إن تغلّبت على هذه الأمور الثلاثة فلن تؤجل عمل اليوم إلى الغد

إن تغلّبت على هذه الأمور الثلاثة فلن تؤجل عمل اليوم إلى الغد

«هذا عمل تم تكليفك به وتركته لبعض الوقت رغم أن موعد التسليم اقترب، وتلك مهمة أخرى كان عليك تسليمها اليوم لكن إحباطك منعك من العمل عليه، وهذه مادة عليك مذاكرتها لكنك غير متحمس»، ماذا يحدث؟ لماذا لا تريد دائما إنجاز ما لديك من مهام؟

تقول هايدي جرانت أستاذة الطب النفسي والحاصلة على دكتوراة في علوم التخطيط بكلية إدارة الأعمال بكولومبيا، إن مشاعر الإحباط والضغط والقلق والخوف من الفشل تسيطر عليك. لكن إن فكرت بتلك الطريقة فإنصافا عليك أن تفكر أيضا في شعور السعادة والرضا في حال الانتهاء مما تريد إنجازه.

الخبر الجيد هو أنك تستطيع التغلب على هذا بسهولة، فقط إذا اتبعت الاستراتيجيات المناسبة وهو ما نحن بصدد إعدادك له.

اضطراب الشخصية البينية.. صدمات نفسية تدفع للانتحار

حددت هايدي جرانت لمجلة «هارافارد بيزنس ريفيو» التابعة لكلية هارفارد للأعمال، ثلاثة أسباب تدفع الناس للتسويف الدائم:

السبب الأول: لأنك تخشى عدم إكمال المهمة على الوجه الأمثل.

استراتيجية التغلب على سبب التسويف الأول: اتباع التركيز الوقائي «prevention focus». وهناك دائما طريقتان للنظر في أي مهمة، الأولى أنك ترى الإنجاز أفضل من التأجيل وبالتالي سيعجب مديرك بآدائك، أو أنك اذا استطعت العمل بانتظام ستبدوا مذهلا.

ويطلق علماء النفس على هذا الآداء التركيز المعتمد على المكاسب، ويوضح الباحثون أنه إذا كان لديك إحدى النظرتين فإن دافعك هو تحقيق المكاسب، لكن الخوف من الفشل عقبة أخرى أمامك، حيث يزيد من معدل القلق والشك وهو ما يثبط من الحافز الذي اتخذته لنفسك.

لكن تخلى عن الخوف والقلق الدئم من الفشل، باتباع التركيز الوقائي، فبدلا من التفكير في الشكل الذي ستبدو عليه المهمة في نهاية المطاف، أو الخوف والقلق من الفشل، فكر في أن البدء بالتنفيذ الفوري، سيأتي بنتيجة حتى لو لم تكن متأكدا من هذا، وأوضحت الأبحاث أنه عندما تتجنب التركيز على الخسارة أو الفشل وتتخذ خطوة عاجلة في التنفيذ فهي طريقك الأسرع لعدم تملك القلق منك. فالقلق والخوف لن يدفعانك لتنفيذ شيء على الإطلاق.

الشخصية شبه الفصامية.. موهوم ومريب وخياله واسع بس يتعالج 

السبب الثاني: التسويف لأنك تشعر أنك لا تريد القيام بذلك.

استراتيجية التغلب على سبب التسويف الثاني: تجاهل مشاعرك فهي عقبة في طريقك.

في كتابه «السعادة لمن لا يستطيعون التفكير بإيجابية»، يقول الكاتب والصحفي البريطاني أوليفر بيركمان إنه قد تنتاب البعض الرغبة في عدم مفارقة السرير في الصباح الباكر أو ممارسة الرياضة بشكل منتظم، وما يعنيه «بيركمان» أنه إذا تركت نفسك لمشاعرك ورغباتك فلن تقوم بشئ، فلا يصح أن تنتظر حتى تأتيك الرغبة في القيام بأمر ما، فقط قم بالأمر وتجاهل رغبتك في الانتظار أو التسويف لأن تلك الرغبة التي تنتظرها لن تأتي.

ويحدث في مسيرتك أن تحتاج إلى الشعور بحاجتك لتنفيذ أمر ما أنت مكلف به، تلك الفكرة التي تعود الناس عليها، لكن ماذا عن «أنت ملزم بهذا ويجب إنجازه»، هذا ما أنت بحاجة إليه وهو أن تكون ملزما تجاه أن تكون أكثر صحة بممارسة التمارين أو أن تبدأ يومك باكرا أو أن تنتهي من مشروعك، لا أن تكون بحاجة إلى انتظار رغبتك.

في الواقع وكما يشير «بيركمان» فإن العديد من الفنانين الأكثر فنا والكتاب المبدعين أصبحوا ما هم عليه نتيجة اعتمادهم على نظام عدد ساعات عمل محددة في اليوم والالتزام بها، وعلى الرغم من صعوبة الأمر في بعض الأحيان لتغير المزاج أوالرغبة في عدم الإكمال، إلا أنهم ألزموا أنفسهم بالاستمرار ومواجهة هذا الشعور. وهو ما يتفق مع مقولة الرسام والمصور الأمريكي تشاك كلوز «انتظار الإلهام للهواة أما الظهور والنجاح فهو لمن يعملون».

الشخصية الانهزامية.. بيحب الشتيمة وعاوز حد يهزأه

السبب الثالث: التأجيل لأن ما تود القيام به صعب أو ممل أو غير سار.

استراتيجية التغلب على سبب التسويف: استخدم التخطيط إذا

في كثير من الأحيان ننساق وراء مبررات نخلقها ونقنع أنفسنا بها من عينة «حسنا سأنفذه المرة القادمة أو سأبدأ على هذا المشروع قريبا» لكن بطبيعة الحال إذا كان لدينا قوة الإرادة لتنفيذ المهمة فإننا لم نكن سنأجلها من البداية.

وأظهرت دراسات أن القادرين على ضبط أنفسهم ومراقبة آدائهم أكثر قدرة على النجاح من غيرهم، فاصنع لنفسك معروفا واحتضن حقيقة أن إرادتك محدودة وحدد الأصلح لها واشرع في تنفيذه، وهو ما يطلقون عليه «وضع خطة».

وضع الخطة سيساعدك على فهم الخطوات بوضوح وما عليك سوى الالتزام بالتنفيذ، وبعد تحديد خطتك ووضع خطواتها وجدولتها زمنيا، ابدأ بالتنفيذ مع الموعد المحدد ولا تدفع نفسك لتسأل هل بإمكاننا تأجيلها لوقت آخر؟ وإذا التزمت بالتنفيذ فقد أوضحت أكثر من 200 دراسة أن التخطيط الجيد والالتزام بالخطة يزيد من معدل تحقيق الأهداف بنسبة 300%.

الاستراتيجيات الثلاث لا تهدف إلى اخبارك باتباع شغفك أو أن تكون إيجابيا، لكنها توضح كيف ستكون الأمور إذا اتبعتها.

محمد ربيع

محمد ربيع

صحفي مصري مهتم بالأوضاع الاجتماعية والإنسانية