لو جالك عريس في المواصلات.. هتعملي ايه؟
ربما يحدث ما يدهشك في المواصلات، فهي لم تعد وسيلة انتقال فقط، بل يمكن أن تكون طريق العريس إليكِ، فإذا كنتِ تضطرين إلى استقلالها يوميا، فقد تتلقين عرضا بالزواج، أو أنه شئ حدث بالفعل.
لكن كيف ستتصرفين حال تعرضك لمثل هذا الموقف؟ أي ما ردك إن طلب أحدهم يدك للزواج في المواصلات؟ هذا ما ستعرفينه في التقرير التالي من «شبابيك».
تجارب وأسباب
«كنت راكبة القطر وحد جنبي قالي (أنا من أسيوط وابني دكتور وعايز يتجوز وهتعيشي في مركز في أسيوط مش المحافظة نفسها)، معرفتش أعمل إيه فقمت شويه وبعدين جيت قعدت ومتكلمتش خالص»، هذا وفقا لما ذكرته وصال محمد (اسم مستعار).
عادل رأفت (اسم مستعار) لم يتردد في التقدم لخطبتها بعد أن رآها لأول مرة في إحدى وسائل المواصلات، لكن في النهاية باءت محاولته بالفشل، يحكي عن تجربته ويقول: «أنا شوفت واحدة في المواصلات، وركزت معاها جامد، وفضلت متابعها لحد ما وصلت بيتها، روحت خبط على الباب، رد عليه راجل وقولتله على الموضوع لكن طلع جوزها».
أستاذ علم الاجتماع بكلية الآداب جامعة الفيوم، الدكتور عبد الحميد زيد، يرى أن السبب وراء لجوء الشباب إلى الارتباط بهذه الطريقة هو ضعف العلاقات الاجتماعية المباشرة؛ فلم تعد العائلات تتزاور، ولم يعد هناك اختلاط بين الجيران، لهذا يحاول الشباب البحث عن وسائل أخرى تمكنهم من الوصول إلى شريكة حياتهم، حتى إن كانت هذه الوسيلة هي المواصلات أو أي مكان آخر.
العريس اتأخر ليه؟.. الإجابة هنا
الكاتب والباحث في العلوم الإنسانية، كريم الشاذلي، يرى أن لجوء الشباب إلى الارتباط بهذه الطريقة يرجع إلى هشاشة المعايير أو المواصفات التي يختار على أساسها شريكة حياته، مشيرا إلى أن ذلك يعتبر سببا من أسباب زيادة نسب الطلاق، لأن الاختيار تم وفقا لمعايير خاطئة من البداية.
ويضيف: «تحاول الأم، أو ربما الأب، الوصول إلى شريكة حياة لابنها، بأي وسيلة كانت، حتى إن كانت من خلال وسائل المواصلات، وذلك بسبب الجهل بالمعايير التي يجب الاختيار على أساسها، لضمان زواج ناجح ومستقر قدر الإمكان».
لذلك يوصي «الشاذلي» الشباب والفتيات بالتحدث مع آبائهم عن معايير اختيار شريك حياتك، والصفات التي يرغبون في توافرها فيه، لكي تكون هذه المعايير واضحة بالنسبة لهم، والتأكيد على عدم إمكانية التنازل عنها لأي سبب كان، حتى يحسنوا هم أيضا الاختيار لك.
ارتباط ناجح أم فاشل؟
أستاذ الطب النفسي بجامعة القاهرة، الدكتور سعيد عبد العظيم، يقول إن سبب التقدم لخطبة فتاة في وسائلة المواصلات ربما يكون الإعجاب والانجذاب لها رغم لقائها لأول مرة، لكن هذه الجاذبية تكون شكلية فقط وليس لها علاقة بالصفات الشخصية، أي إعجاب بالشكل، أو حتى طريقة التحدث، أو طريقة اللبس «المظهر».
