للأمهات.. الطريقة دي صح في التعامل مع مشاجرات أطفالك
أعصابك متوترة نتيجة للمشاجرات الدائمة بين أطفالك؟ ولا تدرين كيفية التعامل مع هذه المشاجرات؟ إذا عليك قراءة هذا التقرير من «شبابيك»، وفيه يوضح خبراء في الطب النفسي والتربية عددا من النصائح التي تساعدك على التعامل مع أطفالك بشكل صحيح في هذه الحالة.
هل هى أمر طبيعي؟
الاستشاري النفسي والاجتماعي للأسرة، إيمان دويدار، تقول إن المشاجرات بين الأطفال من سن سنتين إلى 5 سنوات أو حتى 10 سنوات، غالبا ما تكون ناتجة عن الرغبة في امتلاك شئ ما، وهو أمر طبيعي جدا طالما لم يُمارس سلوك عدواني في هذه المشاجرات، كأن يتعدى أحد أطفالك على أخيه بالضرب.
وهذا السلوك العدواني قد يرجع، وفقا لدكتورة إيمان دويدار، إلى الأسرة إذا كان أحد الوالدين يمارس العنف ضد الطفل ويتعدى عليه بالضرب، أو من البيئة المحيطة كالحضانة أو المدرسة.
وتتفق معها المرشد الأسري رانيا صابر، وتؤكد أن المشاجرات بين الأطفال أمر طبيعي إلا إذا وصلت إلى العنف والضرب، وذلك يكون نتيجة لمشاهدة الأطفال مشاهد العنف في الأفلام الكرتونية، أو الخلافات الأسرية، أو الضرب والتوبيخ الزائد للطفل وانتقاده بشكل مستمر.
وتضيف «صابر» أن تحميل الطفل الأكبر سنا مسئوليات لا تتناسب معه، لكونه الأخ الأكبر فقط، دون مراعاة أنه لا يزال صغيرا أيضا، يزيد من الضغط النفسي بداخله ويدفعه إلى محاولة فرض سيطرته على أخيه الأصغر في أي خلاف بينهما حتى إن كان ذلك بالضرب.
العقاب مهم.. طفلك هيتحمل المسئولية بالطريقة دي
نصائح
ولكي تتمكني من تجنب نشوب الخلافات والمشاجرات بين أطفالك من البداية أو على الأقل التقليل منها قدر الإمكان، تنصح دكتورة «دويدار» بما يلي:
-
تجنبي المقارنة
تجنبي المقارنة بين أطفالك نهائيا، وضعي في اعتبارك أن هناك فروقا فردية بينهم يجب مراعاتها، وبالتالي تكون المقارنة بلا جدوى بل إنها تتسبب في نشوب المشاجرات بين أطفالك، لأنها تخلق مشاعر الغيرة بداخلهم.
-
تجنبي التمييز
التمييز في المعاملة بين أطفالك، لأي سبب كان، يؤدي إلى توليد مشاعر الحقد والشعور بالنقص لدى الطفل الذي يلقى اهتماما أقل من أخيه، الأمر الذي يتسبب في نشوب مشاجرات بينهما أيضا، بل يدفع هذا الطفل إلى ممارسة سلوك عدواني ضد أخيه.
-
حرية الاختيار
امنحي أطفالك دوما حرية اختيار أغراضهم المختلفة سواء ملابس أو ألعاب أو غيرهما، لأن فرض شئ معين عليهم أو الاختيار بالنيابة عنهم، يدفعهم إلى التطلع لأغراض بعضهم، الأمر الذي يؤدي إلى النزاع أيضا.
-
الملكية الخاصة
احرصي على غرس مفهوم الملكية الخاصة لدى طفلك من عمر 3 سنوات، حتى يتمكن من التمييز بين ما له وما ليس له، وتقترح دكتورة «دويدار» تخصيص صندوق لكل طفل وكتابة اسمه عليه لوضع أغراضه فيه، حتى لا يتعدى على أغراض أخيه دون إذن، فتوعية أطفالك بذلك يساعد في تجنب الكثير من الخلافات التي يمكن أن تنشب نتيجة لعدم وعيهم بهذا المفهوم.
أما عن أفضل طريقة للتعامل في حالة نشوب هذه المشاجرات بالفعل، فقدمت «دويدار» مجموعة من النصائح الأخرى، هي:
-
المشاركة
لا تتدخلي لحل النزاع بين أطفالك إلا إذا وصل لمرحلة الخطر، كأن يحاول أحدهما ضرب الآخر أو إيذاءه، وفي هذه الحالة لا تلجأي إلى اتخاذ القرار بأخذ الشئ موضع الخلاف، لأن هذا يحرم الأطفال من التجربة والتعلم والترفيه، بل يكون من الأفضل مشاركتهم، فاشتركي معهم في اللعب مثلا، لتعليمهم مفهوم المشاركة بدلا من المنافسة والشجار.
