ملف تفاعلي عن «الإخوة الأعداء» في أزمة الخليج وقطر

ملف تفاعلي عن «الإخوة الأعداء» في أزمة الخليج وقطر

تضغط دول المقاطعة الخليجية- المصرية على قطر لقبول مطالب منها قطع العلاقات مع إيران وحماس وتحديد دور تركيا بالخليج إلى جانب تخلي الدوحة عن مواقفها من الأزمة في اليمن وسوريا وليبيا. لكن ماذا عن علاقات بعض الدول المقاطعة مع إيران؟ وماذا عن دور هذه الدول نفسها بباقي القضايا الخلافية؟

بالنظر إلى موقف الدول المقاطعة– السعودية والإمارات والبحرين ومصر- من بعض قضايا الخلاف مع قطر، ستجد أن لكل دولة مصالحها الخاصة التي تتضارب مع حلفائها في التحالف.

موقف الدول المقاطعة لقطر من إيران

ترتبط قطر بعلاقات قوية على الجانب السياسي والاقتصادي مع إيران، وهو أحد المحاور الأساسية لخلافها مع دول الخليج. فماذا عن دول المقاطعة؟

  • السعودية

السعودية هي الأضعف بين دول الخليج  في التبادل التجاري مع إيران؛ والذي يصل إلى 500 مليون دولار فقط.

  • الإمارات

الإمارات هي أكبر دولة خليجية في التبادل التجاري مع إيران، وتأتي في المركز الرابع لأهم الشركاء الاقتصاديين لإيران، على مستوى العالم، في مجالات الصناعة والاستثمار والبترول والغاز الطبيعي والسياحة والطيران.

التبادل بين الإمارات وإيران يصل إلى نسبة 80% من التبادل التجاري بين إيران ودول مجلس التعاون الخليجي.

  • مصر

إيران تأتي في المرتبة الثالثة للدول المستوردة للبرتقال المصري؛ وفقا للمجلس التصديرى للحاصلات الزراعية. ومصر تستورد الفاكهة والمكسرات من إيران بقيمة 14 مليون دولار؛ وفقا لتصريحات وزير الخارجية «سامح شكري».

  • البحرين

على الرغم من التوتر السياسي؛ فالتبادل التجاري بين البلدين وصل إلى 5 مليار دولار سنويا، وذلك في مجالات الطاقة والغاز الطبيعي؛ وفقا لـ«Critical Threats».

الدول الحصار والحرب في سوريا

قطر من أبرز الدول المناهضة لنظام بشار الأسد، لكن تتهمها دول الخليج بتمويل الجماعات المعارضة المسلحة في سوريا.

  • السعودية

السعودية تدعم الجيش السوري الحر ضد بشار الأسد: «نحن ندعم المعارضة سياسيا وعسكريا وماديا» كما يقول نائب رئيس الاستخبارات السعودي؛ أحمد العسيري. وفي الوقت نفسه تعارض السعودية تنظيم داعش في سوريا.

  • الإمارات

الإمارات تؤيد بقاء «الأسد» في السلطة، وتقوم بدور الوساطة بينه وبعض فصائل المعارضة. الإمارات تبدي أيضا موقفا أكثر مرونة من مشاركة بشار الأسد نفسه في التحالف الدولي للحرب على داعش، بعكس السعودية.

  • مصر

بعد أحداث 30 يونيو ومصر تدعم النظام السوري ضد المعارضة المسلحة وتنظيم داعش على السواء. وهذا يختلف كثيرا عن موقف الرئيس الأسبق محمد مرسي الذي أعلن دعمه الكامل للمعارضة والجيش السوري الحر.

  • البحرين

البحرين تدعم المعارضة السورية المسلحة؛ للدرجة التي هدد فيها وزير الخارجية البحريني، خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة؛ روسيا بسبب تدخلها العسكري لصالح بشار. 

دول الحصار والحرب في اليمن

علاقة قطر بإيران التي تدعم الحوثيين في اليمن، تضع شكوكا حول دورها الخفي في حرب اليمن.


السعودية

السعودية تقود التحالف العربي للحرب في اليمن لدعم الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي ضد الحوثيين والرئيس السابق علي عبد الله صالح وذلك لردع النفوذ الإيراني الذي يقدم الدعم للحوثيين.

الإمارات

الإمارات خالفت رؤيتها للسعودية وأعلنت انسحابها من حرب اليمن في يونيو 2016؛ وفقا لتصريحات وزير الخارجية الإماراتي أنور قرقاش. وفي الوقت نفسه تسعى الإمارات إلى إعادة أحمد علي عبد الله صالح نجل الرئيس السابق؛ إلى المشهد السياسي.

مصر والبحرين

لا تزال مصر والبحرين متمسكتان بقرارهما في دعم «هادي» منعا للنفوذ الإيراني، وتماشيا مع رؤية السعودية.

الموقف من حركة حماس

تنظر قطر لحماس باعتبارها حركة مقاومة مشروعة ضد الاحتلال الإسرائيلي، بينما كان للدول المقاطعة موقف آخر.

  • السعودية

السعودية تتهم حركة حماس بأن لها علاقات واضحة مع إيران، التي تعتبرها السعودية خصمها الأكبر في الشرق الأوسط. وطالب وزير خارجية السعودية، عقب اندلاع الأزمة الخليجية، الدوحة بالتخلي عن حماس وقياداتها المستقرين في الدوحة، الأمر الذي استنكرته حماس.

