لو خطيبك بيخاصمك فترة طويلة.. يبقى تعملي كده

لو خطيبك بيخاصمك فترة طويلة.. يبقى تعملي كده

تشكو ندى شوقي (اسم مستعار) من أن خطيبها يخاصمها لفترات طويلة، قد تصل إلى 3 أسابيع تنقطع أخباره عنها في هذه المدة، وهو أيضا لا يحاول معرفة أخبارها وأحوالها طوال فترة الخصام، لكن ماذا عنكِ أنتِ؟ كيف تتصرفين إذا خاصمك خطيبك لفترات طويلة؟

«شبابيك» يجيبك في هذا التقرير إذا كنتِ تعانين من المشكلة نفسها، من خلال الاستعانة بتجارب عدد من الفتيات، وخبراء العلاقات العاطفية والاجتماعية.

لماذا يلجأ للخصام؟

ربما يلجأ خطيبك لخصامك كوسيلة للضغط عليكِ أو قهرك للانصياع لطلباته أو أوامره أي يستخدمه كوسيلة للعقاب، وفي أحيان أخرى قد يكون محاولة للهروب من المشكلة محل الخلاف بينكما، أو ربما لاعتقاده أن النقاش معكِ سيكون دون جدوى، هذا ما توضحه مدربة ومستشارة العلاقات العاطفية والزوجية هالة فرحات.

هل الانفصال هو الحل؟

الخطأ الذي يجب عليكِ تجنب الوقوع فيه، هو اتباع طريقة «التلصيم» حتى تتخطي فترة الخطوبة بأمان، أي محاولة معالجة الموقف فقط دون وضع حلول جذرية تجعل حياتكما أكثر استقرارا فيما بعد.

وهذا ما تحذر منه مدربة ومستشارة العلاقات العاطفية هالة فرحات: «إذا كان الخصام أو المقاطعة هي طريقة تعامل خطيبك معكِ في أغلب الوقت خلال فترة الخطوبة، فلا تضعي أملا في محاولة تغييره، لأن الوضع سيكون أسوأ بعد الزواج، وبالتالي إذا تمكنتِ من التأقلم في فترة الخطوبة، فلن تستطيعي تحمل هذا الوضع كثيرا بعد الزواج».

استشاري العلاقات الأسرية والاجتماعية، الدكتور أحمد علام، يتفق مع «فرحات» موضحا أنه: «يجب عليكِ التفريق بين ما إذا كان الخصام طبع في خطيبك أو أنه مجرد تصرف صدر منه في موقف ما، لأنه إذا كان طبع فيه، أي يتعامل مع الجميع بنفس الطريقة، ففي هذه الحالة سيكون من الصعب عليكِ تحمله، وربما يؤدي إلى انهيار حياتكما الزوجية فيما بعد، لذلك يكون الانفصال خلال فترة الخطوبة أفضل».

وبالفعل لجأت مها لطفي (اسم مستعار) إلى فسخ خطوبتها، لأنها لم تستطع تحمل تجاهل خطيبها لها فترة طويلة في كل مرة يقع بينهما خلاف: «أنا كنت مخطوبة لواحد كان بيخاصمني بالشهور، أقل مدة اتخصمنا فيها كانت 15 يوم، ومقدرتش استحمل فستبه».


حلول أخرى

الانفصال ليس هو الحل الوحيد للتعامل مع خطيبك في هذه الحالة، بل هو الخطوة الأخيرة التي يمكن اللجوء إليها، بعد وضع عدة أمور في اعتبارك والقيام ببعض المحاولات، وهي:

  • وضع قواعد

لم تفكر في الانفصال عن خطيبها بل قررت وضع حدود تحكم علاقتهما، تحديدا عند الخصام؛ تحكي مي رمزي تجربتها، وتقول: «خطيبي لما خاصمني فترة قبل كده اعتبرتها إهانة وقلة تقدير، وقررت أحط حد للحوار ده، فتناقشت معاه وعرفته إني مبحبش حاجة اسمها خصام، حتى لو اختلفنا في حاجة ومش طايقين نكلم بعض مفيش حاجة اسمها منطمنش على بعض، وفعلا ده اللي حصل حتى لو مولعين في بعض، لازم نسأل وده طبعا بيخلينا نتصالح».

