دير مارمينا العجايبي.. مقصد الأوروبيين والمصريين للشفاء بقارورة البركة
دير «مارمينا العجايبي» القريب من الإسكندرية ليس مقصداً للمسيحيين أو المسلمين من مصر فقط وإنما أيضاً لمختلف الجنسيات كونه الملاذ الأخير للشفاء من الأمراض بحسب بعض المعتقدات الشعبية. ولكن من هو مارمينا؟ وما هي أسباب شهرته بعلاج الأمراض للدرجة التي تدفع الأوروبيين لزيارة الدير؟
حكاية الدير
الباحث عصام ستاتي أجاب على هذين السؤالين في كتابه «مقدمة في الفولكلور القبطي». ويقول إن القديس مارمينا يعد ثاني أهم قديس بعد مارجرجس. هو ابن أدوكسيس الذي كان حاكماً بلدة لانفيوس أبشاري بالدلتا (زاوية زين بالمنوفية الآن).
ويقع الدير المسمى باسمه في صحراء مريوط بالقرب من مدينة برج العرب في الساحل الشمالي على بعد 70 كيلو متر من الإسكندرية.
وعلى بعد كيلو متر واحد من الدير الحالي يقع «وادي مينا» وهو مكان أثري لبقايا مدينة قديمة كان يقع في وسطها قبر «مارمينا» وعلى بعد حوالي 5 كيلو متر تقع مزرعة الدير.
الدير الحالي أقيم سنة 1959 في عهد البابا كيرلس السادس، ويشمل كنيسة للعذراء، وكنيسة للأنبا صمويل، وكاتدرائية خاصة بـ«مار مينا»، ومبنى لمضيفة الرهبان أسفلها مطعم لزوار الدير. وملحق بالدير أيضاً عيادة وورشة نجارة، وأكشاك لبيع الأيقونات والهدايا والصور والكتب.
معجزات الشفاء
حسب روايات كثيرة فإن معجزات مار مينا تدور حول اعتقاد البعض بقدرته على الشفاء.
ووفقا للتراث المسيحي كما ينقل الكاتب: قبل مقتل مارمينا ظهر له المسيح وحدّثه بكلمات يُفهم من سياقها منحه هذه القدرة.
ويشتهر مارمينا بقارورته التي تدور حولها «معجزات الشفاء» ويأتي الزوار من شتى أنحاء العالم للحصول عليها.
حكاية القارورة
القارورة من الفخار، ويبلغ طولها من 7 إلى 10 سنتيميتر، ولها يدان من الفخار، ومفرغة من الداخل ويمكن أن تُملأ بالماء أو الزيت.
محفور على القارورة من الخارج صورة مارمينا وحوله جملان يركعان عند قدمه، وبعض القوارير منقوش عليها باللغة اللاتينية (بركة مينا).
وللقارورة حوالي 10 أشكال، ويتردد بين زوار الدير بقدرتها على شفاء أمراض السرطان والفشل الكلوي.
مؤلف كتاب «مقدمة في الفولكلور القبطي» يشير إلى أنه سمع عند زيارته للدير كثيراً من الحكايات عن القارورة التي شفت أشخاصاً من الفشل الكلوي والسرطان بعدما فشل الطب في علاجهم.
ويعتقد أهل الدير أن مارمينا يحمي المنطقة وأهلها بما فيها من آثار مصرية قديمة، وهو ما يرجعه «ستاتي» إلى الثقافة الشعبية التي اعتادت تحويل قتلى الحروب إلى أبطال، وتنسج حولهم روايات البطولة والفداء بل وقدرتهم على حماية الأحياء رغم أنهم موتى.