شباب يحكون لـ«شبابيك» حين تعرضوا للتحرش من فتيات

شباب يحكون لـ«شبابيك» حين تعرضوا للتحرش من فتيات

التحرش ظاهرة ليست مرتبطة باعتداء الشباب على الفتيات فقط، بل أصبح هناك فتيات يتحرشن بالشباب.. في هذا التقرير من «شبابيك» ستتعرف على قصص شباب تعرضوا لمثل هذه المواقف، وكيف يفسر الطب النفسي تلك الظاهرة.

البنت محتاجه لمشاعر

«البنات في النهاية بشر بداخلهن مشاعر وأحاسيس وأفكار عديدة، خاصة في سن المراهقة والمرحلة الجامعية»، هكذا علق الدكتور سعيد عبد العظيم، أستاذ الطب النفسي بكلية الطب جامعة القاهرة، على حدوث بعض حالات تحرش للولاد من الفتيات.

ويؤكد أستاذ الطب النفسي أن البنات التي تقدم على هذه الخطوة قد يكون لديها رغبات أكثر، تدفعها لهذا التصرف، فأحيانًا تشعر البنت أنها في حاجة إلى شخص يبادلها مشاعر؛ فتقدم على التحرش بشاب لفظيًا أو جسديًا، ولكن بشكل بسيط للغاية وليس مثل تحرش الشباب بالتأكيد.

ويرى «عبد العظيم» أن البت في السن الصغير وفترة المراهقة ممكن تفكر في التقرب من شاب، وتشعر باحتياج لشخص يبادلها مشاعر وتعيش قصة حب، وهذه الأحاسيس تدفع البنت للتحرش بأي ولد، وتسعى أن يكون لديها علاقة مع أبن الجيران مثلًا، أو زميلها في المدرسة أو الجامعة.

ويشير إلى أن «بنات قليلة جدًا اللي بتتحرش بولاد»، ويكون ذلك تحت ضغط الظروف الاجتماعية التي تعيشها تلك الفتاة في البيت، خاصة من ناحية الأب، ما يدفعها للبحث عن شخص آخر لشغل هذا الفراغ.

تحرش في الأوتوبيس

علي الفايد، مصري مقيم بالخارج، يروي لـ«شبابيك» تجربته مع التحرش عندما جاء إجازة إلى مصر يوم 3 أكتوبر 2017، وبعد يومين حجز للسفر إلى الغردقة، ويقول إنه «كان المقعد بتاعي في الباص رقم 24 ومقعد 25 كانت فيه بنت. تحركنا بالباص الساعة 11 بالليل وأخذنا طريق السويس».

يقول «الفايد» إن السائق اطفأ الأنوار في الثانية صباحًا تقريبًا، ومعظم الركاب استغرقوا في النوم، وأنه استرخى قليلًا وأغمض عينيه، ويضيف: «البنت اللي جنبي كانت كل شوية تلزق فيا، وطول الطريق لو الباص أخد مطب أو أي حاجة ألاقي أيدها في مكان حساس وتقول أسفة».

يؤكد «الفايد» أنه شعر بأيدي الفتاة تتحرك في «مكان حساس» بعد أن أغمض عينيه لبعض الوقت، «وبعدين عملت ميت وسبتها تعيش علشان كنت محرج جدًا إني أفتح عيني، ولما نزلنا من الأوتوبيس طلبت رقمي».

الفتاة التي تعمل «ويتر» في كازينو بالغردقة، على علاقة بـ«الفايد» عبر «واتس آب» حتى الآن. علاقة بدأت بتحرش حسبما روى.

المدرسة تحرشت بيا في إعدادي

مصطفى حسن (اسم مستعار)، تعرّض للتحرش من قبل مدرسته وهو في الصف الثاني الإعدادي. يقول لـ«شبابيك»: «الميس مسكتني من سوستة البنطلون، وفضلت تشدني منها عليها، وبعدين قالتلي عايزاك تجيبلي كراسة التحضير من غرفة المدرسات».

ويؤكد أنه مرت سنين كثيرة على هذه الواقعة، وخلال زيارته للمدرسة في إحدى المرات تقابل مع المدرّسة، ويضيف «سلمت عليا بحرارة جدًا، وبعد ما مشيت خلاص نادت عليا باسمي وغمزتلي، وللعلم المدرسة دي كانت في بريطانيا فترة».

