مهنية الصحافة في عيون أساتذة الإعلام.. أين تقف «صاحبة الجلالة»؟

مهنية الصحافة في عيون أساتذة الإعلام.. أين تقف «صاحبة الجلالة»؟

تحمل لقب «صاحبة الجلالة» لما تتمتع به من قوة نفوذها واعتبارها سلطة رابعة تنقل نبض الناس وتسلط الضوء على مواضع الإنجاز والتقصير في الدولة، وتقدم محتوى يساعد على التنمية والارتقاء بالذوق العام لدى الشعوب.

في الوقت الحالي.. ماذا عن مهنية الصحافة في مصر، وهل يتم تطوير العمل الصحفي بما يتناسب مع متطلبات العصر والتطور التكنولوجي الذي يشهده العالم، وكيف السبيل للحفاظ على لقب «صاحبة الجلالة».

الصحف المصرية والمهنية

اعتبر الأستاذ بقسم الصحافة جامعة بنها، الدكتور فتحي إبراهيم، أن الصحف في مصر تفتقد للكثير من المهنية بسبب تنوع واختلاف المصالح التي تلعب على توجها لم يعتاد عليها المجتمع.

وأشار إلى أن المهنية شيء نسبي يختلف باختلاف مناخ العمل في المؤسسة، موضحا أن الذي يساعد الصحفي على التزام المهنية هو الرضا الوظيفي الذي يجب توفيره للصحفيين، والتي تتلخص في رضا الصحفي عن المؤسسة وعن المقابل المادي وعن الوضع العام للمشتغلين بالمهنة.

وتعتمد بعض المؤسسات الصحفية على مانشيتات رئيسية تقوم على الإثارة أو مناقشة قضايا جدلية مرتبطة بالجنس أو الدين لجذب القراء وتوزيع أكبر عدد من إصداراتها.

ويفسر الدكتور فتحي إبراهيم هذه الظاهرة بأن هذه المؤسسات تلجأ لهذه الخطوة لزيادة معدل التوزيع وبسبب ارتفاع تكاليف الإنتاج، لافتا إلى أن هناك العديد من الصحف التي بدأت نسختها الورقية في الإندثار بسبب الأزمة الاقتصادية وارتفاع سعر الدولار.

ويضيف المدرب بعدد من كليات الإعلام، محمد عبدالله، أن هذه الظاهرة امتدت إلى المواقع الإلكترونية بسبب «الترافيك» واختلاف العناوين على صفحات التواصل عن العناوين الأصلية للقصة الخبرية، معتبرا أن هذه الظاهرة تعتبر تضليل للجمهور وفقدان للمهنية، مشددا على ضرورة الالتزام بالمواثيق الصحفية العالمية.

ويشير إلى أنه من مظاهر افتقاد المهنية هو التأييد المطلق أو المعارضة المطلقة لسياسات الحكومات، معتبرا أن دور الصجافة هو أن تكون ضمير المواطنين وإظهار جوانب الإنجاز لتكرارها وجوانب التقصير لعلاجها.

ويؤكد «إبراهيم» أن المهنية صفة يكتسبها الصحفي في بداية عمله بالمجال من خلال المحاكاة والتعلم من الأقدم، حتى يتمكن من الإبداع الابتكار بعد ذلك.

تطوير الصحافة

في مصر، تعاني الكثير من المؤسسات الصحفية بسبب التطور التكنولوجي، ومحاولة مواكبتها لعصر الهواتف الذكية وسرعة وصول المعلومة مباشرة وانتشار مواقع التواصل الاجتماعي.

ويري الدكتور فتحي إبراهيم أنه لا توجد أي تطورات في الكتابة أو المضمون إلا في أشكال بسيطة جدا، مرجعا السبب إلى ضعف الإمكانيات المادية والخبرات البشرية «الوضع الاقتصادي يقف أمام التطوير، وفيه مؤسسات مبتعرفش تدبر مرتبات العاملين بها إلا بصعوبة، فازاي هتطور نفسها وعندها المشاكل المادية دي».