-
اسمعي الأسباب
يمكنك حل الخلاف بين أطفالك بالاستماع إلى أسبابه منهم، حيث يحكي كل منهم ما حدث بالتفصيل، على أن يبدأ الطفل الأكبر بالتحدث حتى إن كان هو المخطئ، لتغرسي لدى طفلك الأصغر مفهوم احترام الكبير.
بعد ذلك وجهي لكل منهما سؤالين، هما: لماذا فعلت ذلك؟ وهل ما فعلته كان صوابا أم خطأ؟ حيث يساعد ذلك في تعويد الطفل على الاعتراف بأخطائه والدفاع عن نفسه لكسب قضيته إذا لم يكن مذنبا.
-
الاعتذار
بعد الاستماع إلى أطفالك، اطلبي من المخطئ أن يعتذر لأخيه، وأن يعدك بألا يكرر نفس التصرف مرة أخرى.
-
عاقبي المخطئ بهذه الطريقة
إذا كان الطفل المخطئ يبلغ من العمر 7 سنوات أو أكثر ففي هذه الحالة يجب معاقبته، لكن بعيدا عن الضرب أو الإهانة، فيمكن أن تكتفي بحرمانه بشكل جزئي من شئ محبب لديه بدرجة كبيرة. وأشارت «دويدار» إلى أنه يجب أن تضع الأم مع طفلها عقد اتفاق على جميع التصرفات الخاطئة التي يمارسها والعقاب المقرر على كل تصرف فيها في حالة تكراره مرة أخرى.
ومن جانبها قدمت دكتورة رانيا صابر، عددا من النصائح الأخرى:
-
«بلاش هو صغير»
غالبا ما تلجأ الأم إلى فض النزاع بين أطفالها بأن تطلب من الأخ الأكبر التنازل لأخيه الأصغر، لا لشئ إلا لكونه أصغر سنا، وتحذر دكتورة «صابر» من ذلك، قائلة إن قيامك بدور المدافع عن طفلك الأصغر طوال الوقت يؤدي إلى تنشأة شخص مدلل ومتواكل وبالتالي لن يكون قادرا على اتخاذ قرار.
الاستشاري النفسي والاجتماعي للأسرة، دكتورة إيمان دويدار، اتفقت مع «صابر» في ذلك، وحذرت الأم من محاولة إنهاء الخلاف بهذه الطريقة، لأنها تدفع الطفل الأكبر إلى تبرير أخطائه فيما بعد بحجة أنه أصغر سنا منكِ أو ممن أخطأ بحقه، وهذا التبرير يُكسبه صفات سيئة كالكذب، وأخذ أشياء ليست من حقه.
-
التدرج
حاولي حل النزاع بشكل تدريجي، أي اطلبي من أطفالك في البداية إنهاء الشجار والتصالح، وإذا لم يستجيبوا لكِ فحذريهم بأنك ستتدخلي لأخذ الشئ سبب الخلاف، وفي المرة الثالثة عليكِ التدخل بالفعل لأخذه إذا لم يستجيبوا لتحذيرك، أما إذا وصل الأمر بينهما إلى الضرب ففي هذه الحالة يجب فصلهم في غرفتين، كنوع من العقاب، هذا وفقا لما تقوله دكتورة رانيا صابر.
المرشد الأسري والتربوي تشير إلى أنه يجب أن يكون بين كل خطوة أو تحذير وآخر وقت كافي، نصف ساعة مثلا، وفي حالة اللجوء إلى معاقبتهم بفصلهم، يجب أن يكون ذلك لمدة تتناسب مع أعمارهما، فمثلا إذا كان الطفل الأصغر عمره سنتين والأكبر 4 سنوات، ففي هذه الحالة يجب ألا تزيد مدة العقاب عن دقيقتين ونصف أو ثلاث دقائق.
وبعد خروجهما من الغرفة اطلبي منهما أن يعتذرا لبعضهما ويتعانقا ويُقبل كل منهما الآخر، هذا ما تشدد عليه دكتورة رانيا صابر.
-
الثناء بدون مقارنة
ربما يقرر أحد الأطفال إنهاء المشاجرة مع أخيه بالتنازل له عما يريد من تلقاء نفسه ودون أن تطلبي ذلك، من المؤكد أن الطفل يحتاج إلى الثناء والتشجيع في هذه الحالة، لكن تنصح «صابر» بالثناء عليه فقط أي دون أن يتخلل كلامك كلمات توبيخ لطفلكِ الآخر أو التقليل منه أو المقارنة، لأن ذلك يولد مشاعر الغيرة بينهما، وهي من الأسباب الرئيسية التي تؤدي إلى نشوب المشاجرات من الأساس.
-
تجاهلي بعض المواقف
تجاهل المشاجرات التي تنشب بين أطفالك يكون مفيدا في أحيان كثيرة، وتري المرشد الأسري والتربوي أنه من الضروري تجاهل بعض المواقف حتى تعطي الفرصة لأطفالك لحل الخلاف الدائر بينهم بأنفسهم، لذلك عليكِ التظاهر بعدم ملاحظة المشكلة، لكن إذا اشتكى لكِ أحدهما فعليكِ التدخل في هذه الحالة لأنه يريد أن تكوني حاكما بينهما.