رئيس التحرير أحمد متولي
 السياحة في سيناء.. آثار فرعونية ومغارات ومناجم فيروز

السياحة في سيناء.. آثار فرعونية ومغارات ومناجم فيروز

المعالم الأثرية في سيناء وخصوصا الآثار الفرعونية من أهم المزارات السياحية في أرض الفيروز، والتي لا يجب أن تفوت زيارتها عندما تذهب إلى سيناء.

الآثار الفرعونية في سيناء متنوعة بين المعابد، والحصون، والقلاع، والمناجم التي كان الفراعنة يستخرجون منها حجر الفيروز، الذي أخذت سيناء منه تسميتها.

ولكن قبل أن تزور هذه الأماكن، يجب أن تستعد لمغامرة ممتعة وسط الصحراء وتسلق الجبال. احرص على ارتداء ملابس مريحة وحذاء رياضي، وأحضر معك كاب ونظارة شمسية، ومياه ومأكولات خفيفة. ولا تنسَ الكاميرا بالطبع، ثم انطلق بعد شروق الشمس مباشرة، حتى لا تزعجك شمس الصحراء.

الآثار الفرعونية في جنوب سيناء

وادي مغارة

عندما تصل إلى وادي مغارة بجنوب سيناء، ستشعر بالبراح في كل ما حولك، الجبال والصخور والصحراء التي تمتد أمامك إلى ما لا نهاية، وستشعرك أن العالم لا نهاية لاتساعه.

اترك الكاميرا أو الموبايل من يديك قليلا واستمتع بتفاصيل المكان، فأنت هنا في واحد من أقدم الأماكن التي عمّرها الفراعنة في عصر الدولة القديمة.

فوادي مغارة يمتلئ بالمحاجر القديمة التي كان المصريون القدماء يستخرجون منها الأحجار الكريمة والمعادن النفسية، وعلى رأسها حجر الفيروز، الذي استخدموه بكثرة في حليهم.

كن حريصا وأنت تسير وسط الصخور، وتأمل هذه النقوش الفرعونية، ففي هذا المكان الذي طالما احتشد بالعمال البسطاء، ستجد فيه نقوشا خاصة بالحياة اليومية، مثل نقش يصور عائلة مكونة من أب وأم وأطفال، ونقوش أخرى للملوك، أبرزها نقش الملك نارمر وهو يضرب أعداءه، بالإضافة إلى نقوش اللغة الهيروغليفية.

يجب أن تصل إلى وادي مغارة قبل شروق الشمس، لتشاهد أشعة الشمس الساحرة وهي تتسلل بألوانها الذهبية والحمراء إلى داخل المغارات؛ واستلق على الأرض واسترخ لتستمتع بهذا المنظر البديع أو التقط به الصور.

سرابيط الخادم

بعد أن تنتهي من وادي مغارة، اجلس مع أصدقائك على الأرض الصخرية المنبسطة، وتناول بعض المشروبات والأطعمة الخفيفة، فأمامك مهمة شاقة لتسلق الهضبة التي ستوصلك إلى منطقة سرابيط الخادم.

لا تقلق فتسلق الهضبة ليس صعبا، اترك نفسك لتستمتع بالتجربة وسط صحاري سيناء وجبالها، لتجد نفسك في النهاية في منطقة لاستخراج المعادن والأحجار الكريمة أيضا في عصر الدولة الوسطى.

في هذه المنطقة ستخوض تجربة مختلفة. جرّب الدخول إلى المغارات واستمتع بمظهر الصخور البديعة التي شكلتها الطبيعة.


ستستمتع كذلك بمشاهدة النقوش الهيروغليفية القديمة، إلى جانب نقوش غريبة تسمى بالنقوس السينائية، وهي اللغة الخاصة بسيناء وحدها. الصخور والجبال التي تنمو من بينها الشجيرات الهزيلة، ومنظر السماء الممتدة إلى ما لا نهاية من هذا المرتفع؛ تجربة متميزة تساعدك على تصفية ذهنك.

معبد حتحور


قبل أن تنتهي من منطقة التعدين، ستلاحظ أن سرابيط الخادم تمتلئ بالأعمدة الفرعونية والتماثيل، والكثير منها مهدم، والقليل منها مكتمل.

تقدم خطوات واقترب من هذه التماثيل لتعرف أنها بقايا أضخم وأقدم معبد في سيناء، وهو معبد الإلهة حتحور.

ستشعر في معبد حتحور ومع اتساع المساحة وضخامة التماثيل والعواميد، أنك انتقلت فجأة لمشهد مشابه لأحد الأفلام الأجنبية، بينما تتمشى وسط الأطلال القديمة.

ستعرف من أشكال التماثيل وحكايات أهالي سيناء أن هذا المعبد بني في هذه المنطقة تحديدا، لأن الإلهة حتحور كانت تعرف عند الفراعنة بـ«ربة الفيروز» وربة القمر، فكان الفراعنة يستغلون هذا المكان المرتفع في رصد القمر والظواهر الفلكية.

تجول بين هذه الأطلال الأثرية، لتشعر بعبق التاريخ القديم، والتقط الكثير من الصور هذه المرة، فهذا هو مكان ممتاز للـ«فوتوسيشن».

الآثار الفرعونية في شمال سيناء

تل الفارما

عندما تنتهي من آثار جنوب سيناء، هناك موقع أثري مهم يجب أن تزوره في شمال سيناء وهو تل الفرما. في تل الفرما ستعيش مغامرة أخرى في الصحراء. ولا تستغرب عندما يخبرك البدو أن هذه المنطقة كان بها فرعان لنهر النيل، يجعلانها نابضة بالحياة.

عندما تنتهي من رحلة الصعود، ستجد المنظر ساحر للغاية؛ لا أعمدة ضخمة أو مباني شاقهة، فقط أطلال قديمة تتخفى وسط الصخور على استحياء، مما يزيد المنظر غموضا وسحرا.

فهنا ستجد الآثار الفرعونية والرومانية والإسلامية. آثار طريق حورس الحربي، الذي بنيت فيه قلاع وحفرت خنادق لحماية حدود مصر، في المدينة الفرعونية العسكرية التي كانت تدعى «ثارو».

بعد أن تنتهي من مدينة «ثارو» العسكرية، اذهب إلى الضفة العربية من التل لمشاهدة أطلال المعابد الفرعونية.

فوق أنقاض مدينة «ثارو» ستجد بقايا قلاع رومانية وإسلامية، أعيد بناءها في هذه العصور لتجديد الحصون وحماية حدود مصر، وطرق التجارة.

استمتع بهذا التمازج الحضاري العجيب، والتقط له الكثير من الصور، فأمام القلعة العباسية ستجد مسرح روماني، ثم آثار لكنيسة بنيت في المكان الذي مرت منه العائلة المقدسة، خلال رحلتها إلى مصر، وآثار أديرة قبطية.


يجب أن تخصص يوما كاملا لتل الفارما، ستذهب في الصباح الباكر وربما بعد شروق الشمس مباشرة، لتجد الكثير من الوقت لتسلق التل ومشاهدة هذا الكمية الكبيرة من الآثار. ولا تنس أن ترتدي ملابسا مريحة، أو ربما على الطراز السيناوي أو البدوي، لتقوم بـ«فوتوسيشن» متميزة.

أميرة عبد الرازق

أميرة عبد الرازق

محررة صحفية ومترجمة مصرية مهتمة بشؤون التعليم واللغات وريادة الأعمال