رئيس التحرير أحمد متولي
 مش بس سانت كاترين.. أديرة وكنائس لا تفوت زيارتها في سيناء

مش بس سانت كاترين.. أديرة وكنائس لا تفوت زيارتها في سيناء

عندما تذهب في زيارة إلى سيناء، فلا تفكر في تركها قبل أن تمر على المعالم السياحية القبطية. فبجانب دير سانت كاترين الشهير، تحتوي سيناء على مزارات قبطية أخرى تضمن لك تجربة ممتعة للغاية، تتعرف خلالها على نوع مختلف من الفن وجانب مهم من تاريخ مصر.

استعد جيدا لهذه الجولة وجهز كاميرا جيدة، فأمامك العديد من التحف الفنية المعمارية التي لن تقاوم التقاط الكثير والكثير من الصور لها.

كنيسة السمائيين بشرم الشيخ

عندما تقترب من كنيسة السمائيين لن يلفت انتباهك أي شيء في تصميمها الخارجي، رغم أنها صنفت واحدة من أفضل 10 كنائس بالعالم في العام 2010.

وما إن تدخل الكنيسة، فاستعد لكمية مهولة من المتعة الفنية، فالكنيسة ستبدو كمتحف مصور، صور هائلة على جميع الجدران وفي كل أجزاء السقف تحيطها إضاءات خافتة وإطار ذهبي يزيدها رونقا.. جهز الكاميرا واستعد لأن تكون عينيك معلقة بالسقف لفترة طويلة.. ربما تشعر ببعض الألم في الفقرات بعد هذه الزيارة!


اترك نفسك مع تفاصيل المكان، ودقق النظر في هذه الصور، ستجد أنها لا تتناثر في عشوائية هنا.. فكل مجموعة صور تحكي قصة ما في الديانة المسيحية، فهذه قصة خلق الإنسان، وقصة ميلاد المسيح، وقصص المؤمرات التي دبرها له الرومان وكهنة اليهود.

والمدهش هنا عندما تعرف أن كل هذه الرسومات صممها الفنان التشكيلي المصري، مايكل يعقوب.

التقط لنفسك الكثير من الصور مع هذه الخلفية الممتعة من القصص المصورة، ومع ديكور الكنيسة الذي يأخذ طابعا شرقيا، فالتصميم أغلبه من الخشب المزين باللون الذهبي والإضاءة الخافتة.. كلها أشياء تضمن لك الكثير من المتعة والاسترخاء في هذا المكان.

دير السبع بنات

ستسير مبتعدا عن الزحام والضوضاء، حتى تصل إلى الواحة القديمة «وادي فيران» لتستمتع بالطبيعة السيناوية على أصولها.. الجبال، بقايا النخيل، آبار المياه الجافة، ودير السبع بنات المخصص للراهبات، والذي يظهر من بعيد، ويخبرك أنك في مكان كان يوما ما من أهم واحات سيناء ومراكزها الدينية.. اترك الكاميرا الآن، لتنسى نفسك مع ىفاصيل المكان.

من بعيد لن تنتبه لوجود الدير، فهو مصمم بشكل يبدو وكأنه جزء من النتوء الجبلي. وعندما تدخل سترى أن الدير نفسه مبني بالأحجار المأخوذة من الجبل، ليبدو وكأنه امتداد للجبل البعيد.


رائحة النباتات الصحراوية ومزارع الزيتون ستملأ أنفاسك وتشعرك بالهدوء والسكينة، فالدير تحيط به مزارع الزيتون والفاكهة وبئر تسقي النبتات بالمياه، لتوفر الاحتياجات الأساسية لسكان الدير.

في داخل الدير يوجد غرف خاصة للمسافرين، يمكنك أخذ بعض الراحة والاستماع إلى راهبات الدير والقصص والأساطير التي تروى عنه، ستعرف منهم أنه أحد أهم المزارات التي يقصدها مسيحيو أوروبا، وأنه سمي بدير السبع بنات لأنه بني في مكان كانت تسير فيه سبعة فتيات وألقين بأنفسهن من فوق الجبل، عندما تعرض لهن قطاع الطرق، ليفضلن الموت بهذه الطريقة على تسليم أنفسهن.


عندما تنتهي من زيارة الدير، فاذهب بصحبة أحد البدو أو المرشدين وتجول في أنحاء الواحة؛ دقق النظر في سلسلة الجبال أمامك، ستجد الكثير من الفتحات الصغيرة، فهنا كانت الكهوف التي يقيم فيها الرهبان ويتعبدون.

لا تتعجل في العودة وخذ وقتك لتستمتع بالطبيعة السيناوية الساحرة، أشجار النخيل المترامية وسط الجبال، وآبار المياه بلونها الأخضر الصافي والتي تسقي مزارع الواحة.

دير سانت كاترين

إذا قررت زيارة دير سانت كاترين فيجب أن تأخذ قسطا كبيرا من النوم في اليوم السابق، وتتناول وجبة جيدة، فأنت في مهمة شاقة لتسلق الجبال.

فالرحلة لن تتضمن ذهابك إلى الدير وحده، فبدءا من منتصف الليل يجب أن تستعد مجموعتك للذهاب لتسلق جبل موسى القريب من الدير.

ستستغرق الليل كله في تسلق الجبل سيرا على الأقدام أو عن طريق الجمال، حتى تشاهد شروق الشمس من أعلى قمة الجبل. استلق وشاهد روعة الشمس.. استرح لبعض الوقت وتناول وجبة الإفطار، هناك مسجد وكنيسة صغيرين بأعلى الجبل يمكنك زيارتهما، أو الصلاة فيهما لتشحن طاقتك مرة أخرى، لتستعد لرحلة هبوط الجبل.


عندما تصل إلى سفح الجبل ستجد في القرب دير سانت كاثرين، الذي سيبدو لك كحصن روماني قديم.

وعندما تدخل الدير ستجد الكثير من المعالم الأثرية في انتظارك، هناك شجرة العليقة المقدسة التي يعتقد أن النبي موسى كلم الله عندها، وهناك بئر موسى الذي قابل النبي عنده بنات النبي شعيب، وهناك مكتبة الدير التي تحتوي مخطوطات وروسومات من كل العصور، وهناك جامع صغير بُني في العصر الفاطمي ليكون استراحة للحجاج المصريين، وهناك رفات القديسة كاترين الأسكندرانية والتي أخذ منها اسم الدير، والتي كانت من أوائل من آمن بالمسيحية في مصر، في وقت كانت الدولة الرومانية لا تزال تعبد الأوثان.

يجب أن تنتهي من زيارتك قبل الظهر، فهو الوقت الذي يغلق فيه الدير، حتى يتفرغ الرهبان لواجباتهم الدينية.

بعد ذلك يمكنك أن  تتمشى خارج الدير، فالمنطقة كلها عبارة عن محمية طبيعية وتراثية، هنا ستجد أشجار ونباتات تخرج من بين الصخور في ظاهرة لن تراها إلا في سيناء.. يجب أن تكون قد أحضرت معك عدسة مكبرة لتراقب الحيوانات والطيور النادرة التي تعيش هنا في سيناء.

أميرة عبد الرازق

أميرة عبد الرازق

محررة صحفية ومترجمة مصرية مهتمة بشؤون التعليم واللغات وريادة الأعمال