4 أيام عسل.. رحلة المتعة في بلاد الذهب بين النوبة وأسوان
تنتظرك في محافظة أسوان إجازة ممتعة بين المزارات الأثرية والمعالم السياحية والطبيعة الساحرة؛ «شبابيك» سيكون دليلك في هذه الإجازة عبر التقرير التالي. لا تقلق هنا ستجد برنامجا لقضاء 4 أيام بين المعابد والمتاحف والمطاعم والكافيهات والمقاهي، والسياحة الطبيعية أيضا، لنضمن لك 4 أيام من المتعة الكاملة.
يومك الأول في أسوان
عندما تصل إلى الفندق، ستحتاج بالتأكيد إلى وقت للراحة، فاصعد إلى غرفتك ورتب أمتعتك سريعا؛ ولكن لا تجعل الوقت يمر وأنت جالس في غرفتك؛ اسأل عن «القعدة النوبية» أو اجلس على التراس أو في «الروف» لتستمتع بمنظر النيل الذي يمتد ما لا نهاية.
ستحتاج إلى مشروب منعش بعد هذه الرحلة؛ اطلب الكركدية الأسواني أو الدوم، كما ينصحك الصحفي المقيم بأسوان «عبد الله صلاح» ومدير مكتب جريدة «اليوم السابع» بالمحافظة. وإذا أردت مشروبا دافئا فليس أفضل من الشاي بالنعناع وهو من المشروبات النوبية الشهيرة.
وفي حالة أن كان الفندق الذي نزلت به قريبا من محطة القطار، يمكنك أن تستريح قليلا في أحد المقاهي البلدية المنتشرة في ميدان المحطة.
ولأنه يومك الأول في أسوان فمن الأفضل أن تبدأ بالمزارات النوبية؛ لتعيش تجربة مختلفة وخفيفة. ستبدأ بزيارة متحف النوبة القريب من وسط المدينة، بما يحتويه من آثار نوبية من جميع العصور.
ثم انطلق بعد ذلك إلى قرية «غرب سهيل» وهي قرية سياحية على الطراز النوبي. اركب أي مواصلة من كورنيش أسوان لن تكلفك أكثر من جنيه وربع كما يخبرك «عبد الله»، أما التاكسي فيبدأ من 10 جنيهات.
وهناك ستمارس الكثير من الأنشطة؛ ركوب الجمال على شاطئ النيل، وبمحاذاة الجبل؛ وزيارة البيوت النوبية التي تجمع أنشطة مختلفة، فهناك ركن لتربية التماسيح الصغيرة واللعب معها، وركن للترفيه والأغاني والرقصات النوبية، وهناك ركن لرسم الحناء للفتيات.
عندما تنتهي من جولتك؛ ستكون قد شعرت بالجوع الشديد؛ اسأل عن المطعم النوبي، والذي عادة يكون في «الروف» ويطل على النيل؛ كما ينصحك «عبد الله» واستمتع بأشهى المأكولات المصرية والنوبية. لا تنسَ أن تتذوق البامية الويكة، والخبيزة وهي من أشهر المأكولات النوبية. بعد أن تأخذ قسطا كافيا من الراحة وسط البيوت النوبية؛ اذهب في رحلة نهرية مسائية إلى جزيرة «فيلة».
ستذهب إلى الجزيرة تحديدا لزيارة معبد «فيلة» أو «إيزيس» وستستمتع بعرض الصوت والضوء الذي يحكي قصة «إيزيس» و«أوزوريس» وهو ما يجعل زيارة الجزيرة أكثر متعة في المساء؛ كما يخبرك الصحفي بجريدة اليوم السابع.
أسوان.. جزر ومحميات كأن غابات أفريقيا على شط النيل
يومك الثاني في أسوان
يجب أن تحزم أمتعتك جيدا لهذا اليوم؛ جهز زجاجة المياه، ونظارة الشمس، وكاميرا جيدة للتصوير، أو كاميرا موبايل جيدة.
