معرفة وفوائد أخرى لا تقدمها إلا القراءة
في ظل عصر المعلومات الذي نعيشه أصبحت مصادر المعرفة تتنوع بين قنوات تليفزيونية، وإنترنت، وأفلام وثائقية وصحف، الأمر الذي يثير تساؤل مُلح، وهو: هل هذه المصادر أو غيرها تغني عن قراءة الكتب؟ «شبابيك» يُجيب عن هذا التساؤل في هذا التقرير.
الصحف والإنترنت
يقول الناقد الأدبي أحمد الصغير إنه رغم تعدد مصادر المعرفة إلا أنها لا تغني عن قراءة الكتب، التي تبقى المصدر الأساسي لاكتساب المعلومات الموثوقة والصادقة، مشيرا إلى أن الصحافة بشكل عام تقدم معلومات خفيفة وسطحية في الغالب، لذلك لا يمكن الاعتماد عليها باعتبارها مصدر للقراءة المتعمقة واستسقاء المعلومات اللازمة لاكتساب المعرفة والثقافة.
ويرى «الصغير» أن مواقع الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي لا تصنع مثقفا، ولا يمكن أن تسهم في تشكيل وعي حقيقي للشخص، لأن معظمها يقدم معلومات سطحية أيضا، ولا بد من اللجوء إلى المراجع والمصادر الأصلية للتأكد من صحة ما ورد فيها، ما يعني في النهاية ضرورة الرجوع إلى الكتب، وبالتالي تبقى قراءة الكتب مصدر أساسي للمعرفة لا غنى عنه.
الكاتب الساخر إيهاب معوض قال إن قنوات اليوتيوب المتخصصة تمثل خدمة للثقافة والعلم، إلا أن فكرتها تشبه إلى حد كبير فكرة المحاضرة الجامعية، لذلك فإن الاستفادة منها تتوقف على أسلوب المحاضر ومدى قدرته على إيصال المعلومة للمتلقين.
التليفزيون والأفلام الوثائقية
أما بالنسبة للتليفزيون كوسيلة من وسائل المعرفة يمكن أن تكون بديلا عن القراءة، فيرى «معوض» أنه لا يوجد برامج تليفزيونية هادفة تسهم في تثقيف وتوعية المشاهد، مؤكدا أن البرامج المتخصصة التي تقدم معلومات قيمة قليلة للغاية، نظرا لإرتفاع تكاليف إنتاجها وقلة جمهورها، وبالتالي لا يوجد سوى البرامج الحوارية والترفيهية، ومن ثم يبقى الكتاب هو أساس المعرفة والثقافة.
وتلعب الأفلام الوثائقية دورا في تشكيل وعي القارئ، إلا أنه يكون مكملا للدور الذي تلعبه القراءة، هذا وفقا لما أوضحه أحمد الصغير، مبررا ذلك بأنها تكون محكومة بوقت معين، كما أنها تخضع لعمليات الحذف والإضافة والمونتاج، على عكس الكتب التي تقدم تفاصيل أكثر وتضيف لمعلومات ومعارف القارئ.
الأفلام السينمائية لا تحفز الخيال
تحولت الكثير من الروايات إلى أفلام سينمائية ورغم ذلك لا تغني هذه الأفلام عن قراءة الرواية، ويرجع الناقد الأدبي أحمد الصغير سبب ذلك إلى أنه «في الغالب يحذف الكثير من الأحداث والشخصيات في هذه الأفلام».. أي أنها لا تنقل كل تفاصيل الرواية.
وأضاف: «الأفلام السينمائية مثلها مثل الأفلام الوثائقية من ناحية الوقت، فهى مقيدة بوقت محدد، لا يتعدى ساعتين في الغالب، ولذلك يتم التركيز على جانب معين على حساب آخر، فمثلا رواية القاهرة الجديدة لنجيب محفوظ، قد تحولت إلى فيلم القاهرة 30، الذي يركز على الجانب السياسي بشكل أكبر على عكس الرواية التي ركزت على الجانب الاجتماعي واحتوت على تفاصيل لم يتضمنها الفيلم».
وتابع «الصغير» حديثه: «قراءة الرواية تحفز القارئ على التخيل على عكس الأفلام السينمائية، كما أنها تمكنه من امتلاك معجم يسهم في زيادة حصيلته اللغوية وتحسين كتابته، لكن الأفلام، والصحف أيضا، لا تمكن الفرد من تكوين الثروة اللغوية التي تتيحها له قراءة الروايات والكتب».
تامر أبو عرب يرشح لك هذه الكتب.. أفضل ما قرأت
فوائد الكتب الصحية
استشاري الطب النفسي دكتور جمال فرويز يقول إنه كلما قرأ الفرد أكثر ساعد ذلك على تحفيز عدد أكبر من مراكز المخ للعمل، ما يسهم في زيادة نسبة الدم فيه، الأمر الذي يؤدي بدوره إلى زيادة نسبة الأندروفين ويقلل من نسبة الأدرينالين، ومن ثم يقل الشعور بالقلق والتوتر، وبالتالي تقل إحتمالية الإصابة بالأمراض النفسجسمية كالسكر والضغط.
«فرويز» يرى أن الفوائد الصحية التي تحققها القراءة ترتبط بشكل أساسي بالكتب المطبوعة، مشيرا إلى أن مشاهدة التليفزيون والجلوس أمام الكمبيوتر، يضران بالعين ويسببان نوعا من التوتر على عكس الكتب الورقية التي تقلل منه.
وتوصلت دراسة استرالية حديثة أجراها باحثون من جامعة «ديكن» إلى أن الجلوس أمام التليفزيون لساعات طويلة يمكن أن يسبب نوبات قلق وتوتر وعصبية.
«ببلومانيا».. كيف يقودك حب الكتب إلى الجنون؟