ولذلك يرى أستاذ الطب النفسي أن الإعجاب السريع، والاستحسان من أول نظرة ليس له أي أساس أو عمق عاطفي، ولا يمكن أن يُبنى عليه أي علاقة سواء خطوبة أو صداقة حتى، مبررا ذلك بأن الارتباط بهذه الطريقة يتم دون أي نوع من أنواع الدراسة ويكون سريعا، لذلك ففي الغالب يفشل سواء في فترة الخطوبة أو بعد الزواج.
ويتفق معه «الشاذلي»، ويقول إن الانطباع الأول لا يمكن أن يكون أساسا لتأسيس بيت الزوجية، لأن عدم معرفة الشخص ما يريد وما يجب توافره في شريك حياته، يعتبر سببا من أسباب الفشل.
ومن جانبه، يرى أستاذ علم الاجتماع بجامعة الفيوم عبد الحميد زيد أن المواصلات تكون مدخل لعملية التعارف وليس مبررا لنجاح العلاقة أو فشلها، فيمكن أن يكون هناك تفاهم وعوامل مشتركة بين الطرفين فينجح الارتباط أو العكس، موضحا أن: «الزواج الذي يسبقه عملية فحص ودراسة للطرف الآخر وأسرته، تكون فرص بقائه أقوى، لأنه تقل فيه المفاجآت، أي اكتشاف أمور متعلقة بحياة الطرف الآخر وغير مقبولة بالنسبة لشريكه».
فاكره فارس أحلامك؟.. انسيه خالص وركزي في المعايير دي
إزاي تتصرفي؟
تحكي روضة رمضان عن تجربة صديقتها، وتقول: «كنت مروحة أنا وواحدة صحبتي من الكلية وكان فيه واحدة قاعدة تبصلها جامد، ولما نزلنا قالت لصحبتي (أنا ابني بيدور على عروسة) وحاولت تقنعها، لكن صاحبتي رفضت تديها رقم التليفون أساسا أو تعرفها أي حاجة عنها».
يثني أستاذ علم الاجتماع بجامعة الفيوم، على هذا التصرف، ويحذر من إعطاء رقم هاتفك الشخصي أو أي تفاصيل عنكِ لأي شخص، مبررا ذلك بامكانية عدم جديته، مقدما عدد من النصائح الأخرى:
- إذا شعرتِ بجدية الشخص الذي يتحدث إليكِ، ففي هذه الحالة يمكن أن تسمحي بوجود وسيلة اتصال بينكما، لكن من الأفضل إعطائه رقم هاتف والدك للتواصل معه مباشرة، أو اطلبي أنتِ رقم هاتفه للتفكير في الأمر وعرضه على الأسرة أولا ليتم التواصل من خلاله إذا كانت هناك موافقة مبدئية.
- لا تعطي أي تفاصيل عن نفسك، لأن ذلك يمكن أن يكون محل ضرر بالنسبة لكِ في حال عدم جدية الشخص، وإعطاء تفاصيل يعني أنكِ أعطيتِ موافقة مبدئية دون استشارة أسرتك، الأمر الذي يمكن أن يثير غضبهم.
- لابد أن يكون هناك مبرر لطلب الارتباط، كأن يكون جاء بعد حوار دار بينكما مثلا، لكن إذا جاء بشكل مفاجئ فهذا يزيد من إحتمالية عدم جديته، ومن الأفضل إبداء الرفض مباشرة.
وينصح «الشاذلي» الفتاة بالرفض رفضا باتا في حالة تلقي عرض زواج بهذه الطريقة، لأنه حتى في حالة جدية الشخص ورغبته بالفعل في الارتباط، فإنه لجوئه إلى اختيار شريكة الحياة بهذه الطريقة، يؤكد هشاشة المعايير التي يختار على أساسها، ما يعكس تعامله مع مشروع الزواج بتفاهة، على حد تعبيره، الأمر الذي يزيد من إحتمالية عدم نجاح هذا الارتباط.