مينفعش.. أوعي تقولي لخطيبك الكلام ده
أباحت له بكل أسرارها وتحدثت معه في أمور كان لا يجب التطرق لها، فلم تضع في حسبانها أن كل ذلك سيجلب لها المشاكل، وتوتر علاقتها مع خطيبها أو زوجها المستقبلي.
إذا ما هي حدود التعامل فترة الخطوبة؟ وهل من الضروري أن تضعي حدودا للحديث بينكِ وبين خطيبك حتى لا تلومي نفسك فيما بعد؟ وما الأمور التي يجب عليكِ ألا تتحدثي فيها مطلقا؟ هذا ما يوضحه «شبابيك» من خلال الاستعانة بخبراء العلاقات الأسرية والطب النفسي.
المشاكل الأسرية
تقول وسام محمد (اسم مستعار)، وقعت في الخطأ الذي يحذر منه خبراء العلاقات الأسرية والطب النفسي، وهو إفشاء الأسرار الشخصية للخاطب.
تحكي «وسام» أنها: «قبل ما اتجوز اتخطبت مرتين.. المرة التانية مكنتش خطوبة رسمي، كنت بحكيله على مشاكلي مع خطيبي الأول بكل التفاصيل زي أنه كان بيشرب حشيش وكنت مستحملاه، ده غير مشاكلي مع أهلى اللي كنت بحكيها بالتفصيل برضو، وفجأة لقيته بعدها قرر الانفصال من غير ما يقول السبب أيه.
فشل العلاقة العاطفية الثانية لـ«وسام» جعلها تنتبه لهذا الخطأ، فقررت ألا تعيده مرة أخرى، وعبرت عن ذلك قائلة: «لما تخطبت لجوزي بقى قررت محكيش لا على الأول ولا التاني واكتفيت لما يسأل عن سبب فسخ الخطوبة اقوله: اكتشفت إن الأول كان بيشرب حشيش وطبعا محكتش على المرة التانية لأنها مكنتش رسمي».
خبيرة العلاقات الأسرية، الدكتورة شيماء إسماعيل، تحذر من البوح لخطيبك بأي مشكلة داخل أسرتك أو عائلتك سواء كنتِ طرفا فيها أم لا، لأنه يخزن كل هذه المشاكل ليسترجعها في الوقت الذي يراه مناسبا، لمعايرتك بها، الأمر الذي يتسبب في توتر العلاقة بينكما وربما الانفصال.
ويتفق معها أخصائي الأمراض النفسية، الدكتور حاتم صبري، ويؤكد ضرورة عدم التحدث مع خطيبك عن أي مشاكل داخل أسرتك، لأنها أسرار شخصية عليكِ الحفاظ عليها كما أن حكيها يترك انطباعا سيئا، فتكرار حكي الخلافات والمشاكل في حياتك الأسرية يمكن أن يثير لديه حالة من القلق والخوف من حياتكما في المستقبل، مضيفا: «لكن في حالة واحدة فقط عليكِ إخبار خطيبك بهذه المشاكل، وهي أن يكون هو طرفا فيها ويمكن أن تؤثر سلبا على سير وتطور علاقتكما».
ولا يختلف الأمر بالنسبة لعلاقتك مع أصدقائك، ويؤكد الخبيران ضرورة عدم البوح بما يدور بينكِ وبينهم من خلافات، لأن حكيها يعتبر تعدِِ على خصوصيتهم. وضعي في اعتبارك أيضا أنه إذا حدث خلاف بينكِ وبين إحدى صديقاتك لأي سبب ما، غالبا ما تتم المصالحة بعد فترة قصيرة أو طويلة، إلا أن حكي هذا الخلاف لخطيبك يمكن أن يمنع تصالحكما، لأنه في الغالب سيطلب منكِ أن تقطعي صلتك بها نهائيا، وإذا قابلتِ هذا الطلب بالرفض فستنشب الخلافات بينكما، هذا ما تقوله خبيرة العلاقات الأسرية، الدكتورة شيماء إسماعيل، وتنصح بألا تعطي الفرصة لخطيبك بالتدخل في حياتك وأمورك الشخصية.
استشاري الصحة النفسية، الدكتور محمد هاني، يتفق مع دكتورة شيماء، ويرى أن العلاقة العاطفية لا تحتمل دخول أي مشاكل خارجية، لذلك على الفتاة ألا تحكي لخطيبها أي مشاكل داخل أسرتها، خاصة أنه من الممكن أن تُستخدم كنقد لها فيما بعد.