ستتناول أولا إفطارك في الفندق هذه المرة، استرخِ في الحديقة مع أشعة الشمس الدافئة، واطلب القهوة النوبية بعد الإفطار، مع المخبوزات النوبية.
لكن لا تتكاسل أكثر من هذا؛ فأمامك رحلة طويلة تستغرق أكثر من ساعة إلى معبد «كوم امبو» وهو من أهم المزارات السياحية كما يقول «عبد الله» كما أنه مخصص لعبادة الإله التمساح «سوبيك».
ولا تخرج من المنطقة قبل أن تمر على متحف التمساح القريب من المعبد، حيث فسترى مجموعة مدهشة من التماسيح الغربية والمنقرضة التي حنطها الفراعنة .
بالتأكيد ستشعر بالجوع الآن من كثرة التجول؛ وعليك العودة إلى وسط المدينة؛ والسؤال عن مطعم «المصري» ففيه ستستمتع بالطعام المصري البيتي على «أصوله». ويجب أن تجرب اللحوم هناك وخصوصا المشويات ولحم الضأن الذي يتميز به المطعم.
بعد هذه الوجبة الدسمة، ستحتاج إلى التمشية قليلا لـ«تهضم» الطعام؛ وهنا ينصحك «عبد الله» بأن تستقل أي مواصلة من الكورنيش لزيارة السد العالي ورمز الصداقة القريب منه؛ والذي يرمز للصداقة بين مصر والاتحاد السوفيتي.
وفي المساء ستحتاج إلى نزهة لطيفة تعيد شحن طاقتك الروحية، هنا سيكون أمامك اختيارين؛ إما الذهاب إلى مسجد «الطابية» وهو أحد أشهر مساجد أسوان المبنية على الطراز المملوكي، مع الصلاة في المسجد مع الجلوس في ساحته الفسيحة أو الحديقة المدرجة؛ والاستمتاع بالنقوش الإسلامية.
أما الاختيار الثاني فهو زيارة كاتدرائية «الملاك ميخائيل» المبنية على ربوة فوق النيل مباشرة. كما أن النقوش والديكور من الداخل يمزج بين التصميم التاريخي القديم والمودرن. ولا تنس أن تلتقط بعض الصور هناك أو تشتري التذكارات من معرض الكتدرائية.
آثار فرعونية ونوبية لا تفوتك زيارتها في أسوان
يومك الثالث في أسوان
في هذا اليوم تحديدا استيقظ مبكرا؛ فيجب أن تكون أمام جزيرة النباتات قبل الساعة الثامنة صباحا. الوصول للجزيرة من خلال رحلة نهرية «آخر مزاج» وستتعرف فيها على أصدقاء جدد؛ مصرين وأجانب وستمرحون وترقصون معًا على أنغام الموسيقى النوبية.
عندما تصل، ستجد نفسك في جزيرة كاملة من النباتات والزهور النادرة؛ التقط الصور، وامرح مع أصدقائك، ومارس التأمل والاسترخاء أيضا.
عندما تشعر بالتعب؛ اذهب إلى الكافيتريا المطلة على النيل وتناول إفطارك؛ ثم أكمل جولتك في متحف الأحياء النباتية المائية في الجزيرة.
وإذا كنت لا تحب الحدائق المُنظمة؛ يمكنك أن تأخذ الرحلة النهرية نفسها ولكن لزيارة جزيرتي «سالوجا وغزال» وهما محميتان طبيعتيان وسط النيل، وستحتاج منك هذه الرحلة إلى عدسة مكبرة لتشاهد أنواع الطيور والحيوانات النادرة التي ستشعر معها أنك في غابة إفريقية صغيرة.
وعندما تشعر أنك اكتفيت من «الطبيعة»؛ ستعود في نفس الرحلة النيلية المبهجة ولكن هذه المرة ستذهب إلى جزيرة «إلفنتين» لزيارة معبد «خنوم» إله النيل في العصور القديمة؛ ومقياس النيل الفرعوني؛ ومتحف أسوان.
