رفض وقبول ثم رفض.. رصد لآراء مشاهير الإعلام في الثورة منذ انطلاقها
عداوة قديمة بين ثوار الخامس والعشرين من يناير والإعلام المصري، ربما ترجع هذه العداوة لزمن بعيد قبل الثورة نفسها، بسبب انحياز الإعلام الدائم للنظام.
أحداث الثورة نالت الكثير من الهجوم وقتها باعتبارها «مؤامرة خارجية كبرى». اللافت أن الإعلاميين الذين هاجموا الحراك عادوا وأيدوه بعد تنحي الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، ثم هاجموه مرة أخرى بعد 30 يوينو. بين الرفض والقبول ثم الرفض. والدوران في فلك المصلحة ربما، يستعرض «شبابيك» التحولات الكبرى من النقيض للنقيض في صفوف مشاهير الإعلام في مصر.
خيري رمضان
قبل انطلاقها من ميدان التحرير كان لمظاهرات 25 يناير نصيبها من الهجوم على يد الإعلامي خيري رمضان، في برنامجه وقتها «مصر النهارده».
كان اختيار يوم 25 يناير بالتحديد في رأي «رمضان» هو للوقيعة بين الشعب والشرطة، وتحويل ذكرى موقعة الإسماعيلية التي واجهت فيها الشرطة الإنجليز؛ إلى ساحة يندس فيها المتآمرون ليحدث إصابات ودماء.
ثم كان لـ«رمضان» رأي آخر بعد اندلاع المظاهرات في جميع أنحاء مصر، ووصفها بأنها كانت «نقية وتحمل مطالب مشروعة»، ولكن اندس خلالهم المتآمرون أصحاب الأجندات الخاصة.
وبعد تنحي الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، وصف «رمضان» في برنامج «التحرير» على قناة «CBC» خالد سعيد بأنه كان تميمة ثورة 25 يناير.
لكن لـ«خيري رمضان» نفسه موقفا مختلفا تماما من خالد سعيد قبل ذلك، فقد وصفه بأنه «مسجل» و«هربان من الجيش».
وفي فيديو منشور على موقع «يوتيوب» بتاريخ 10 يناير 2017، وفي برنامج «مانيفستو» المقدم من راديو «90:90» قال «رمضان» أن ثورة 25 يناير تسببت في خراب كبير، وأنها لم تغير أي شيء إلى الأفضل.
عمرو أديب
«كان عهده يتسم بحرية الرأي والتعبير» بهذه الكلمات اختار الإعلامي عمرو أديب، أن يدافع عن الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك.. أكد «أديب» أيضا أنه لم يُسجن أي صحفي خلال فترة حكمه.
لكن الشيء الذي كان «أديب» يمتدحه للرئيس الأسبق عاد وانتقده بشده بعد التنحي في 11 فبراير2011، حيث قال إن عصر «مبارك» كان يتسم بتكميم الأفواه، وكانت تصدر أوامر رئاسية بعدم تعيين صحفيين بأعينهم لمعارضتهم للنظام.
لم يختلف موقف عمرو أديب من ثورة 25 يناير عن موقفه من شخص «مبارك» نفسه.
هاجم «أديب» ما يحدث من مظاهرات في ميدان التحرير، وقال إن المصريين يقتلون بعضهم البعض في هذه المظاهرات، وأن بها «عناصر مندسة».
وبعد أكثر من خمسة أعوام على الثورة وفي أبريل 2016، عاد «أديب» ليهاجم ثورة 25 يناير، وذلك قبيل الدعوة لمظاهرات 25 أبريل احتجاجا على اتفاقية ترسيم الحدود بين مصر والسعودية والتنازل عن جزيرتي «تيران وصنافير».
قال إن قوى يناير تعود في هذه المظاهرات لتنتقم مما فُعل بها في السنوات السابقة.
لميس الحديدي
في تغطيتها لأحداث يناير 2011، أجرت الإعلامية لميس الحديدي، مداخلات تليفونية مع «شهود عيان» من ميدان التحرير في يوم الخامس والعشرين من يناير؛ قالوا إن المظاهرات لا تتعدى مجموعات صغيرة من القوى المعارضة، وقالوا أيضا إنها «مليئة بالعناصر المندسة».
رؤساء لصحف قومية استضافتهم «الحديدي» أيضا ليصفوا المظاهرات بأنها نوع من الفوضى.
أحدهم قال إن متظاهري التحرير تأتيهم كميات كبيرة من الطعام والشراب، كنوع من الدعم الأجنبي، فضلا عن وجود عناصر خارجية.
