين أعلم زوجته الأولى بالقرار وافقت. يقول: «بصرف عليها وعلى الأولاد، وشايل همهم وبوصلهم للنادي والتمرين لأن أمهم رافضة تتعب نفسها وتاخد بالها منهم».

الرجل يحتاج لمن تسانده

يؤكد استشاري العلاقات الأسرية أحمد علام، أن الرجل دائما ما يحتاج لمرأة تسانده وتقف إلى جانبه، وتدعمه في قراراته، وإن أخطأ تغفر له خطأه، خاصة فيما يتعلق بشئون الحياة وتدابير العمل.

يرى علام أن انتقاد المرأة المستمر يتحول في المقابل لعناد عند الرجل فيثبت في نفسه ما تصفه به الزوجة حتى لو كان غير صحيح حتى لا يتبادر إليها أنه يتأثر بكلامها، الأمر الذي يدفعه للبحث عن زوجة ثانية تعالج أخطاء الأولى.

كثرة المشاكل دون حلول  

تزوج محمود جمال من خريجة صيدلة واتفق معها على أن لا تعمل بعد الزواج، وبعد ستة أشهر عارضت القرار وطالبت منه أن تعمل، قالت له الزوجة: «مكنتش متخيلة إن الوضع كد»، وعاندت معه وذهبت لبيت والدها غاضبة وأصبح «الخناق» أمرا معتاد يوميا.

يقرر محمود «اسم مستعار» بعدها الزواج من امرأة أخرى. يقول إن حياتهم أصبحت مهددة ومغلفة بالمشاكل، ويحتاج إلى من يشبع عواطفه التي يفتقدها مع زوجته الأولى.

يؤكد الدكتور أحمد علام، أن حاجة الرجل العاطفية بعد الزواج تفوق حاجة المرأة.

ويُدلل على ذلك بندرة أن يظل الرجل دون الزواج بعد فقدان زوجته أو طلاقها، لأن احتياجه العاطفي يتزايد وبحاجة دائمة إلى امرأة بجواره.

الفتور العاطفي

الفتور العاطفي وفقدان الشغف بين الرجل وزوجته، وانشغال المرأة بالمشاكل أكثر من بيتها وزوجها، يدفع الرجل للبحث عن أخرى تبادله مشاعره وتسد احتياجاته.

ينصح استشاري العلاقات الأسرية أحمد علام، الزوج بمراجعة زوجته، وفي حال استمرت على أسلوبها المشار إليه، فلا مانع من الزواج بأخرى.

استشاري الطب النفسي زينب مهدي، توضح أن الفتور العاطفي يحدث نتيجة إهمال الزوجة لزوجها وعدم إعطائه الاهتمام الكافي، وتوضح بأن واقع هؤلاء يكون كالتالي: الرجل فى بداية الزواج يشعر بالسعادة والاهتمام من زوجته ولكن بعد مرور سنة أو أكثر وبعد إنجاب الطفل الأول تحوّل المرأة الاهتمام لطفلها ثم احتياجات المنزل، وتهمل الزوج، وهذا ما يزعج الرجل بشكل كبير.

وفي ذات السياق تقول «مهدي» أن الرجل بطبعه أناني ويحب التملك، فإذا شعر بالإهمال يبدأ فى النفور من المنزل الزوجى ويلجأ إلى إمرأة أخرى تعيد اهتمام زوجته الأولى به.

الاهتمام حين يزيد عن الحد

هل تتخيلون أن الإهتمام المرأة الزائد قد ينفر الرجل من زوجته؟، ويجعله يبحث عن امرأة متزنة في مشاعرها، خاصة إذا وصل اهتمام المرأة إلى حد «الخنقة»، توضح الدكتورة زينب مهدي، أن الرجل بقدر ما يحتاج للإهتمام يريد أن يشعر برجولته أمام زوجته بمعنى أنها لابد وأن تعزز نفسها بطريقة أو بأخرى على الزوج، وهذا ما يسمى بمبدأ التجديد، حتى لا يشعر أن الزوج قد امتلك زوجته بشكل كلى، لأن ما تملكه اليد تزهده النفس وهذا شىء واقعي وحقيقي وخاصة فى العلاقة الزوجية. 

الرجل العربي، يكره المرأة التي  تسبب له الضيق وكأنها رقيبة عليه، وفقا لـ«مهدي».

المرض والظروف الصحية

تشير استشاري الطب النفسي، إلى أن الرجل أحيانا يبحث عن زوجة ثانية في حال مرض الأولى وعدم قدرتها على تنفيذ طلباته، أو عدم قدرتها على الإنجاب.
وهنا يختلف الدكتور احمد علام مع الاستشارية زينب مهدي، ويرى أن الرجل إذا كان مرتاحا في التعامل مع الزوجة الأولى، وإن كانت تشبع كل رغباته النفسية والعاطفية لن يبحث عن أخرى، لأن «المرض» أمر متبادل ربما يصيب الرجل كما يصيب المرأة،  فهل يرضى الرجل المريض أن تنفصل عنه زوجته، وتتزوج بآخر؟

وبعد شرح الأسباب التي ربما تدفع الرجل للزواج من امرأة ثانية، وقرر الزواج بالفعل، كيف يخبر أو يتعامل مع زوجته الأولى؟ 
   
يرى علام أنه من غير المفضل أن تعلم المرأة بزوج شريكها من زوجة أخرى، لأن ذلك قد يفتح أمامه «نيران لن يستطيع إخمادها»، بل قد يصل الأمر معها إلى طلب الطلاق.