ويضيف «هاني»: «إذا كان خطيبك في الأساس شخص متسلط فإنه سيستغل هذه الخلافات ويحاول فرض سيطرته عليكِ، فمثلا إذا أبلغتيه بوجود خلاف بينكِ وبين أحد إخوتك، وإذا تمت المصالحة بعدها يمكن أن يتشاجر معكِ ويطلب منكِ مقاطعته».
ويؤكد «هاني» أن حكي هذه المشاكل يؤدي إلى توتر علاقتكِ مع الشخص المرتبطة به في المستقبل، ويسبب ما يُسمى بالاضطرابات العاطفية، الأمر الذي يتسبب في خلق حاجز بينكما، لذلك من الأفضل أن تركزي في حديثك معه على حياتكما في المستقبل بدلا من الإنشغال بمشاكل الحاضر التي تجلب لكما المتاعب.
العلاقات السابقة
لا تجعلي الفضول يدفعكِ إلى التحدث مع خطيبك عن ما إذا كان ارتبط بفتاة أو أكثر قبلك، لأنه في الغالب لن يصارحك، وإن صارحكِ فهذه المصارحة تمدك بطاقة سلبية فقط، الأمر الذي يتسبب في توتر علاقتكما أيضا، هذا وفقا لما ذكره أخصائي الأمراض النفسية، الدكتور حاتم صبري، مضيفا أن ذلك يفتح مجالا له ليتدخل في حياتك الشخصية وأمور لا تخصه من الأساس.
وتحذر دكتورة الدكتورة شيماء إسماعيل من سؤال خطيبك عن ماضيه، مبررة ذلك بأنه يثير لديكِ مشاعر الغيرة والشك، التي تتسبب في نشوب خلافات ومشاجرات بينكما، كان من الأفضل تجنبها والابتعاد عنها بدلا من أن تجلبيها لحياتك بيديكي.
ملابس الجهاز
التحدث مع خطيبك فيما يحب أن ترتديه له بعد إتمام الخطبة والزواج له حدود لا يجب تجاوزها، لأن تخطي هذه الحدود يكون بداية للتجاوزات التي تحدث خلال فترة الخطوبة، ما يجلب لكِ مشاكل لا حصر لها، هذا وفقا لخبيرة العلاقات الأسرية. وترى «إسماعيل» أنه من الممكن أن تسأليه فقط عن الألوان التي يفضلها، حتى تراعي ذلك عند شراء احتياجاتك، حيث يشعره ذلك بالاستمتاع الروحي والنفسي لأنكِ تشاركيه التفاصيل السعيدة.
القيود والتحكمات
التعامل مع قيود وتحكمات خطيبك يتطلب معرفة الدافع وراءها، فإذا كان الخوف عليكِ هو الذي يدفعه إلى وضع هذه القيود ففي هذه الحالة عليكِ أن تحترمي ذلك وتحاولي الوصول إلى نقطة اتفاق بينكما، أما إذا كان دافعه التسلط وحب السيطرة ففي هذه الحالة يجب أن تعيدي تقييم علاقتكما وتسألي نفسك ما إذا كان بإمكانك تقبل قيوده وتحكماته والتأقلم مع شخصيته أم لا، هذا وفقا لما أوضحه خبير العلاقات الأسرية واستشاري الصحة النفسية دكتور محمد هاني.
الخوف يمكن أن يدفع خطيبك أن يطلب منكِ ألا تعودي للمنزل في وقت متأخر من الليل أو أن تستقلي سيارة بمفردك مثلا، أما التسلط يجعل حديثه لكِ بمثابة تحقيق يستجوبكِ فيه، كأن يسألك مع من تحدثتي؟ وأين ذهبتي؟ وماذا قولتِ؟ ليُبدي اعتراضه على بعض التصرفات دون مبرر واضح ومفهوم، وفي هذه الحالة تنصح خبيرة العلاقات الأسرية بضرورة إقامة حوار بينكما تصاريحينه فيه بما تخشين منه، وإذا تأكدتِ من أنه شخص متسلط فعليكِ أن تعيدي التفكير مرة أخرى في علاقتكما وما إذا كان بإمكانك تقبل هذه الشخصية والتعامل معها أم لا.