حماتك «ملاك»؟.. طيب اتعامل معاها كده وهترتاح

حماتك «ملاك»؟.. طيب اتعامل معاها كده وهترتاح

«طوبة على طوبة خلّي العركة منصوبة»، جملة أطلقتها أشهر حما في تاريخ السينما المصرية، الفنانة الراحلة ماري منيب، في فيلم «حماتي ملاك»، وسارت عليها بعض الحموات حتى وقتنا الحالي.

«شبابيك» يستعرض في هذا التقرير آراء بعض الشباب الذين يعانون من تسلط الحموات، ونطرح طريقة التعامل المثلى مع الحموات وكيفية كسب ودهم، بالاستعانة بآراء خبراء علم النفس، والعلاقات الأسرية.

«المتسلطة» و«المتحكمة»

استشاري العلاقات الأسرية والزوجية، الدكتورة أميمة السيد، تؤكد أنه يجب التفرقة بين الشخصية «المتسلطة» والأخرى «المتحكمة».

فالشخصية «المتسلطة» لديها عادة سيئة تدفع صاحبتها إلى حب السيطرة برأيها على كل الأمور حتى ولو كانت مخطئًة، وستتسبب في ضرر لها ولشركائها، والوصول بها للعناد والإصرار على تنفيذ ذلك الرأي.

أما «المتحكمة»، فقد تكون ظروفها ووضعها في الأسرة أو العمل حتّم عليها تحمل المسئولية عن الجميع بشكل قيادي لإدارة هذا المكان وأفراده، بأسلوب سليم وبعلاقة يتخللها التفاهم والوئام وتتسم بالشورى بين أفراد المكان، وبالتالي فهي شخصية بناءة لا يستاء منها الآخرون.

حماتي متسلطة جدًا

تعرّف أحمد سعيد (اسم مستعار) على خطيبته الحالية قبل عام ونصف تقريبًا، وبعد شهور قليلة تمت الخطوبة، وعقب ذلك بدأت المشاكل في الظهور.. «حماتي متسلطة جدًا ومش عارف أعمل معاها أيه».

يؤكد أحمد أنه لم يكن يعلم طبع حماته قبل الخطوبة، خاصة أنها كانت تتعامل بود ولطف شديد، ويضيف لـ«شبابيك»: «حتى خطيبتي بدأت تتغير بعد الخطوبة ولاحظت تأثرها بكلام حماتي أوي وده عملنا مشاكل كتير وبحاول أغير الطبع ده لكن مش عارف».

«أنا بحب خطيبتي جدًا علشان كده بحاول أتكلم معاها كتير وأفهمها أن تدخل حماتي بزيادة هيعمل مشاكل في حياتنا»، هكذا يؤكد «أحمد» استمراره مع خطيبته، ويشير إلى أنه يتمنى إيجاد حل لتسلط حماته وتدخلها في جميع شئون حياتهم، حتى يستمر مع خطيبته وتصبح حياتهما هادئة.

احكي سر لحماتك


 

هيثم أمين، ممارس علم النفس وسلوكيات، يرى أن هناك أكثر من طريقة للتعامل مع الحماة حسب طبعها، فيمكن أن يقول الزوج لحماته التي تتدخل في حياته كثيرًا، سرًا بسيطًا عن عمله أو يومه، هذا يساهم في تلطيف الأجواء بينهم.

وكشف «أمين» عن تجربة شخصية في موضوع الحماة المتسلطة، ويقول إن أحد أصدقائه كان يعاني من تصرفات حماته، لتدخلها في كل كبيرة وصغيرة في حياته، وفكر في حيلة للتخلص من تسلطها قليلًا، وكان يقول لها بعض الأسرار البسيطة جدًا وليس الأسرار الكبيرة «وبعدين هي بتهدى وتسكت لأنها عرفت اللي عايزه تعرفه».

حما شديدة ومتسلطة

«محمد»، محاسب في مكتب خاص، يؤكد أنه رغم تسلط حماته، إلا أنه حبه الشديد لزوجته دفعه للتمسك بها والاستمرار معها. ويروي «محمد» تفاصيل ارتباطه بزوجته الحالية، حيث أنه تعرّف عليها خلال المرحلة الإعدادية.

ويتحدث «محمد» أنه في بداية الأمر كان الموضوع مجرد إعجاب، وفي المرحلة الثانوية تحول الإعجاب لارتباط حتى انتهاء المرحلة الجامعية، ويضيف «طوال هذه الفترة وأنا أعلم أن والدتها شديدة شوية ومتسلطة، لكن قولت أكيد الوضع هيتغير بعد الخطوبة وهيبقى عندنا حياتنا الخاصة».

وتمت الخطوبة بعد ذلك، وهنا بدأت المشاكل الحقيقية في الظهور، والدتها متسلطة جدًا، تريد التدخل في كافة الأمور، وحدثت مشاكل عديدة كادت تتسبب في إنهاء العلاقة تمامًا «خاصة أن أهلي كانوا رافضين بسبب تصرفات حماتي، ولكن قدرنا نعدي سوا سنتين فترة الخطوبة».

ويوضح «محمد» أنه تم الزواج منذ سنة تقريبًا، ولازالت تدخلات حماته مستمرة، إلا أنه قرر تجاوزها، خاصة أنه اتفق مع زوجته على عدم إغضاب والدتها بأن يسمع لحماته ولا يطبق كلامها حتى لا تحدث مشاكل، ويشير إلى أنه قرر أن يود حماته ويتواصل معها كثيرًا حتى تشعر أنه بجوارها دائمًا، خاصة أن والد زوجته متوفي.