ويعمل في المؤسسات عدد من الصحفيين غير الشباب الذين اعتادوا نمط الصحافة الورقية البعيدة عن التطور التكنولوجي، ويعتبروا أحد معوقات تطوير وضع الصحافة- بحسب محمد عبدالله.

ويشدد على ضرورة تنمية مهاراتهم وتدريبهم في مراكز الترديب التابعة للمؤسسات الصحفية القومية والتي لا تقوم بدورها على أكمل وجه، واستغلالها لتدريب شباب الصحفيين أيضا.

«الإمكانيات المادية للمؤسسة ووجود الكوادر التدريبية والاستعداد للتطوير».. يعتبر «عبدالله» أن هذه العناصر ضمن معوقات التطوير.

حرية الصحافة

تتأثر الصحافة المصرية بتأثر الوضع السياسي العام في البلاد، وقد شهدت الصحافة انفراجة كبيرة في حريتها إبان ثورة 25 يناير، لكن هذه الحريات تراجعت عقب أحداث 3 يوليو وعزل الرئيس الأسبق محمد مرسي.

ويؤكد الدكتور فتحي إبراهيم أن المناخ العام للحريات يؤثر على عمل الصحافة لكنه يشير إلى أن المؤسسات التي تريد النجاح تعمل تحت أي ظروف.

ويضيف هناك مؤسسات صنعت نجاحا كبيرا عام 2014 الذي شهد تضييق كبير على الصحافة، موضحا أنه من الممكن أن يكون الوضع الحالي بداية لطريق المعافاة.

ويرى محمد عبدالله أن الصحافة في صراع منذ عهد مبارك وأن مستوى حرية الصحافة في تدهور مستمر ظهر آثاره بما حدث مع نقابة الصحفيين واقتحامها، وإعلان حالة الطوارئ التي تمنح السلطة التنفيذية حق مصادرة الصحف.

روشتة العلاج

وقدم كل من الدكتور فتحي إبراهيم ومحمد عبدالله روشتة للارتقاء بالصحافة في مصر تتلخص في الآتي:

  • قوانين وقواعد لضبط عمليات النشر وتقويم بعض الانحرافات الصحفية.
  • توفير الحماية القانونية واتساع دائرة الحريات للصحفيين.
  • البدء من المنابع وتطوير المناهج الدراسية بما يناسب سوق العمل.
  • الاهتمام بخريج كليات وأقسام الإعلام والاعتماد على الجانب العملي.
  • الربط بين ما يدرس في المؤسسات الأكاديمية وما يتم تطبيقه في المؤسسات الصحفية لسد الفجوة بينهما.
  • الاستعانة بكوادر عملية في كليات وأقسام الإعلام بجانب الكوادر الأكاديمية.
  • التفكير خارج الصندوق والبعد عن النمطية في إنتاج المواد الصحفية.
  • ربط المحتوى الورقي بالإلكتروني.
  • وجود محفزات للقارئ تجعله يقبل على الجرائد الورقية، من خلال الوصول لمشاكل الناس في القرى والمدن ونقل صوتهم.
  • نشر مواد تساعد على بناء المجتمع وتنميته.
  • معالجة المواد الصحفية بشكل غير نمطي ومواكب للتطور التكنولوجي.
  • تدريب شباب الصحفيين والقدامى على وسائل الصحافة الرقمية بما يتناسب مع المرحلة.
  • الارتقاء بالمستوى المادي للصحفي وتعديل الكادر المالي.
  • تفعيل دور نقابة الصحفيين في الدفاع عن حقوق الصحفيين والمواطنين.

عبدالله الشافعي

عبدالله الشافعي

صحفي مصري متخصص في الملف الطلابي بموقع شبابيك، حاصل على كلية الإعلام ومتابع لأخبار الأقاليم، مقيم في محافظة الجيزة.