استشاري العلاقات الأسرية والاجتماعية، «علام»، يُثني على تصرف «مي»، مؤكدا ضرورة وضع قواعد تحكم الكثير من الأمور في بداية الخطوبة، تجنبا لنشوب أو تفاقم الخلافات والمشاحنات قدر الإمكان، ومن بين هذه الأمور، الخصام، ومن القواعد التي يمكن الاتفاق عليها حتى لا يطول، ما يلي:

- ألا تزيد فترة الخصام بينكما عن 48 ساعة، مهما كان السبب.

- في حالة وجود مناسبة، عيد ميلاد مثلا، فلا يجب نهائيا الإلتزام بالـ48 ساعة، بل يجب التحدث إلى شريكك لتهنئته على الفور.

- كل منكما ربما يرى أن الطرف الآخر هو المخطئ، لذلك يمكن أن تتفقا على أن من يبادر بالصلح في المرة الأولى، لن يبادر به في المرة التالية بل يكون على شريكه اتخاذ هذه الخطوة، وهكذا، أي التعامل بمبدأ «مرة عليك ومرة عليا».

- بعدما يذوب الخلاف وينتهي الخصام، يجب أن تفعلا شيئا يسعدكما، كتبادل الهدايا الرمزية أو الخروج معاً، فبذلك يترسخ لدى العقل الباطن صورة إيجابية أكثر عن الخلافات بينكما، ما يقوي علاقتكما بدرجة أكبر.

إذا لم يلتزم خطيبك بهذه القواعد بعد الاتفاق عليها، (أو أي قواعد أخرى تقررا وضعها)، يكون الانفصال هو الحل الآخر الذي يمكن اللجوء إليه.

 
  • لا تحاولي تغيره ولكن..

إذا كان خطيبك معتادا على التعامل بهذه الطريقة أي الخصام لفترة طويلة، سواء معكِ أو مع الآخرين، فلا تحاولي تغييره، لأنكِ لن تتمكني من ذلك، هذا ما تؤكده «فرحات»، موضحة: «من الصعب تغيير خطيبك إذا لم يكن لديه هو الرغبة للتغير فعلا، بل 1 % فقط ممن يتخذون قرارا بالتغيير هم من يتمكنوا من ذلك بالفعل».

لكن عليكِ إعادة تقييم شخصيتك، فلا تعتقدي إنكِ على صواب دائما، فربما يكون تعامل خطيبك معكِ بهذه الطريقة راجع إلى عدم تمكنكِ من التعامل معه بشكل صحيح، وبالتالي يصبح عليكِ محاولة تغيير نفسك، فكل فعل له رد فعل، أي إذا تمكنتِ من تعديل جزئية أو طبع ما في شخصيتك للأفضل، فبشكل تلقائي ستجدين طريقة تعامل خطيبك معكِ أصبحت أفضل، فكل تغيير إيجابي في شخصيتك سيقابله في الغالب تغيير إيجابي في طريقة تعامل خطيبك، وفقا لـ«فرحات».

لذلك لا تتسرعي في الزواج، بل حاولي مد فترة الخطوبة قدر الإمكان، حتى تتمكني من تحديد شكل علاقتكما وما إذا كان بإمكانك التعامل بشكل صحيح مع خطيبك، لكن عندما تحاولين تغيير نفسك أو تعديل طريقة تعاملك يجب أن يكون ذلك نابعا من رغبة حقيقية داخلك وألا تشعري أنكِ مضطرة أو مجبرة على فعل ذلك.

لا تتجاهلي أيضا آراء الآخرين في شخصيتك، فمثلا إذا كان يري الكثيرون أنكِ عصبية، فضعي ذلك في اعتبارك، عند تقييم نفسك أو عندما تحاولي تغييرها للأفضل.