  • الإمارات

العلاقات بين حماس والإمارات توترت كثيرا، بعد اتهام الإمارات للحركة بالتجسس على قياداتها وأفرادها لصالح إسرائيل؛ بالإضافة إلى انتماء حماس الفكري لجماعة الإخوان.

  • مصر

بعد أحداث 30 يونيو، توترت العلاقة بين مصر وحماس، وخصوصا بعدما أدرجت مصر جماعة الإخوان المسلمين كجماعة إرهابية. لكن العلاقات بينهما عادت للتحسن من جديد، بعد اجتماع وفد المكتب السياسي لحركة حماس بالمخابرات المصرية، والوصول إلى اتفاقيات من شأنها تأمين حدود مصر في سيناء التي تشهد توترا أمنيا.

  • البحرين

تتخذ البحرين موقفا معاديا كذلك من حركة حماس بسبب علاقتتها بالإخوان. ووصل الخلاف للحد الذي اعتبرت فيه البحرين أن حركة حماس سبب تعثر القضية الفلسطينية، وأن دعم حماس يصب في مصلحة إسرائيل؛ وفقا لتصريحات الوزير غانم البوعينين.

موقف الدول المقاطعة لقطر من روسيا

قادت روسيا الوساطة بين الدول العربية وقطر لإنهاء الأزمة، رغم أنها تتخذ مواقف مختلفة عن قطر نفسها تجاه الأزمات المشتعلة في المنطقة.

موقف الدول المقاطعة لقطر من روسيا
Infogram

السعودية

السعودية وروسيا تختلفان في نقاط جوهرية، فروسيا تدعم نظام بشار الأسد؛ وقطر وإيران، الذين تتخذ السعودية منهم جميعا موقفا معاديا. لكن هناك محاولات لتطويرها على المستوى السياسي والعسكري، بعد زيارات متبادلة لزعماء البلدين.

الإمارات

روسيا حليف قوي للإمارات؛ فالدولتان تدعمان بقاء الأسد في الحكم، كحل للأزمة السورية. كما زاد التبادل التجاري بين البلدين في العام 2016 إلى 16%، سواء على الصعيد الصناعي أو السياحي؛ بما قيمته مليار دولار، وفقا لتصريحات وزير الصناعة والتجارة الروسي دينس مانتروف.

 مصر

منذ أحداث 30 يونيو والعلاقة بين مصر وروسيا تشهد تطورا كبيرا، خصوصا في الجوانب العسكرية. كما أن مصر تتفق مع روسيا في دعم بشار الأسد ضد المعارضة السورية المسلحة أو داعش.

البحرين

رغم عداوة البحرين الظاهرة لإيران والنظام السوري (حلفاء روسيا) إلا أن علاقاتها بروسيا تشهد تطورا في جوانب متعددة. فقد وقعت الدولتان في 2017 اتفاقية للتعاون العسكري الفني، واتفاقية للتعاون الأكاديمي والجامعي؛ إلى جانب المجالات الاستثمارية والصناعية.

علاقات الدول المقاطعة لقطر مع تركيا

في الأزمة القطرية قدمت تركيا الدعم الاقتصادي والعسكري للدوحة.

السعودية

الفترة التي سبقت الأزمة الخليجية شهدت تطورا ملحوظا في العلاقات السعودية. وزاد التبادل التجاري بين البلدين إلى 8 مليارات دولار؛ مع تعاون عسكري وإجراء 4 مناورات عسكرية في العام 2016.

السعودية دعمت الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في محاولة الانقلاب العسكري لعام 2016؛ وفي المقابل تؤيد تركيا موقف السعودية من الحرب في اليمن؛ وتتفق البلدان في رؤيتها لرحيل بشار الأسد كحل للأزمة السورية، وفقا لـ«ترك برس».

الإمارات

بلغ حجم التبادل التجري بين الدولتين 9 مليار دولار، خلال العام 2016، وفقا لتصريحات السفير التركي لدى الإمارات جان ديزدار في مجالات السياحة والصناعة والاستثمار. وفي مايو 2017 وقعت البلدين اتفاقية تعاون في مجال الصناعات الدفاعية.

أما على المستوى السياسي فالدولتان ليستا على وفاق إطلاقا وبالتحديد منذ العام 2013؛ بسبب انحياز تركيا لجماعة الإخوان، والتي تتخذ منها الإمارات موقفا عدائيا واضحا، للدرجة التي ألمح فيها وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو بأن الإمارات أنفقت ثلاثة مليارات دولار على محاولة الانقلاب على أردوغان.

مصر

العلاقات السياسية بين مصر وتركيا تشهد توترا كبيرا خصوصا بعد 30 يونيو، بسبب انحياز الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لجماعة الإخوان والرئيس الأسبق محمد مرسي. لكن العلاقات الاقتصادية لم تتأثر بالتوتر السياسي؛ فقد وصلت إلى 5 مليارات دولار مع العام 2017.

البحرين

في العام 2017 وقعت تركيا والبحرين مذكرة تعاون في مجالات مثل الصناعات الدفاعية والتعليم والدبلوماسية، والنقل الجوي، وكذلك المجالات الرياضية.كذلك رفضت البحرين محاولة الانقلاب العسكري ضد أردوغان في يوليو 2016.

أميرة عبد الرازق

أميرة عبد الرازق

محررة صحفية ومترجمة مصرية مهتمة بشؤون التعليم واللغات وريادة الأعمال