وعندما تشعر بالجوع؛ فستتمشى قليلا حتى تصل إلى مطعم «الدوكة»، وهو أحد أشهر مطاعم أسوان المبني على الطراز النوبي ويقدم المأكولات النوبية والمصرية والأفريقية أيضا.
في هذا المطعم تحديدا اختر طاولة أمام النافذة مباشرة، حتى تستمتع بمنظر النيل وصخوره البديعة والجزر المدهشة التي تتنتشر فيه.
هناك مساحة «Open area» تطل على النيل مباشرة؛ وهي تجربة متميزة إذا كنت ترغب في تناول المشروبات أو التدخين؛ أو تناول «الشيشة» كما يخبرك «عبد الله».
بعد أن تأخذ قسطا من الراحة ستنطلق مرة أخرى، ولكن هذه المرة تمشى على مهل بين شوارع الجزيرة، تعمق في شوارعها واترك المنطقة السياحية لتجد نفسك أمام الطرق الريفية ذات الرمال الصفراء؛ واذهب إلى متحف «أنيماليا» المخصص للحياة البرية في النوبة القديمة، والذي يضم مجموعة من الحيوانات المحنطة والمنقرضة.
يومك الرابع في أسوان
في صباح اليوم الرابع في أسوان ستأخذ رحلة نهرية إلى البر الغربي من النيل؛ يمكنك الذهاب بالسيارة أيضا لكن الرحلة النهرية ستكون أكثر إمتاعا.
ستذهب أولًا إلى دير الأنبا سمعان أو «هيدرا السائح»؛ في هذا الدير الذي بني في القرن السادس الميلادي، ستستمع إلى قصص تارخية عجيبة؛ فقد كان الدير استراحة للحجاج المسلمين في طريقهم لمكة. هناك حائط اعتاد الحجاج كتابة أسمائهم عليه تخليدا للرحلة. التقط له بعض الصور.
بعد ذلك عليك أن تنطلق إلى منطقة «أبو سمبل» الشهيرة؛ وهي معابد ضخمة منحوتة في الجبل وتطل على النيل مباشرة؛ وهناك ستشاهد أيضا فقرات فنية من الفلكلور النوبي والأسواني.
أما إذا كانت رحلتك إلى أسوان في الخريف أو الشتاء فستحتاج لتعديل هذا البرنامج بحيث تكون في منطقة أبو سمبل في يوم 22 أكتوبر أو 22 فبراير؛ وقبل الساعة 5:22 فجرا؛ لأنه التوقيت الذي تتعامد فيه أشعة الشمس على تمثال رمسيس الثاني؛ مرتين في العام.
ولأنه سيكون يومك الأخير في أسوان؛ فلا يجب أن تفوت هذه الرحلة دون أن تتناول المأكولات البحرية الطازجة؛ فاستقل السيارة إلى وسط المدينة؛ واذهب إلى مطعم «الشيف خليل» للأسماك والمأكولات البحرية؛ التي تأتي إليه طازجة مباشرة من نهر النيل.
وفي آخر ليلة لك بأسوان؛ يؤكد عليك «عبد الله» أن تختمها بالعودة مرة أخرى إلى القرية النوبية، لزيارة السوق السياحي.
فبمجرد أن تدخل السوق ستشعر بالكثير من النشاط والبهجة، ستجد هناك جميع الصناعات النوبية اليدوية من ملابس وإكسسوارات وحقائب والأواني والفخار ومشروبات وتوابل. لا تنسَ أن تشتري لنفسك ولأصدقائك بعض التذكارات.
وإذا كنت من عشاق الجلوس بالمقهى؛ فاختم هذه الليلة بالجلوس بأحد مقاهي «غرب سهيل». ستشعر أنك في مقهى «بلدي» مع الاستمتاع بالطراز النوبي المميز. الآن سيكون الوقت قد تأخر؛ وعليك العودة إلى الفندق لتجهيز حقائبك ولتأخذ قسطا كافيا من النوم؛ فأمامك رحلة طويلة في الغد.