حكاية «تبة ضرب النار» التي زارها وزير التعليم العالي مع والده أثناء الحرب
قال نائب رئيس هيئة عمليات القوات المسلحة الأسبق، اللواء عاطف عبدالغفار، إنه لولا هزيمة يونيو ما كان انتصار أكتوبر ليتحقق، موضحا أنه بعد الهزيمة استطاع الفريق محمد فوزى، رئيس أركان حرب القوات المسلحة أثناء حرب يونيو ١٩٦٧، بناء الجيش فى وقت قصير.
وشدد والد وزير التعليم العالي والبحث العلمي الحالي الدكتور خالد عبدالغفار، على أنه رغم معاهدة السلام إلا أن إسرائيل العدو الأول لمصر، وهو أحد أبطال حرب أكتوبر ١٩٧٣.
من جهته قال وزير التعليم العالي، الدكتور خالد عبدالغفار: «أثناء حرب أكتوبر، كنت في الصف الثاني الإعدادي، وعايشت كل تفاصيل الحرب منذ نكسة ١٩٦٧ مروراً بحرب الاستنزاف وحتى انتصار أكتوبر».
وأضاف أن والده كان حريصا على اصطحابه دائما إلى موقع العمليات قبل الحرب وبعد الانتصار، قائلًا: «والدى كان دائما يحكى لنا عن حياته كمقاتل واستعداده الكامل للتضحية من أجل الوطن، وذهبت مع والدى إلى المعسكر أثناء حرب الاستنزاف».
67 هزيمة مش نكسة
والد الوزير يرى أن أحداث 1967 هزيمة ولا يصح وصفها بالنكسة، لأن النكسة تعنى أن هناك قوات مسلحة قادرة على العمل بعد ذلك، أما الهزيمة فتعنى أنه ليس هناك قوات مسلحة قادرة على العمل، وهو حالنا بعد هزيمة يونيو، إذ إن جيش مصر دمر بالكامل فى سيناء، ولولا الهزيمة ما كان نصر أكتوبر العظيم.
يقول عن نفسه: «كنت ضابط عمليات في مكتب المشير عبدالحكيم عامر، وبعد الهزيمة خرجنا بدروس مستفادة، وبدأنا دراستها جيدا، ومن أبرزها عدم تجهيز مسرح العمليات، مما عرض القوات لغارات مكثفة من الطيران الإسرائيلى الذى أدى إلى خسائر فادحة فى الأفراد والمعدات».
وعن مكان تواجد والد وزير التعليم العالي وقت هزيمة يونيو، ذكر أنه سبق طائرة المشير عبدالحكيم عامر؛ لتنظيم موقع العمليات في سيناء، ووقتها تعرضت طائرته للقصف لكنه نجا، ما اضطرت طائرة المشير إلى العودة من الإسماعيلية، وذهبنا إلى القاهرة فى نفس اليوم.
وتابع: «لم ننتظر كثيرا، خاصة أن حرب الاستنزاف كانت قوية ومؤلمة للعدو الإسرائيلى، وانتهينا من كافة التخطيط والتدريب، وفى ١٩٧٢ كنا جاهزين لحرب أكتوبر، وبدأنا خطة الخداع الاستراتيجى واستطعنا حشد جميع قوات الهجوم، وعندما تأكدت القيادة العامة من تجهيز مسرح العمليات بالكامل، فضلا عن دور الفريق سعد الشاذلى، رئيس أركان حرب القوات المسلحة الأسبق، حيث جهز العملية إدارياً من خلال منشور ٤٤، والذى نظم عملية عبور الأفراد والمعدات والأسلحة ونصب الكبارى، ويعد وثيقة عالمية لم تحدث فى العالم إطلاقاً حتى الآن، وتم التدريب عليها ما سهل عملية العبور».
طرد إسرائيل
اللواء عاطف يقول: «حرب أكتوبر نصر تحقق تحت أعين العالم، وترتب عليها طرد إسرائيل من الأراضى المصرية، وإتمام اتفاق سلام، وتعد أكبر حرب نظامية بعد الحرب العالمية الثانية، ومازالت تدرس فى التاريخ العسكرى فى العالم، ومدى نجاح القوات المسلحة فى التدريب، لدرجة أن دقة تصويب الصاروخ كانت بنجاح ٩٠% فى الضربة الأولى».
ويؤكد أن إسرائيل العدو الأول لمصر، وعقيدة الجيش لم تتغير، لكن مصر تحترم معاهداتها مع الآخرين، وذلك لا يغير فى الأمر شيئا، إسرائيل لديها خطط لتقسيم الدول العربية، وأمريكا تدعمها لتكون شوكة في ظهر العرب.
وأعلن حرصه على اصطحاب نجله «خالد- وزير التعليم العالي» وهو صغير على الجبهة، سواء أثناء حرب الاستنزاف أو حتى بعد حرب أكتوبر، من أجل زرع الانتماء وحب الوطن والاستعداد الكامل للتضحية من أجل البلد، قائلًا: «كنت أحيانا أجعله يشارك على تبة ضرب النار مع العساكر، وعندما التحق بالجيش جعلته يعتمد على نفسه بالكامل».