رئيس التحرير أحمد متولي
 وصفهن بـ«الغجر».. الرسائل الخاصة بين السادات وبناته

وصفهن بـ«الغجر».. الرسائل الخاصة بين السادات وبناته

تمتع الرئيس الراحل محمد أنور السادات بحس ساخر لم ينعكس فقط على خطبه السياسية، وإنما قبل ذلك على الرسائل التي كان يرسلها لبناته اللائي أنجبهن من زوجته الأولى السيدة إقبال ماضي وهن «رقية» و«راوية» و«كاميليا».

والمعروف أن الرئيس الراحل تزوج مرتين. الأولى من إقبال ماضي ابنة عمدة ميت الكوم، والثانية من جيهان السادات التي أنجبت له «نهى» و«لبنى» و«جمال»، و«جيهان».

«شبابيك» يستعرض عدداً من الرسائل التي تكشف جانباً من العالم الأسري للسادات وكيف كان يسعى لمصادقة أولاده وتبسيط العلاقة معهم، حتى أنه كان ينعت «رقية» بـ«راكا» أو «روكية».

كلوا كويس يا غجر

في 22/2/1952 كتب الرئيس الراحل رسالة وصف فيها بناته بـ«الغجر» وطالبهن بالمداومة على مذاكرة دروسهن، ووعدهن بفسحة جميلة:

حبيبتي راكا وراوية وكاميليا
أقبلكم جميعاً يا أولادي وأدعو لكم بالصحة والسعادة، لم أتمكن من أن أجد لكم عربة لكي تتفسحوا فيها، وأرجو إن شاء الله أن أتمكن من ذلك في المرة القادمة بعربة عمكم جمال.
يا ست راكا ذاكري دروسك كويس، وكمان عايز خطك يتحسن لأنه عامل زي نغبشة الفراخ.
أما حضرتك يا راوية بنتي يا غجرية فلازم تاكلي كويس علشان صحتك وبلاش غلبة وشقاوة، وإن شاء الله في الصيف تيجي مع أختك وتركبي العربية، والعجوزة كاميليا لازم تاكلي كويس علشان تكبري وتروحي المدرسة مع أختك الغجرية راوية.

شقاوة راوية

وفي 1/4/1952 كتب رسالة أخرى لم ينس فيها وصف بناته بالغجر كما كانت عادته ومحذراً من شقاوة «راوية»:

حبيبتي راكا وراوية وكاميليا
أقبلكم يا أولادي وأدعو لكم بالصحة والسعادة
وحشتوني جداً يا غجر يا أولاد الغجر وإن شاء الله سأحضر حوالي يوم 10 في الشهر الحالي وأتعشم أن أراكم في أحسن صحة وأتم سعادة.
يا ترى يا ست راكا بنتي حضرتك مجتهدة في المدرسة ولا لأ؟ وأنت كمان يا راوية بنتي يا غجر صحتكم كويسة ولا لأ.. وبتاكلي كويس ولا لأ.. إذا حضرتك وسمعت عن شقاوتك رايح أموتك.
وانت يا كاميليا يا غلباوية بنتي اتجدعني علشان تروحي المدرسة مع أختك راوية وتبقي كبيرة.
ختاماً يا أولادي أقبلكم وأرجو أن أراكم في القريب إن شاء الله.

تحياتي لكم ولوالدتكم مع أطيب تمنياتي.