3 أسبابا تراها الفتيات دافعا لتعدد الزوجات

ترى فادية إيهاب أن الرجل مُحق في الزواج من امرأ ثانية في حالتين: الأولى، إن اتفق مع زوجته الأولى على ذلك، والثانية في حال أهانت المرأة زوجها بأي شكل.

بينما تلوم ضي جمال، المرأة المهملة سواء في نفسها أو في نظافة البيت والأطفال، وترى أنه يحق للرجل في هذه الأثناء البحث عن زوجة ثانية دون أن يُلام.

روشتة العلاج

لذا نقدم روشتة من خبراء العلاقات الأسرية لأطراف القضية الثلاثة: الزوجة الأولى والزوج، الزوجة الثانية.

ضرورة أن يتحلى الزوج بالعدل بين زوجتيه في كل شيء، حتى وإن قلت مشاعره تجاه الأولى، ويبتعد عن المقارنة بينهما وترديد الحديث الذي يفهم منه تفضيل الزوجة الثانية على الأولى.

وينصح المتخصصون الزوجة الأولى بعد علمها بعملية الزواج، أن تسأل نفسها، هل ستتحمل هذا الوضع؟، وإن وجدت أنها ستتحمل عليها أن تكف عن إثارة المشاكل، حتى لايفضل الرجل الإقامة وقضاء الوقت عند الثانية. عليها ألا تذم في الزوجة الثانية، فقط تحاول أن تعامله وكأنها لا تعلم، ولا تربط كل مشكلة مع زوجها بزواجه الثاني.

يحذر الدكتور احمد علام الزوجة الثانية من محاولة بث أفكار سلبية عن الأولى، أو الشكوى منها، لأن الرجل بداخله يشعر بالذنب، وشكواك تزيد هذا الشعور، وسينفر منك، ويعود إليها، وقد يكرهها أيضا. كما يحذر من افتعال مشاكل وأزمات كان الرجل ينتقد وجودها في زوجته الأولى. هو بحث عن الأمان والهدوء والاستقرار في الزوجة الثانية.​​​​​​​

ماذا يرى الشرع والقانون؟

رئيس قسم الشريعة بكية دار العلوم بجامعة القاهرة، الدكتور أحمد موافي، يوضح أن الدين الإسلامي لم يوجب على الرجل تعدد الزوجات، بمعنى من لم يفعل ذلك لن يؤثم، بل إذا عدد زوجاته، ولم يعدل بينهم، قد يكون آثما.

وفي السياق ذاته، يوضح موافي، أن الرجل قد يرغب في الزواج من امرأة أخرى، في حال عدم قدرتها على الإنجاب، ورغبته في الإنجاب، وأيضا في حالة مرض الزوجة، وعدم قدرتها على عفة الرجل، وتحقيق رغباته.

ولكن على الرجل إذا قرر الزواج من أخرى أن يعدل بينها، وبين الأولى، في كل شيء، وأشار إلى قول الله تعالى: «وَلَن تَسْتَطِيعُوا أَن تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ ۖ فَلَا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ ۚ»، أي لا يميل بمشاعره، وأمواله، وتصرفاته تجاه واحدة دون الأخرى، واستند إلى قول النبي، صلى الله عليه وسلم: «من كانت له امرأتان فمال إلى إحداهما جاء يوم القيامة وشقه مائل».

ولا يمانع موافي من رفع الزوجة الأولى قضية على الزوج، إن لم يعدل بينها وبين الثانية، أو إذا قصر في حقها.

وتشير المحامية بالنقض رانيا يوسف، إلى حق الزوجة المتضررة في رفع قضية طلاق على زوجها خلال عام من عقد زواجه الثاني، وهذه القضية تضمن لها الطلاق، مع نفقة المتعة، والعدة، والمؤخر، موضحة أن قد تأخذ اجراءات تقاضي من 8 : 9 شهور، ثم تقضى لها المحكمة بالطلاق.

أما إذا رغبت المرأة  في الانفصال عن الزوج، والتنازل عن كل حقوقها، فلها أن ترفع قضية خلع، وفي هذه الحالة ستدفع هي المقدم الموجود في عقد الزواج، ولن تحصل على أي حق من حقوقها المالية، لأنها بذلك تتنازل عن  المؤخر، ونفقة المتعة.

حسناء الشيمي

حسناء الشيمي

صحفية مصرية تهتم بالكتابة في ملف العلاقات واللايف ستايل