للشباب.. 10 دروس من تعامل النبي مع زوجاته
تزخر السيرة النبوية، بالعديد من المواقف التي تكشف طريقة تعامل النبي محمد مع زوجاته بمودة ورحمة ورومانسية ربما نفتقدها في تعاملاتنا المعاصرة.
لذا حرص «شبابيك» على تقديم دروس للرجال، وخاصة حديثي الزواج، من حياة النبي في التعامل مع زوجاته، بالاستعانة بأمين عام الدعوة الإسلامية بالأزهر الشيخ محمد زكي، والأستاذ بالأزهر الشريف أحمد الدسوقي.
الدلال
كان النبي يدلل زوجاته، فكان ينادي السيدة عائشة بـ«حميراء»، والحميراء تصغير حمراء يراد بها المرأة البيضاء المشربة بحمرة الوجه، و«عائش».
وفي إحدى الغزوات انطلقت القافلة تاركة السيدة صفية سهوا، وكانت صغيرة ومدللة ولاتجيد ركوب البعير، فلمحها النبي وعاد فوجدها تبكي لعدم معرفتها بالركوب فما كان منه إلا وضع ركبته الشريفة، لتضع صفية رجلها على ركبتيه حتى تركب البعير، فلم يخجل الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم من أن يرى جنوده هذا المشهد وهو يظهر الحب والمودة لزوجته.
التحدث إليهن
كان النبي حريصا على مشاركة زوجاته فيما يحدث معه ويحكي لهن، وبدا ذلك واضحا عندما حكى للسيدة خديجة ما حدث معه في الغار عندما نزل عليه الوحي للمرة الأولى واستنجد بها، وهذا ينقل رسالة للزوج أن يشارك زوجته في أصعب مواقفه وفي جميع أزماته، فقد يجد الحل عندها.
المشورة
ولم يكن يقص عليهن ما يحدث معه فقط، بل كان يأخذ برأيهن، وهذا ما حدث عند صلح الحديبية، عندما أمر أصحابه بنحر الهدي و حلق الرأس فلم يفعلوا، لأنه شق عليهم أن يرجعوا للمدينة دون دخول مكة، فدخل مهموما حزينا على أم سلمة في خيمتها فما كان منها إلا أن جاءت بالرأي الصائب فقالت: «اخرج يا رسول الله فاحلق وانحر فحلق ونحر ، فإذا بأصحابه كلهم يقومون بقومة رجل واحد فيحلقوا و ينحروا» .
المساعدة في الأعمال المنزلية
سئلت عائشة - رضي الله عنها-: «ما كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يصنع في بيته؟ قالت: كان يكون في مهنة أهله - أي: في خدمتهم - ، فإذا حضرت الصلاة خرج إلى الصلاة، رواه البخاري.
لم تشغل مسئوليات النبي العظيمة، مساعدة أهل بيته في الأمور المنزلية، فعندما سئلت عائشة - رضي الله عنها-: «ما كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يصنع في بيته؟ قالت: كان يكون في مهنة أهله - أي: في خدمتهم - ، فإذا حضرت الصلاة خرج إلى الصلاة، رواه البخاري. وفي رواية عند أحمد: كان بشرًا من البشر، يَفْلي ثوبه، ويحلب شاته، ويخدم نفسه، وفي رواية أخرى: كان يخيط ثوبه، ويخصف نعله، ويعمل ما يعمل الرجال في بيوتهم. وهي في صحيح الجامع .
المزاح معها
لم تشغله مسئولياته أيضا عن المزاح واللعب معهن، إذ كان يسابق السيدة عائشة ويتركها تسبقه، ثم يسابقها مرة أخرى فيسبقها ويقول لها ضاحكًا:«هذه بتلك».
