نجمات الكوميديا.. «يتعدوا على الصوابع» ولكن

نجمات الكوميديا.. «يتعدوا على الصوابع» ولكن

لماذا الكوميدينات النساء في مصر «يتعدوا على الصوابع»؟ هذا السؤال قد يتبادر الى أذهان البعض منا إذا نظر سريعًا على الساحة الفنية، حيث أننا سنجد بالفعل أن هناك قلة في نجمات الكوميديا وذلك مقارنة بنجوم الكوميديا الرجال الذين طالما كان لهم النصيب الأكبر من الحضور في الأعمال الفنية.

فأين هم نجمات الكوميديا؟ وإذا كانوا موجودين فهل هناك فقر في الكتابة لهم؟ وإذا كان هناك فقر فما أسبابه؟ تلك الأسئلة ستكون محل النقاش مع عدد من الخبراء في هذا التقرير، لمعرفة لماذا الكوميدينات النساء في مصر «يتعدوا على الصوابع»؟

الكوميديا النسائية في تاريخ السينما

إذا نظرنا على تاريخ السينما المصرية، سنجد أسماء متنوعة تركت بصماتها في الأدوار الكوميدية التي قدمتها نذكر: ماري منيب، زينات صدقي، وداد حمدي، ثريا حلمي.. مرورًا بسهير البابلي، اسعاد يونس، هالة فاخر، هالة صدقي، سعاد نصر، نشوى مصطفى، ياسمين عبد العزيز، وأخيرًا شيماء سيف، دينا محسن الشهيرة بويزو، بدرية طلبة، ايمي سمير غانم، ودنيا سمير غانم.

يرى الناقد الفني رامي عبد الرازق، أن على مدار تاريخ السينما هناك قلة في عدد نجمات الكوميديا مقارنة بالعدد الكبير لنجوم الكوميديا الرجال، وذلك على مستوى بطولة العمل الفني المعتمدة على أن البطل الأساسي للعمل يكون رجلا، وأحيانًا تشاركه البطولة امرأة أما على مستوى الأدوار الثانية والثانوية فهناك نسبة وتناسب بين عدد تواجد نجوم ونجمات الكوميديا في الأعمال الفنية.

البطولة النسائية نادرة

ويضيف رامي في تصريحاته لـ«شبابيك» أننا «نادرًا ما كنا نجد عمل كوميدي يكون بطولة امرأة باستثناء بعض الأفلام التي كانت بطولة نعيمة عاكف، ونيللي وكانت الأفلام الكوميدية التي تكتب لهم ليست كوميديا خالصة بل كانت تحتوي على رقص، غناء، استعراض وذلك في إطار كوميدي».

وظهر هذا الإطار من الأفلام المعتمد على الرقص، الغناء، والاستعراض من بداية الأربعينات مع أفلام «نعيمة عاكف» لزوجها المخرج حسين فوزي، ثم استمر مع «نيللي» في الستينات وأيضًا رأيناه في بعض أفلام «سعاد حسني» نذكر منها على سبيل المثال فيلم «فتاة الإستعراض»، و«صغيرة على الحب»، وفق ما يقول الناقد الفني رامي عبدالرازق.

وفي فترة ما وصفها بـ«أفلام المقاولات»، قال عبد الرازق: سنجد أن الأفلام الكوميدية أبطالها رجال وقد يشاركهم في تلك البطولة نساء، لكن لن نجد فيلم كتب خصيصًا لتكون بطولته نسائية. وأيضًا في عام 1997، و1998 سنجد أن فيلم «إسماعيلية رايح جاي» على سبيل المثال يعتمد على نجوم ذكور أيضًا.

ياسمين عبد العزيز وكسر النمط المعتاد

وفي رأي عبد الرازق، أن الوحيدة التي كسرت النمط المعتاد بعد فترة من الوقت على أن البطولة الكوميدية دائمًا للرجال هى «ياسمين عبد العزيز»، وأصبح يكتب لها خصيصًا أفلام كوميدية تكون هى بطلتها.

وأضاف: «هناك نجمات أصبح يكتب لهم أعمالًا كوميدية ولكن ليست بطولة مطلقة بل بطولة مشتركة مع أخرين مثل ايمي سميرغانم» التي يراها، رامي عبد الرازق أنها زينات صدقي هذا العصر مع فارق الإمكانيات والعصر.