وقبيل تنحي الرئيس الأسبق وبالتحديد في الأحداث التي عرفت إعلاميا بـ«موقعة الجمل» استمرت في تحذيريها للمواطنين والمتظاهرين على السواء من العناصر الأجنبية المندسة، الذين يتحدثون بـ«لغات أجنبية».
الدفاع عن شخص الرئيس الأسبق «مبارك» كان دور من أدوار «الحديدي» التي أيدت بقاءه في الرئاسة حتى انتهاء فترته بعد بيانه الشهير.
لكن بمجرد تنحي الرئيس الأسبق أعلنت أنها في صف شهداء يناير.
وفي عهد الرئيس السابق محمد مرسي عرضت خلال برنامجها «هنا العاصمة» على قناة «سي بي سي» تسريبات من جريدة المصري اليوم لقيادات إخوانية تفيد بتخطيطهم للاستعانة بعناصر فلسطينية بين يومي 21 و22 يناير للاستعانة بهم في اقتحام السجون.
وبعد 6 أعوام من الثورة كانت مذيعة «سي بي سي» من الإعلاميين الذين دافعوا عن اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين مصر والسعودية، الخاصة بـ«تيران وصنافير».
واستعرضت عدة وثائق من وزارة الخارجية المصرية تثبت سعودية الجزيرتين، بحسب وصفها.
هذه الروايات تحكي لك قصة ثورة 25 يناير
أحمد موسى
لا يخفي تأييده للنظام قبل الثورة، فالإعلامي أحمد موسى، كان من المعارضين للجمعية الوطنية للتغيير في 2010 بقيادة محمد البرادعي، أحد أبرز الشخصيات المحرضة على الثورة.
«شيء غير قانوني» كلمة كانت كافية لـ«موسى» ليعلن خلال برنامج «القاهرة والناس» مع «عمرو أديب» أن التغيير يتم فقط من خلال صندوق الانتخابات.
لكن هذا الإعلامي نفسه، كتب مقالا بعد تنحي «مبارك» بخمسة أيام فقط وبالتحديد في 16 فبراير 2011، بجريدة الأهرام الرقمية يشيد فيه بثورة يناير، وصف فيه الثورة بـ«أعظم ثورة بشرية».
كما وصف موسى شباب الثورة الذين هاجمهم من قبل بـ«الشباب الواعي المتحمس للتغيير ولم تكن خلفيتهم أجندات خارجية أو مصالح خاصة، كانوا يبحثون عن العدالة والتغيير والإصلاح».
موقف «موسى» تغير على النقيض تماما بعد 30 يونيو؛ أصبح من أبرز المهاجمين للثورة، ومن ضمن ما قاله إنها كانت «مؤامرة أمريكية»، وإن شباب الثورة تدربوا في أمريكا على كيفية التهرب من مراقبة الأمن على الإنترنت والهواتف؛ وأكد أن معه تسجيلات تليفونية تثبت ذلك.
وبجانب أمريكا، كانت قطر في رأي «موسى» تقف هذ الأخرى وراء ثورة 25 يناير بالدعم والتمويل والحملات الإعلامية.
تامر أمين
«وصلتني رسالة عشوائية، فيما يبدو أنها من أفغانستان، تخبرني بالأماكن التي يتحرك فيها كمواطن يريد المشاركة في ثورة يناير».. بهذه العبارة حذّر «تامر أمين» المصريين من ثورة 25 يناير.
لكن الإعلامي السابق ببرنامج «مصر النهارده» عاد ليؤكد أن المظاهرات كانت «مظاهرات نقية ولها أهداف مشروعة. اندس الإخوان خلالها لإحداث فوضى ووقيعة بين الشرطة والشعب».. هكذا كان يحذر.
كالعادة تختلف الآراء كثيرا بعد أحداث 30 يونيو. «احنا عملنا ثورة غلط».. بهذه الكلمة بدأ «أمين» يعدد أخطاء ثورة يناير، من حرق لأقسام الشرطة، وما تلاها من إغلاق للمصانع هو سبب الأزمة الاقتصادية التي تعانيها البلاد اليوم.
السخرية من الثوار.. شيء لازم «أمين» في برنامجه «الحياة اليوم» في الذكرى الخامسة لثورة يناير. ألصق الثورة مرة أخرى بجماعة الإخوان المسلمين وبالتخريب، وقالها صراحة «البلد لا تبنى بالاحتجاجات».