موقف آخر تحكيه السيدة عائشة رضي الله عنها عندما دعاها النبي صلى الله عليه وسلم لتشاهد كيف يرقص أهل الحبشة بالحراب في المسجد، فتقول: «إن النبي سمع لغطًا وصوت صبيان، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا قوم من الحبشة يرقصون، والصبيان حولها فقال: «يا عائشة، تعالى فانظري»، فجائت السيدة عائشة ووضعت ذقنها على كتف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأخذت تشاهد من ما بين المنكب إلى رأسه، وطال العرض، وكلما قال لها حسبك ترفض، حتى أكملت العرض لنهايته.
إظهار الحب
لم يخجل النبي، من إعلان حبه لزوجاته أمام الجميع، فعن عمرو بن العاص أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم: «أي الناس أحب إليك. قال: عائشة، فقلت من الرجال؟ قال: أبوها». (رواه البخاري) .
وكان يقول عن السيدة عائشة إن فضل عائشة على النساء كفضل الثريد (فتة اللحم) على سائر الطعام .
كما كان يقول عن السيدة خديجة: «إنى رزقت حُبها ».
التعامل مع الغيرة
كان النبي يتعامل مع غيرة زوجاته بحكمة شديدة، فكان يحرص على حسم الأمر دون أن يغضب إحداهن، فقد دعا الصحابة ذات يوم عنده في بيت السيدة عائشة رضي الله عنها، لتناول الطعام، فسمعت السيدة زينب بنت جحش بذلك فأرسلت مع خادمتها طبق فيه ثريد عليه ضلع شاة وهو الطعام الذي تعرف أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم كان يحبه، وما أن رأت السيدة عائشة هذا الطعام حتى ضربت الطبق بيدها فسقط على الأرض وانكسر، ثم دخلت مسرعة لحجرتها وهي تبكي ..ولكن النبي لم يغضب ولم يثر .. بل كان معالجته للأمر بأن ابتسم وقال للصحابة: «غارت أمكم .. غارت أمكم». وذلك لأن صلى الله عليه وآله وسلم يعلم جيدًا طبيعة المرأة وتعامل معها على هذا الأساس.
وذات مرة جاءته السيدة صفية تبكي، فقال لها: «ما يبكيك؟» فقالت: حفصة قالت: إني ابنة يهودي، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: إنك لابنة نبي، وإن عمك لنبي، وإنك لتحت نبي، ففيم تفخر عليك؟، وفي رواية قولي لها: «زوجي محمد وأبي هارون وعمي موسى».
اللطف في الغضب
حدث خلاف بين النبي والسيدة عائشة ـ رضي الله عنها فقال لها من ترضين بيني وبينك.. أترضين بعمر؟ قالت: لا أرضي عمر قط «عمر غليظ». قال أترضين بأبيك بيني وبينك؟ قالت: نعم، فبعث رسول الله رسولاً إلى أبي بكر فلما جاء قال الرسول: تتكلمين أم أتكلم؟ قالت: تكلم ولا تقل إلا حقاً، فرفع أبو بكر يده فلطم أنفها، فولت عائشة هاربة منه واحتمت بظهر النبي، حتى قال له رسول الله: أقسمت عليك.. لم ندعك لهذا.
ولم يضرب النبي إحدى زوجاته قط، وفقا لما قالته السيدة عائشة رضي الله عنها: «ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأة له قط» رواه النسائي.
النظر إلى محاسنها
في الوقت الذي قد ينشغل الزوج بعيب في زوجته، ويترك مزاياها، يقول النبي صلى الله عليه وسلم «لايفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقا رضي منها آخر». رواه مسلم. لمعرفته أن الكمال لله، ومن الطبيعي أن يحمل الإنسان عيوب، ومميزات.
فهم مشاعرها
رُوي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال لعائشة: «إنى لأعلم اذا كنت عنى راضية واذا كنت عني غضبى..أما اذا كنت عني راضية فإنك تقولين لا ورب محمد.. واذا كنت عني غضبى قل : لا ورب ابراهيم» رواه مسلم، وهذا ينقل رسالة للزوج، وهي أن يفهم طبيعة زوجته حتى يستطيع التعامل معها، وتنبؤ تصرفاتها.