  • بادري بالصلح بشرط

«فضلت مخطوبة 6 سنين، وكان كل مرة خطيبي يزعل بصالحه، حتى لو هو غلطان، وبعد الجواز لما أغضب منه يقول سبوها هترجع لوحدها أصلها بتحبني»، هذا ما تقوله هند علام (اسم مستعار) معبرة عن أسفها لتعاملها معه بهذه الطريقة من البداية: «يارتني ما عملت كده، يارتني كنت عودته إني غالية ولازم يحافظ عليا مش أنا اللي أحافظ عليه لوحدي».

وهذا ما يؤكده استشاريا العلاقات الأسرية، والعاطفية، ويحذران من أن تبادري بمصالحة خطيبك، إذا كان هو المخطئ في حقك، حتى لا يعتاد على ذلك، لدرجة تجعلك مضطرة في بعض الأحيان إلى التنازل عن كرامتك من أجله، ولكن تشترط «فرحات» أن يكون هو المخطئ حقا وليس أنتِ من ترين ذلك.

ومن جانبه يقترح «علام» أن تبادري بالصلح، حتى إن كان هو المخطأ، ويمكن أن تكتفي حينها بإرسال رسالة له توضحي فيها بعض الأمور، وتحددي القواعد التي يجب أن تحكم خصامكما، إن لم يسبق لكما تحديدها من قبل، لكن إذا حدث خلاف بينكما مرة أخرى فلا تبادري بالصلح فيها، بل اتركيه حتى يتخذ هو هذه الخطوة.

  • استعيني بوسيط في هذه الحالات

لم تتمكن نِهال عبد الحليم (اسم مستعار) من إنهاء الخصام مع خطيبها إلا بعد تدخل والدتها: «خطيبي بيخاصمني فترة، يعني أخر مرة خاصمني 22 يوم، ودي حاجة بتخنقني وبتقطع من جوايا، بس بصراحة ممكن أصالحه مرتين تلاتة لكن بعد كده بشد معاه واسيبه لحد ما يحس بالبعد بجد، لكن ماما ساعات بتلاحظ إن احنا مش بنتكلم من غير ما أقولها، فبتدخل وبتكلمه هي وتقوله ليه مش بتكلموا بعض، بعدها بقى بيكلمني ونعاتب بعض ونصفى».

«علام» يرى أنه في الأساس يجب ألا يتدخل طرف ثالث بينكِ وخطيبك، خاصة الأهل، فلا تحكي لوالدتك مثلا عن خلافاتكما أو تشكي منه لها، حتى لا تأخذ منه موقف من البداية، الأمر الذي يمكن أن يوتر العلاقة بينهما، لكن في بعض الأحيان يمكن أن يحتاج الوضع تدخل الأم أو أي وسيط آخر، ومنها: أن تكوني أنتِ المخطئة لكن لا تمتلكي ثقافة الاعتذار، فيحاول الوسيط تمهيد وتسهيل الأمر لكِ.

والحالة الثانية، إذا طال الخصام بينكما لشهر أو أكثر، فيمكن أن تتدخل والدتك أو أي شخص آخر بينكما، لكن في هذه المرة يجب أن يتحدث الطرف الثالث بطريقة حازمة معه، كأن يُبين له أن تعامله بهذه الطريقة في أي خلاف بينكما خاطئ، ويحذره من أن استمراره في التعامل معكِ بهذه الطريقة سيؤدي إلى فسخ «الخطوبة».

ربما لا تبادري بمصالحة خطيبك لاعتقادك بأنه هو المخطيء في أغلب المواقف، لكن لأن اعتقادك هذا يمكن أن يكون خاطئا في أحيان كثيرة، فمن الممكن أن تستعيني بوسيط أو حكم بينكما، بحيث تشرحي له الموقف وتدعيه يحكم من المخطيء حقا، حتى إن كان ذلك دون علم خطيبك، لكن يجب عليكِ توخي الحذر عند اختيار هذا الشخص (الوسيط أو الحكم)، فيجب أن يتوفر فيه شروط أساسية، هي: أن يكون مقربا منكِ، أو محايد.


أسماء أبو بكر

أسماء أبو بكر

عن كاتب المقال: صحفية مصرية حاصلة على كلية الإعلام من جامعة القاهرة، تهتم بشؤون الطلاب