حادث الواحات.. هل المتشددون في طريقهم للزوال أم زيادة النفوذ؟

حادث الواحات.. هل المتشددون في طريقهم للزوال أم زيادة النفوذ؟

لم يكن حادث الواحات الأول والأخير من نوعه؛ ففي السنوات الأخيرة تستيقظ مصر كل فترة على حادث يستهدف قوات الأمن ويتسبب في سقوط عدد كبير جدا من الضحايا.

البعض يقول إن هناك مشكلة أمنية في التعامل مع هذه الجماعات المسلحة، والبعض الآخر يرى أنه مجرد عمل انتقامي يحاول إظهار أن هذه الجماعات لا تزال في موقف قوة.. فماذا يرى الخبراء العسكريين والأمنيين من خلال قراءاتهم للواقع.

الجماعات الإرهابية تزداد شراسة

«التنظيمات الإرهابية أصبحت أكثر قوة وشراسة».. هذا ما يؤكده الخبير الاستراتيجي اللواء حسام سويلم في حديثه لـ«شبابيك».

«الحقائق تقول إن داعش انسحبت جزئيا من مناطقها الأساسية في سوريا والعراق، ونقلت نشاطها إلى مصر، ويساعدها في ذلك بعض القواعد التي تعطيها حصانة على حدود البلاد مثل ليبيا والسودان وغزة».

«لا يمكننا أن نقول إن قوة هذه الجماعات المسلحة تتراجع؛ فكلما زاد الجيش المصري من هجماته، زادت هذه الجماعاة شراسة، فهناك جهات تمولها بالمال والرصد المعلوماتي والسلاح، لتكبيد مصر خسائر فادحة».. هكذا يتابع «سويلم».

وإذا نظرنا إلى حادث الواحات وعدد الشهداء، فهذا يؤكد أننا أمام حرب استنزاف، نخوضها منذ 25 يناير 2011، وهي أشد من حروب الاستنزاف التي سبقت أكتوبر 1973، لأننا نواجه الإرهاب في أكثر من جبهة، وليس جبهة واحدة مثل الحرب بين مصر وإسرائيل» كما يقول الخبير الاستراتيجي.

 داعش يتقوى بالانقسام السياسي

«تجاوز عدد الضحايا من قوات الأمن حتى هذه اللحظة الـ50 شهيدا.. هذا الرقم يدل على وجود خطأ ما».. هكذا يقول خبير عسكري رفض ذكر اسمه في حديثه لـ«شبابيك».

«فلا يمكننا القول إن الجماعات الإرهابية تشهد ضعفا أو تراجعا، فهذه الجماعات تتنامى بسرعة، أكبر دليل على ذلك هو انتقال نفوذها إلى مصر».. يتابع الخبير العسكري، والضابط السابق بالجيش.

وعندما نتأمل في حادث الواحات على سبيل المثال، فسنجد أنفسنا أمام جماعات مسلحة لديها جهاز معلوماتي قوي ودقيق، تستطيع تحديد أماكن الهجوم بدقة، واستخدام كافة أنواع الذخائر والأسلحة، ولها قدرة كبيرة في حرب الشوارع والعصابات، ومهاجمة الكمائن والخروج بأقل الخسائر الممكنة، مقارنة بالطرف الآخر وهو القوة النظامية».. كما يقول الخبير الأمني.

و«في مواجهة تنامي هذه الجماعات تحتاج قوات الأمن في مصر إلى الكثير من التدريب وخصوصا على حرب العصابات، وأنظمة جديدة في التسليح والاتصالات وتجميع المعلومات، إلى جانب تحقيق مفصل عن أسباب الهزيمة لتلافي هذه الأخطاء، فنحن أما سيناريو واحد لجميع الأحداث الإرهابية يتكرر كل فترة».

ومع الحل الأمني، تكون السياسة عاملا مهما في مواجهة هذه الظاهرة.. يقول الخبير الأمني: «الجماعات الإرهابية تتغذى على الانقسامات الداخلية في المجتمع، مثلما نرى في العراق وسوريا، وبالتالي تستطيع استقطاب الشباب لتنفيذ هذه العمليات.. والحل لكل هذا يجب أن يبدأ من الأساس، من إرساء القانون وحقوق الإنسان وعدم مواجهة هذه الحوادث بمزيد من التضييق وفرض لقانون الطوارئ، وإلا سنتحول في النهاية لحالة الحرب الأهلية».. كما يقول الخبير الأمني.

الجماعات المسلحة تلفظ أنفاسها الأخيرة

«الجماعات الإرهابية تلفظ أنفاسها الأخيرة»..  كان هذا هو رأي الخبير العسكري، اللواء جمال مظلوم.

فحادث الواحات الأخير، وغيره من الحوادث التي تستهدف قوات الأمن بعنف تدل على أن الجماعات المسلحة تحاول أن تظهر في موقف القوة، بعد الخسائر التي تكبدتها في سيناء، فتعمد إلى تسريب بعض المعلومات عن عملية معينة مثلما حدث في الواحات، لتستدرج قوات الأمن إلى هناك وتحدث خسائر مدوية، في أمر أشبه بالعمل الانتقامي، كما يقول «مظلوم» في حديثه لـ«شبابيك».

«لا أستبعد أن تكون محاولات داعش لتمرير عملياتها في المدن أو بالقرب منها، إلا نتيجة لتضييق الخناق عليها في سيناء».. هكذا يتابع الخبير العسكري، فبالنظر إلى الإحصاءات والأرقام نجد أن العمليات الإرهابية قلت كثيرا هناك لم يعد الإرهابيون قادرون على التحرك، فالبتالي ينقلون معركتهم في المدن، ليستمرون في أهدافم بضرب الاقتصاد أو السياحة أو إعطاء انطباع أن مصر غير مستقرة دائما».

ليست بنفس القوة ولكن

«لم تعد الجماعات الإرهابية بنفس قوتها، وهي في طريقها إلى الزوال».. هكذا يتفق الخبير الاستراتيجي اللواء أحمد عبد الحليم مع الرأي السابق، ولكنه يقول أن ضعف هذه الجماعات يرتبط بإمدادات جديدة لها من الدول أو الكيانات الداعمة للإرهاب.. «الأسلحة التي استخدموها في حادث الواحات متطورة جدا على سبيل المثال».

لكن كثرة عدد الضحايا في الحادث ليس سببه هذه الإمدادات بقدر ما كانت العملية سريعة وغير مرتبة... ويبقى السؤال هنا هو « كيف نقاوم هذه الجماعات المسلحة»؟

أميرة عبد الرازق

أميرة عبد الرازق

محررة صحفية ومترجمة مصرية مهتمة بشؤون التعليم واللغات وريادة الأعمال