بين المهاترات واستفتاء الطلاب.. كيف يرى قيادات جامعة الأزهر دعوات الاختلاط؟
استنادا لقانون تنظيم الأزهر الصادر في ستينيات القرن الماضي، يعتمد الأزهر على أسلوب الفصل بين البنين والبنات في مراحل التعليم الأساسي والجامعي.
بعض الطلاب يرون أن الوقت قد حان لتعديل القانون والسماح بالاختلاط داخل الجامعة، بدعوى أنهم يواجهون صعوبات في التعامل مع زملاءهم في سوق العمل.
ينقل «شبابيك» في هذا التقرير آراء بعض عمداء وأساتذة الكليات في مسألة الاختلاط، والتي اختلفت بين مؤيد ومعارض ومتحفظ على هذا الموضوع.
مؤيد
عميد كلية اللغات والترجمة، سعيد مطاوع، يؤيد الاختلاط في مرحلة الدراسات العليا بكل كليات الجامعة، معتبرًا الطالب في هذه المرحلة يكون نضج بشكل كبير، واختار جامعة الأزهر لهذا السبب وهو عدم الاختلاط، ولكن إذا استطلعت الجامعة آراء طلاب الكليات العملية والثقافية ووجدت رغبة منهم في الاختلاط فلا مانع من ذلك.
ضرب خصوصية الأزهر
المتحدث الإعلامي لجامعة الأزهر، الدكتور أحمد زارع، يرى هذه الدعوات هدفها «ضرب خصوصية الأزهر»، مشيرا إلى وجود جامعات عربية تخصص يوم دراسي للطلاب وآخر للطالبات.
«روحوا الجامعات التانية وانتوا تحسوا بقيمة اللي انتوا فيه».. كان هذا رد «زارع» على أصحاب دعوات الاختلاط من الطلاب، موضحًا أن الأزهر في نعمة من «المرض -الاختلاط- الذي ابتليت به الجامعات الأخرى»، في ظل ازدياد حالات الزواج العرفي وغيرها.
أما عن الاختلاط في دروس العلم بالجامع الأزهر.. قال: «الجامع يختلف عن الجامعة من حيث أنه مكان مقدس للعبادة، كما أن الاختلاط في الجامع ليس يوميا على عكس الجامعة».
في 3 سنوات.. 1181 طالب محتجز من الجامعات المصرية (تقرير حقوقي)
القانون السبب
ويرفض القائم بعمل رئيس جامعة الأزهر السابق، إبراهيم الهدهد، الاختلاط لأن قانون الأزهر ينص على الفصل بين الطلاب وطالبات بالكليات.
ويتحدث الهدهد عن عدم الاختلاط قائلًا: «ما الذي يعيق دراسة الطلاب مع الطالبات في المرحلة الثانوية في التعليم العام؟ هل تعد هذه إعاقة أم وقاية.. ويُسأل عن هذا الأمر علماء التربية المتخصصين الذين قالوا بالفصل بين الطلاب والطالبات في المرحلة الثانوية».
تقليد الغرب
«مش عايزين نقلد الغرب في كل حاجة».. بهذه الكلمات رد رئيس قسم الصحافة بكلية الدراسات الإسلامية، الدكتور محمد وهدان، على أصحاب دعوات الاختلاط، معتبرا أن الفصل بين الطلاب في مصلحتهم، كما أنه يساعدهم على التفوق الدراسي.
ويرى أن الاختلاط في الجامع الأزهر مقتصر على «الناس الكبار» على حد قوله، معتبرًا أن طلاب الجامعة مازالوا مراهقين.
برنامج جامعة
وكيل كلية الطب، الدكتور مجدي الدهشان، أكد على حق طلاب الجامعة في المناداة بالاختلاط لأن التعبير عن آرائهم حق لا يمنعه القانون أو الدستور، ومع ذلك لا يجوز للطالب فرض رأي أو أسلوب تطوير على الجامعة.
ونفى «الدهشان» وجود تأثير نفسي يسببه عدم الاختلاط للطلاب وخلق عقد نفسية لديهم.
واستشهد الدهشان بطلاب الكليات العسكرية وكليات الراهبات متسائلا: «هل معنى أن هؤلاء معقدين؟»، مشيرا إلى أن الحكم يرجع بداية إلى أهل الشرع من علماء الأزهر، فإن أجازوا ذلك.. فيمكن النظر في المسألة.
مهاترات
بينما وصف عميد كلية أصول الدين، عبدالفتاح العواري، الحديث في هذه المسألة بالمهاترات مرجعا الحكم لإدارة الأزهر قائلًا: «لا أخوض في مثل هذه المهاترات».
مراهقة متأخرة وقصور في التربية
«قطعا.. هذا الأمر مرفوض».. علقت عميدة كلية الدراسات الإنسانية فرع تفهنا الأشراف، نهلة متولي، على مسألة الاختلاط قائلة: «احنا اتربينا على كدة واتعاملنا مفيش مشكلة»، وأرجعت هذه الدعوات إلى قصور في تربية الأسرة لمن ينادي بالاختلاط.
بنين وبنات بالأزهر عايزين الاختلاط: بقينا معقدين نفسيا
فساد اجتماعي
رئيس قسم أصول التربية بكلية التربية، رضا سميح، يُرجع سبب فصل الطلاب عن الطالبات إلى غياب الجانب الإرشادي، وأن الاختلاط سبب فساد اجتماعي في الجامعات الأخرى.
وأشار «سميح» إلى أن الجامعة لها طابعها المميز عن الجامعات الأخرى وشأنها الحفاظ على التراث، وطالب قسم الصحة النفسية بكلية الدراسات الإنسانية إجراء دراسة ميدانية على الطلاب، لمعرفة ما إذا كان الفصل بين الطلاب له أثر سلبي أم لا.