دواء الكحة

ويبدو أنه نزل في زيارة سريعة للقاهرة إلا أنه لم يتمكن من زيارة بناته وعاد سريعاً إلى رفح، ومن هناك كتب هذه الرسالة في 15/4/1952:

حبيبتي راكا
أقبلك أنت وأخوتك وأدعو لكم يا أولادي بالصحة والسعادة..
لم أتمكن من أراكم قبل سفري لأنني عدت إلى رفح بسرعة لأعمال مهمة.
إن شاء الله تكون صحتك كويسة يا راكا وحافظي على نفسك من البرد يا بنتي وإن شاء الله سأعمل لك عملية اللوز في الصيف.
واظبي يا راكا على دواء الكحة.
وانتي يا راوية يا بنتي لازم تاخدي الدواء النقط المقوي، ولازم تاكلي كويس أحسن بعدين أسيبك في مصر من غير تصييف معايا هنا في رفح.. وكمان دواء الحبوب والكحة وحافظي على نفسك يا غجرية يا بنت العجوز.
وأنت يا كاميليا اوعي البرد أحسن الدكتور قال إنك تعبانة أكثر من أخواتك وداومي على الدواء المقوي والحبوب ودواء الكحة.
إن شاء الله سأحضر لمصر في الشهر القادم وسأكتب لكم عن تاريخ حضوري وأرجو أن تكونوا في أحسن صحة.

الكلب حمادة

وفي 27/5/1963 كتب السادات رسالة لرقية يعاتبها على عدم الكتابة له منذ فترة طويلة وينعت ساخراً حفيده بـ«الكلب».

بنتي الحبيبة روكية
طبعاً يا سافلة انتظرتي كل هذه المدة الطويلة قبل أن تكتبي لي لأنك مشغولة فيما هو أهم من أبوكي.. فأنا أفهم أن يتأخر أمين قليلاً بالنسبة لظروفه.. ولكن ما عذرك أنت.. يا..
المهم أنني سامحتك بالنسبة لظروفكم التي حكى لي عنها أمين – أما عن صحتي فاطمئني فهي بخير ولله الحمد.. وحكاية الحلم بتاع حضرتك دي قديمة لأنك مش فاضية لي..!
كما قلت لأمين سأعمل إن شاء الله تحاليل هذا الأسبوع ورسم ولكن المهم أني منتظركم ومنتظر العمل الجديد.
أن شاء الله سأعمل جهدي أنا وجيهان لكي نمر عليكم في الصيف إلا إذا انشغلت هنا.. وأرجو ألا تتأخروا في إدخال حمادة المدرسة وأن تهتمي أنت أيضاً بشغل وقتك والاستفادة من وجودك لتساعدي أمين في عمله وفي البيت وأرجو أن تساعديه بكا طاقتك وتوفري له الراحة والسعادة لكي يستطيع أن ينجز عمله.
ختاماً تقبلي مني قبلاتي لك وللكلب حمادة وأخلص دعواتي وتمنياتي لكم بالسعادة والتوفيق.

جيهان والتوفير

ورغم أن جيهان السادات كانت زوجة والد «رقية» و«راوية» و«كاميليا» إلا أنها ارتبطت بعلاقة جيدة معهن، وليس أدل على ذلك من الخطاب الذي أرسلته لـ«رقية» تتندر فيه على اتجاه ابنة الرئيس الراحل للتوفير.

عزيزتي روكية
سلامي وتحياتي لك ولأمين وحمادة..
وصلنا خطابك وسررنا جداً لأنكم استقريتم كما أرجو
لا تضيعي وقتك يا روكية أحسن كل يوم تستفيدي به سينفعك فيما بعد..
أخذنا نضحك أنا وأنور على حكاية التفاح الذي بنصف سعره والخوف يا روكية إنك توفري في طوابع البريد وترسلي لنا كل شهر خطاب. ربنا يستر.. المهم انكم وحشتونا خالص.. ويا ترى حمادة عامل إيه مبسوط؟.. ويا ترى دخل المدرسة ولا لسه.. إن شاء الله إذا كان أنور فاضي في الصيف سنأتي لكم طبعاً من غير إخواتك لـ«التوفير».. ختاماً لك مني ألف قبلة وسلام وكذلك سلامي لأمين وربنا يوفقه.. وبلغي حمادة إنني ببرقله عيني.

المصدر

  • كتاب «رسائل المشاهير». سامي كمال الدين.

محمد أحمد

محمد أحمد

صحفي يكتب في التراث والثقافة الشعبية