أساطير أبو الهول وحكاية ابن بطوطة وغيرهما.. قصص لا تفوتك قراءتها
ربما لم تسمع من قبل عن الأساطير التي نسجها العرب حول أبو الهول، ولم تُتاح لك الفرصة لقراءة حكاية ابن بطوطة وقصة الشيخة مريم. لكن ليس هناك مشكلة، في عامه الثاني «شبابيك» سرد لك حكاوي عن هؤلاء وغيرهم، ويعرض لك في هذا التقرير خلاصة هذه القصص والحكاوي.
أساطير أبو الهول
من المؤكد أنك شاهدت أبو الهول من قبل لكن في الغالب لا تعرف شيئا عن الأساطير التي نسجها العرب حوله، منها أنه طلسم للريح (شئ مرتبط بالسحر)، لو ذهب لأتلفت الريح مصر.
يتحدث مع القادمين والرائحين من الزوار!، ويُخبر عن الأعداء!.. وأساطير آخرى ذكرتها بعض المصادر التاريخية عن أبو الهول، منها أن له طلسم يُنبئ عن هجوم الأعداء على مصر أو ظهور غلاء ونزول المطر أو امتناعها، وغيرها من المغيبات التي كان بإمكانه الإخبار عنها.
لم يسلم وجه أبو الهول المُهشم من نسج الأساطير حوله أيضا، ومنها أن النبي موسى طلب منه أن يؤمن به (بعد أن قال له إنه يعلم أنه يتحدث)، فرفض أبو الهول وقال له إنه لا يؤمن إلا بإدريس فغضب «موسى» وضربه حتى أحدث به شقوق.
حكاية ابن بطوطة
ربما سمعت عن الرحالة ابن بطوطة، لكن هل تعلم شيئا عن قصته مع نساء جُزر المالديف، وسمك التونة؟.. إذا كانت إجابتك لا فيمكنك معرفتك قصته معهما الآن.
ما عجب منه الرحالة أن النساء في تلك البلاد كن يؤجرن أنفسهن للخدمة بالديار مقابل خمسة دنانير، وكن لا يلبسن إلا فوطة واحدة تسترهن من السرة إلى أسفل، وعندما ولي ابن بطوطة القضاء في هذه الجُزر حاول منعهن من تلك العادة إلا أنه لم يستطع.
أما سمك التونة فكان هو الطعام الأساسي في تلك الجزر، فكانوا يسمونه قلب الماس، كان لحمه أحمر ولا زفر له.
وماذا عن «أبو قرعة»؟
أبو قرعة ولي ربما لا تعرف عنه الكثير، لكن السؤال الذي يدور في ذهنك لماذا اعتبره الناس وليا؟.
الحكاية ترجع إلى تمكنه من منع ضررا وهلاكا كان يتسبب في موت بعض الناس، عندما هشم إناء الفول، تعجب المشترون من هذا الفعل إلا أنهم وجدوا حية تسعى لهلاكهم ماتت بسمها داخل الإناء، ومن هنا شهد له المجتمع بالولاية.
ومن الطقوس التي يُمارسها الناس في مقام سيدي «أبو خلف أبو قرعة»، شرب الخمر بدءا من غروب الليلة السابقة ليوم شم النسيم حتى منتصفها.
وكان مريدو «أبو قرعة» يذهبون لمقامه بالعربات «الكارو» مثله، ويُركبون أجراسا برقاب الحمير، ويزغردن النساء بشدة عند نزولهن من العربات، للاعتقاد أن ذلك يبعد الشياطين.
قصة الشيخة مريم
فتاة جميلة مدللة، عُرفت بصفاء النفس ومحبة الناس، كانت تحب مجالسة الطرق الصوفية.. نتحدث الآن عن الشيخة مريم، الولية المسلمة التي قدسها المسيحيون.
نسبها المسيحيون إليهم نسبة إلى السيدة مريم العذراء، واعتقد بعض المسلمين إنها شيخة مسلمة صوفية، فحدث طقس معكوس الأداء. المسلمون يؤدون طقوسا على هيئة نذور تهدى في كنيسة العذراء، وهى عبارة عن خبز يطلق عليه «عيش مريم»، ويزور المسيحيون مع المسلمين مقامها يوم مولدها، هو يوم شم النسيم، ويؤدون الطقوس من دوران حول مقامها وصنع الخبر وتوزيعه بالمقام.
الشيخة مريم.. قصة ولية مسلمة يقدسها المسيحيون
سيدي العريان
«برسوم العريان» قديس مسيحي يتخذه المسلمون وليا، فقصته قد تبدو مشابهة لقصة الشيخة مريم.
ومن القصص التي روتها بعض الكتب التاريخية حوله، أنه حبس نفسه 20 عاما في مغارة داخل كنيسة القديس «مرقوريوس» ملازما الصوم والصلوات ليل نهار دون فتور، وكان في هذه المغارة ثعبان إلا أنه استطاع استئناثه حتى أقام معه سنوات طويلة دون أن يؤذيه.
يُقام مولد «برسوم العريان» في منتصف سبتمبر من كل عام بالمعصرة قرب حلوان، ويشهد المولد جوا من التسامح الديني بين المسلمين والأقباط.
سيدي العريان.. قصة قديس مسيحي يتخذه المسلمون ولياً
«أبو رجيلة» والأتوبيس
«عبد اللطيف أبو رجيلة» ارتبط اسمه بأتوبيسات النقل العام، وإذا لم يُحدثك أحد كبار السن عن قصته فربما لا تعلم عنها شيئا، لذلك ننقلها لك بإختصار.
ظل «أبو رجيلة» يتنقل من مصر إلى إيطاليا حتى استدعها بعد ثورة يوليو 1952 وزير الشئون البلدية وقتها، وأسند إليه مسئولية تنظيم الأتوبيس والنقل في القاهرة، وكان وقتها كون ثروة طائلة وأصبح من كبار رجال الأعمال.
زمن التقاطر 3 دقائق، عمال يتولون مسئولية تنظيف الأتوبيسات بالمواد المطهرة مرتين أو ثلاثاً في الإسبوع، كان هذا وضع النقل عندما تولى «أبو رجيلة» مسئوليته، حيث كان يحرص على ركوب إحدى السيارات مرة واحدة على الأقل كل شهر متخفيا لمراقبة النظام.
إلا أن الأمور لم تُجرى كما كانت، حيث استيقظ «أبو رجيلة» على قرار بتأميم شركاته، وتحويل شركة الأتوبيس إلى هيئة النقل العام بالقاهرة، حتى آلت إلى الوضع الذي نراه الآن.