فيلم 18 يوم.. ما بين الأمل والحسرة
حنين مصحوب بالحسرة.. هذا ما أثاره فيلم «18 يوم» في الجمهور بعد يوم واحد من تسريبه؛ فقد تجد نفسك في واحدة من شخصيات الفيلم. ربما كنت معتقلا تعرض للتعذيب والإهانة، أو كنت تبحث عن سبيل لتوفير حق «لقمة العيش».. مؤكد كرهت الظلم والفقر.
القصة
يستعرض الفيلم بداية الثورة حتى لحظة تنحي «مبارك» عن الحكم، من خلال عرض 10 أفلام قصيرة، تحمل قصص لشخصيات مختلفة الطبقات الاجتماعية؛ كلا منهم تأثر بالأحداث بشكل ما.
مشهد البداية
كانت بداية الفيلم موفقة، لشدة تعبيرها عن كم الاختلاف في المجتمع المصري آنذاك؛ ففي داخل غرف إحدى مستشفيات الأمراض العقلية، يُحتجز أشخاص اختلفوا في اتجاهتهم، يتعرضون جميعهم لمؤثر واحد وهو الثورة؛ لتعكس مدى اختلاف التأثير عليهم ما بين مؤيد ومعارض.
تنوعت القصص التي عكست مطالب الثورة في شكل إسقاط على حياة الأشخاص ومعاناتهم في ذلك الوقت.
براعة التصوير
يعتمد الفيلم على لقطات أرشيفية من الأحداث، والتي قد تجعلك تسترجع المشاعر، فتبكي ثورة فشلت في تحقيق أهدافها أو يزداد بداخلك الأمل، أما الجانب التقني للفيلم؛ فتصوير مشاهد المظاهرات كانت تعتمد على الكادرات المائلة والمضطربة؛ ما يعكس لدى المشاهد شعور متقارب.
انتقاد الألفاظ الخارجة
انتقد البعض كثرة الألفاظ الخارجة بالفيلم؛ رغم اعترافهم بمحاكاتها للواقع بشكل مؤسف، ما بث روح الغضب الممتزج بالخوف.. ربما كانت الألفاظ أحد الأسباب المعلنة لمنع عرض الفيلم في مصر، ففي قصة «19-19» التي تدور أحداثها داخل المعتقل؛ جمعت عدة مشاهد بين باسم سمرة وإياد نصار وعمرو واكد؛ كان أغلبها معتمدا على ألفاظ خادشه للحياء.
أداء الممثلين
برع الممثلين في أداء أداؤهم كان على رأسهم دور الفنان أحمد حلمي، الذي مثّل شخصية المواطن البسيط الذي يبعد عن عالم السياسة، كما ظهرت براعة «حلمي» في أداء دوره داخل موقع تصوير واحد، وتمكن من نقل مشاعر مختلفة ومتضاربة، وهو منفردا.
نجاح الفيلم رغم منع عرضه
رغم منع الفيلم بمصر؛ شارك في مهرجان «كان» السينمائي الدولي، في دورته الرابعة والستين، ومهرجان بغداد السينمائي الدولي، وعُرض في مصر مرة وحيدة، خلال فعاليات مهرجان الإسماعيلية السينمائي للأفلام التسجيلية عام ٢٠١٣، ويعد أول تجربة سينمائية مصرية يشارك في كتابتها ثمانية كتاب، وإخرجه 10 مخرجين.