حين امتزجت آلام المسيح وأفراح الأقباط بالدماء.. ماذا تعرف عن المحفل الذي تحول لمأتم؟
لم يكن يومًا عاديا بالنسبة لأي أسرة مسيحية، فمنذ ليلة أمس السبت والجميع يستعد للاحتفال العظيم. الأطفال والفتيات يجهزون ملابسهم وزينتهم، والآباء يشترون زينة هذا اليوم من سعف النخيل، استعدادا للاحتفال بعيد «أحد السعف» وبداية أسبوع الآلام، الذين يخلدون فيه ذكرى قيامة المسيح.. غير أن هذا اليوم لم يكن يوما عاديا كأي عيد.
فعندما تخطت الساعة التاسعة من صباح الأحد 9 أبريل من العام 2017، كان المسيحيون الذين تجمعوا في كنيسة «مارجرجس» بطنطا، على موعد مع انفجار عبوة ناسفة بداخل الكنيسة، أسفرت عن عدد كبير من القتلى والمصابين.
وعلى مسافة غير بعيدة حيث محافظة الأسكندرية، وعندما تتخطى الساعة الواحدة ظهرا، يحدث تفجير ثاني بالكنيسة المرقسية، يثير حالة من الرعب والتوتر.. ما يمكن أن يحدث في الساعات القليلة المقبلة.
يتحول الاحتفال الكبير إلى مشهد اعتاده المسيحيون في كل عيد بالفترة الأخيرة.. قاعة الصلوات تتحول إلى حطام.. دماء تتناثر هنا وهناك.. وجثامين ملقاة وسط الحطام، كلها تقول للمسيحيين إن احتفالات هذا الأسبوع ستتحول لجرعة مضاعفة من الألم.
احتفال الحزن والفرح
فقبيل عيد القيامة بأيام، المقرر له الأحد المقبل يحتفل المسيحيون حول العالم بأسبوع من الحزن والألم، يُعرف بـ«أسبوع الآلام».
وفقا للديانة المسيحية، يعيش الأقباط في جو من الحزن والإكثار من الصلوات والترانيم والألحان الدينية التي تستدعي الأحداث التي سبقت صلب المسيح.
فاليوم الذي يوافق «أحد السعف» هو يوم الأحد الأخير في الصوم الكبير، الذي يسبق احتفالات عيد القيامة.. يقول موقع كنيسة الأنبا «تكلا هيمانوت» أنه في قديم الزمان وفي العصور المسيحية الأولى، كانت الكنائس تتشح بالسواد، في ذكرى الاضطهاد الذي تعرض له المسيح قبيل إلقاء الرومان القبض عليه وصلبه.
وهو أيضا أسبوع يتم تخصيصه للعبادة والصلوات، فهو من أكثر احتفالات الديانة المسيحية أهمية.. فيوم «أحد السعف» هو اليوم الذي دخل فيه المسيح القدس للمشاركة في احتفالات عيد الفصح اليهودي.
هذا ما سيحدث.. 14 رد فعل قادم عقب تفجير «مارجرس» و«المرقسية»
دخول المسيح القدس في ذلك التوقيت، كان يعني أن يلُقى القبض عليه من الرومان واليهود الذين لم يؤمنوا به والمتربصين به، لقتله. لكنه يدخل القدس في احتفال كبير، يحتشد حوله أتباعه الذين آمنوا به، واستقبلوه بسعف النخيل وأغصان الزيتون؛ وهو تقليد يهودي لاستقبال الملوك ورجال الدين.
الأهمية التي تحيط بـ«أحد السعف» لا ترجع إلى دخول المسيح للقدس كملك منتصر فقط؛ لكن هذا الحدث يعتبر تحقيقًا لنبوئة في العهد القديم حول ظهور المسيح، تقول: «اهتفي يا بنت أورشليم. هوذا ملكك يأتي إليك، هو عادل ومنصور، وديع وراكب على حمار وعلى جحش ابن أتان».. سفر زكريا «9:9».
في أسبوع الآلام ثلاثة أيام أخرى تعتبر الأكثر أهمية، هي يوم الخميس الذي تم فيه العشاء الأخير للمسيح مع تلاميذه، والجمعة العظيمة التي صلب فيها المسيح، ثم سبت النور الذي يسبق يوم الأحد وهو عيد القيامة.
يؤمن المسيحيون أن الألم هو سبيل الخلاص.. يؤمنون أنه بعد الآلام التي تعرض لها المسيح، انتصر للمؤمنين به بقيامته من بين الأموات.
أما يوم «أحد السعف» فيسمى أيضا بـ«أحد الشعانين» والتي تعني «الرب يخلص»، في إشارة إلى عقيدة الفداء التي تقوم عليها الديانة المسيحية.
وفي احتفالات أسبوع الآلام في الكنائس يمزج المسيحيون بين الحزن والألم ومظاهر الاحتفال باقتراب عيد القيامة وذكرى الخلاص العظيم.
3 مؤشرات أدت إلى تفجير كنيسة طنطا.. هل فطنت الأجهزة الأمنية لها؟
الاحتفال يمتزج بالدماء
وداخل أسوار الكنائس لم يكن التفجير الذي تعرضت له كنيسة «مارجرجس» بطنطا، هو التفجير الأول الذي تحولت فيه الأعياد المسيحية إلى ذكرى من الحزن؛ ففي يوم الأحد الموافق 11 ديسمبر 2016 وقبيل احتفالات عيد الميلاد، وقع تفجير الكنيسة البطرسية بالقاهرة، وهي إحدى الكنائس التابعة للكتدرائية المرقسية بالعباسية.
وكان التفجير الذي أحدث ضجة كبرى هو الذي وقع بكنيسة القديسين بالأسكندرية صباح يوم السبت الموافق 1 يناير 2011، قبيل احتفال عيد الميلاد أيضا، وقبيل ثورة الخامس والعشرين من يناير كذلك.