أسباب انحصار الكوميديا على الرجال

ويرجع الناقد الفني رامي عبد الرازق، أسباب انحصار الأدوار الكوميديا على الرجال دون النساء الى عدة أسباب منها أنه منذ بداية ظهور الأفلام الكوميدية تعود صناع السينما على أن بطولة العمل تكون للرجل فسنجد أنه حتى اذا كانت فكرة الفيلم تأخذ صفة نسائية ومن المفترض أن تقوم ببطولتها امرأة كان يجسدها رجل مثل فيلم "نشالة هانم" بطولة إسماعيل يس.

فقر خيال وعدم رغبة المنتجين

وعدم مخاطرة صناع السينما إلى إسناد دور البطولة للنساء يرجع إلى فقر في خيال كتاب السيناريو قبل أن يكون ضعف في إمكانيات النجمات، لأن عبد الرازق، يرى أن الكوميديانات النساء في مصر هم أكثر كاريزما من الرجال. فلم يفكر كتاب السيناريو على سبيل المثال في إسناد أدوار البطولة إلى «منى زكي»، أو «نيللي كريم»، مشددا على أنه إذا قامت كل واحدة منهم ببطولة فيلم كوميدي سيحظى بإعجاب المشاهدين. خاصة وانهم سبقا وقدما أدوار كوميدية متميزة بالإشتراك مع نجوم أخرين مثل دور منى في فيلم «من 30 سنة» كما أن نيللي كريم كانت بداية أدوارها كوميدية مثل دورها في فيلم «غبي منه فيه».

وبجانب فقر الخيال نجد أن المنتجين أيضًا لديهم الرغبة دائمًا بإسناد أدوار البطولة للرجال لأنهم يرون أنه أمر مضمون نجاحه من أن يقوموا بإسناد البطولة لإمرأة، بحسب عبد الرازق.

خجل البنت المصرية

ومن وجهة نظر استشاري الصحة النفسية جمال فرويز، ما يجعل صناع العمل يسندون بطولة الأدوارالكوميدية للرجال دون النساء هو أن الرجال لديهم قدرة الخروج عن المألوف خلال أدوارهم كأن يقوم أحد بعمل حركة غريبة أو تغيير نبرة صوته لأن هذا يخدم الدور الذي يجسده ويثير الضحك عند الناس.

أما النساء في وجهة نظر "فرويز" يريدون فقط الإلتزام بحدود السيناريو المكتوب دون الخروج عن المألوف لأن المرأة لديها حاجز نفسي يجعلها تخجل أن تخرج عن المألوف، حتى لاينتقدها أحد لأنها دائمًا تريد أن تحافظ على مظهرها أمام الناس بعكس المرونة التي توجد عند الرجال.

ويقول: على سبيل المثال اذا نظرنا الى اللمبي الذي يجسد شخصيته محمد سعد سنجد أنه لا تستطيع أي امرأة أن تخرج عن الإطار المألوف الذي خرج عنه اللمبي كأن تتكلم مثل نبرة صوته أو تتحرك حركته لأنها سوف تخجل من القيام بذلك.

طريقك نحو الكوميديا

واذا كنتي تريدي أن تدخلي مجال التمثيل وتصبحي ممثلة كوميدية وتشعري بالقلق أن هناك فقر في الكتابة لنجمات الكوميديا فلا تدعي هذا الأمر يقف أمام تحقيق حلمك وما عليك سوى أن تضعي في اعتبارك الجزئية التي تحدث عنها "فرويز"، وتخرجي عن المألوف عند تقديمك للدور مما يجعل لكي طابع خاص في الكوميديا وهذا الطابع سوف يكون محل جذب من قبل صناع العمل الفني.

موهبة أولًا

ولكن الناقد الفني رامي عبد الرازق، يقول لكي "لا بد من وجود موهبة التمثيل لديكي بجانب الدراسة التي تثقل تلك الموهبة لأن بدون الموهبة لن تستطيعي النجاح".

والدراسة وفق عبد الرازق، تأتي من خلال التوجه الى أماكن تعلمك التمثيل مثل مركز الإبداع الفني وبجانب التعليم العملي هناك بعض الكتب التي ستفيدك أيضًا تستطيعي التعرف عليها من هنا  وعندما تجدي نفسك قد تأهلتي تستطيعي الذهاب الى أي مكتب كاستينج لتشتركي في أي عمل فني. 

رغدة جلال الدين

رغدة جلال الدين

صحفية مصرية تكتب في المجال الفني، إلى جانب كونها ممثلة ومغنية بفرقة «بهججة»