بنت شدت رجلي ناحيتها

يؤكد أحمد علي، أن طبيعة عمله تجعله يسافر يوم السبت ويعود الخميس، وأثناء عودته من الأردنية (العاشر من رمضان) للحي 14، جلس في الكرسي الثاني بعد السواق، وبجواره فتاة عمرها حوالي 19 أو 20.

ويضيف علي لـ«شبابيك»: «أنا ضامم رجلي علشان ملمسش اللي جنبي ودي راحت شدت رجلي ناحيتها وقالتلي اقعد براحتك»، ويؤكد أنه لم يكن يستوعب الموقف فصمت، وضم رجله مرة أخرى، فقامت الفتاة بوضع رجلها بجواره وضحكت.

العلاقة تحولت من تحرش لأخوة!

«قولتلها هتعملي اللي هقولك عليه ولا أقول لمامتك اللي حصل»، هكذا قام إسلام نصر (اسم مستعار)، بتخويف فتاة قامت بالتحرش به، خاصة أن والدها ووالدتها يعرفوه جيدًا، ويعلمون أنه صريح ولا يكذب، فخافت الفتاة منه؛ وأكدت له أنها ستفعل ما يريد.

ويوضح أنه طلب منها أن تحضر له الأكل الذي يحبه، ويلعب على جهاز الكومبيوتر الخاص بها كما يريد، ويضيف: «مكانتش بتصلي خليتها تصلي، وبدأت العلاقة بينا تتحول من محاولة تحرش لعلاقة أكتر مما يكون أخ وأخت، وحاليًا هي متجوزة وعندها ولد وبنت، وبشوفها كتير وبنسلم على بعض ونضحك ونسينا الحوار».

وعن إحساسه في هذا الموقف، يؤكد لـ«شبابيك»، أنه كان خائفًا للغاية، وفي نفس الوقت كان مستمتعًا، ولكن «أول ما جالي إحساس أن دي حاجة غلط زعقتلها».

وسائل التواصل السبب

«وسائل التواصل الاجتماعي شجعت البنات على الجرأة والتحرش بالولاد، والحديث معهم على فيس بوك أو واتس آب»، هذا كان تعليق الدكتور سعيد عبد العظيم، على ظهور حالات تحرش بالشباب، ويؤكد أن هذه العلاقة ممكن أن تتطور، وتحدث مقابلات بدون علم الأهل، والبعض قد يقع في مشاكل كبيرة.

ويؤكد أن البنات باتت جريئة للغاية؛ «ده أحيانًا بيخلوا الولاد يروحولهم البيت وأهلهم مش موجودين وتحصل علاقة ما بينهم». وضيف أن هذا الموضوع «خطير للغاية»، خاصة أن حالات التحرش تتطور، والجرأة شعار بنات في الجيل الحالي عكس جيل زمان، البنات كانت خجولة.

ظاهرة جديدة

ويشدد «عبد العظيم» على أن ظاهرة تحرش البنات بالولاد جديدة على المجتمع المصري، وباتت المفاهيم والعادات الغربيّة تنتقل إلى مصر، ويضيف «أصبحنا في مجتمع قيمه أقرب للمجتمعات الغربيّة، وليس مجتمع شرقي متحفظ.. العلاقات بتتمادى والتحرش قد يصل إلى علاقة جنسية، وهذا الموضوع مكنش موجود في الماضي».

وبالرغم من ذلك يؤكد «عبد العظيم»، أن ظاهرة التحرش بالولاد ليست ظاهرة منتشرة بين جميع الفتيات، ويقول «بناتنا مش كده، ولازالت البنت الشرقية لديها قدر من القيم التي تساعدها على مواجهة خطر وسائل التواصل الاجتماعي».

نصيحة للأسرة

استشاري الطب النفسي، طالب الأسرة المصرية أن تبقى أكثر ترابطًا، خاصة أن المجتمع أصبح يفتقد الحوار، وتبادل المشاعر قل كثيرًا عن الماضي، وهذا خطر؛ ويدفع البنات للبحث عن شخص يعطيها مشاعر.

مروة نبيل

مروة نبيل

صحفية مصرية تكتب في ملف العلاقات والرياضة بموقع شبابيك، حاصلة على كلية الإعلام وفنون الاتصال بجامعة 6 أكتوبر، وعملت في عدة صحف مصرية