اتكلم مع زوجتك دون العنف

وينصح ممارس علم النفس وسلوكيات هيثم أمين بالتكلم مع الزوجة عن ضرورة الاعتماد على النفس، وأن تدخل والدتها «بيقللنا مش بيقومنا، ويتكلم معاها أن والدها ووالدتها أعتمدوا على نفسهم زمان ونجحوا، ويطلب منها أنها لا تقول لأمها أي حاجة».

«متدخليش في حياتنا»، طالب «أمين» بعدم قول هذه الجملة لوالدة الزوجة، والبعد عن العنف، ويؤكد أن شخصيات بعض الحموات لا تتقبل لهجة الحزم والحسم، خاصة أن هذا الأمر يتطلب من الزوج أن يفرض شخصيته، ويشدد على أنه يعرف كيف يحل مشاكله.

أفهم طبع وشخصية حماتك 

«أفهم طبع حماتك وتعود عليه»، يؤكد «أمين» أن هذا أحد الحلول لكسب ود الحماة والتأقلم عليها، للابتعاد عن المشاكل.

ويضيف: «لازم تكون عارف طبيعة حماتك علشان تقدر تختار هتتعامل معاها إزاي، يعني لو متسلطة وبتتكلم كتير ما تقولهاش سر علشان هتذيعه، ولو عصبية وبتحب الاستقلالية متكلمهاش بعنف، وهكذا».

ووجه ممارس علم النفس وسلوكيات، نصيحة للأزواج بالعمل على حل المشكلة مع الحماة، لأن هذا الأمر والتعود عليه أو تغيير طباعها قد يستغرق سنوات، لذا يجب الاستمرار على السلوك الجديد حتى تتغير حماتك، و«للأسف في أزواج كتير مش بتستمر»، وفقا لـ«أمين».

ملاحظة سلوكيات

تنصح استشاري العلاقات الأسرية والزوجية، الدكتورة أميمة السيد، الشباب المقبلين على الزواج بملاحظة سلوكيات أم الفتاة التي ينوي الارتباط بها.

وإذا وجد الشاب بعض العيوب الأخلاقية أو السلوكية، في شخصية الأم كأن تكون ملتزمة وذات خلق ولكنها متسلطة مثلًا أو يشوبها أي سلوك لا يرتضيه، فعليه أن يكون حذرًا عند الإقدام على خطبة ابنتها، إلا إذا كانت لديه القدرة والصبر للتغيير من سلوكيات خطيبته إن كانت اكتسبتها من الأم.

تعويد الزوجة على طباعه

في حالة زواج الشاب بالفعل من فتاة والدتها متسلطة، لا بد وألا يتراجع للحفاظ على زوجته وكيانهما الأسري، فيبدأ بأساليب المعالجة للأمور كافة، وأولها إذا كانت زوجته استقت من أمها قدرًا من صفة التسلط، يجب عليه أن يبدأ بتغييرها و تعويدها على طباعه قدر الإمكان وأن يحتويها ويقنعها برأيه بالمودة والرحمة لا العنف.

وعن تدخل الحماة المتسلطة في المشاكل سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، تقول «السيد» إن الزوج يرى أنها تحاول فرض سيطرتها المعتادة على حياتهم وأنها اقتحمت عقل زوجته لتحريك حياتهما كيفما تشاء هي، وبالتالي ربما تتفاقم المشكلة أكثر.

أكسب قلب زوجتك وحماتك بالهدية

يجب أن يتحلى الزوج بالهدوء والتصرف الحكيم في كل موقف، وألا يواجه حماته مباشرة وهو متحفز لها حتى لا يصطدم معها، بل عليه من كسب عقل زوجته، فالمؤمن كيّس فطن، والكرة هنا ستكون حتمًا في ملعب الزوج لأن حياة زوجته انتقلت عنده وابتعدت كيانيًا عن أسرتها.

وتضيف «السيد»: «هنا فإن احتواء مشاعرها ووجدانها يجعل أمر طاعته ميسرًا عليه، وأن يشترط عليها عدم السماح لأى طرف بالتدخل بينهما والإطلاع على خصوصيتهما من أولى الشروط التى على الزوج وضعها بحزم ممتزج بالمودة والحب لزوجته، وهنا تظهر قوامة الرجل في قدرته على التحكم في دفة السفينة فهو قبطان أسرته وخاصة قلب زوجته وقلب حماته أيضًا».

وتشير استشاري العلاقات الأسرية والزوجية إلى أن الزوج يريد أن يحظى بقدر من الحب والاحترام، وذلك من السهل أن يمتلكه ببعض كلمات التقدير والعرفان والمدح غير المبالغ فيه لها، والمعاملة الطيبة، وتقديم بعض الهدايا الرمزية من حين لآخر لحماته.

أطلب من حماتك تنصح ابنتها

يمكن أن يطلب الزوج من حماته أن تنصح ابنتها بألا تجعل حياتهما مشاعا بين الصديقات والمقربات إليها، في إشارة مهذبة منه لحماته برفضه تدخل أي شخص في حياتهما حتى الأم مع كامل احترامه لها.

ومع مرور الأيام يستطيع الزوج والزوجة أيضا التأقلم مع الطرف الآخر وأهله، واعتيادهم على التعامل مع شخصيته كما يفضل، وعلى كل طرف أن يبدأ هو بمعاملة الأطراف الأخرى بالنية الصافية وبالحسنى وبما يرضي الله قدر استطاعته، ويثق في أن الله سيوفقه لعلاقات ناجحة ومستقرة مع الآخرين.

المصدر


  •  

مروة نبيل

مروة نبيل

صحفية مصرية تكتب في ملف العلاقات والرياضة بموقع شبابيك، حاصلة على كلية الإعلام وفنون الاتصال بجامعة 6 أكتوبر، وعملت في عدة صحف مصرية