هيناقشوا «تسخير العائد الديموجرافي» في منتدى شباب العالم.. بس هو إيه؟
أثار إدراج اللجنة المنظمة لفعاليات منتدى شباب العالم، موضوع بعنوان «تسخير العائد الديموجرافي من خلال الاستثمار في الشباب»، حالة من الجدل لدى البعض لصعوبة المصطلح.
منتدى شباب العالم يقام في مدينة شرم الشيخ، خلال الفترة من 4 حتى 10 نوفمبر 2017، بمشاركة أكثر من 60 وفدًا من شباب العالم، وتوقعات بحضور أكثر من 3 آلاف ضيف يمثلون 86 دولة.
تمكين الشباب في أفريقيا
قمة الاتحاد الأفريقي الأخيرة، التي عقدت في شهر يوليو الماضي، بأديس أبابا، كانت قد اعتمدت موضوع العام «تسخير العائد الديموجرافي من خلال الاستثمار في الشباب»، للحث على ضرورة دعم وتمكين الشباب في أفريقيا.
وطالبت القمة الأفريقية الحكومات المختلفة بتطوير المنظومة التعليمية وتنمية المهارات ودعم الرعاية الاجتماعية، ودعم التشغيل الذاتي للشباب، حتى تصبح القارة لاعبًا أساسيًا على الساحة العالمية في المستقبل.
وشددت القمة على أهمية الاستثمار في تعليم الشباب وتوفير رعاية صحية مناسبة له، ورفع قدراتهم ومهاراتهم، للمساهمة في إتاحة فرص عمل جيدة لهم، ما يؤدي إلى تمكينهم من المشاركة في بناء أوطانهم.
القمة الأفريقية نادت أيضًا بضرورة الاستثمار في المشروعات للمساهمة في عمل الشباب والحد من نسبة الفقر، وتأسيس صناديق من أجل العمل على تنمية مهارات الشباب، وإتاحة برامج تدريب مهني لهم.
ونادت بضرورة تشجيع برامج الشباب التطوعية، وتشجيع الجهات المصرفية المختلفة على إقراض المشروعات سواء الصغيرة أو متناهية الصغر، وذلك حسبما جاء في بيان القمة.
وأكد بيان القمة الأفريقية، أن «بناء قارة يسودها الأمن والسلام والتطور والتنمية يتطلب تمكين جيل الشباب، وتحسين الخدمات التعليمية والتدريبية لهم»، خاصة أن الشباب يمثل الجزء الأكبر، لذلك يجب رعايتهم لأنها ستحدد مصير أبعاد التنمية في القارة خلال الـ50 عامًا القادمة، لتحقيق شعار«أفريقيا التي نريدها».
الدراسات الحديثة التي أذيعت خلال فعاليات القمة الأفريقية الأخيرة، قد أشارت إلى أن الشباب في أفريقيا يمثل حوالي 60% من سكان القارة.
كل ما تريد معرفته عن منتدى شباب العالم
يعني إيه ديموغرافيا؟
كثيرون يتداولون ويعيدون نشر كلمة «ديموغرافيا» دون معرفة معناها وأصلها، وديموغرافي هي كلمة يونانية الأصل، ومشتقة من جزئين، الأول «ديمو» ويعني شعب أو سكان، أما الثاني «غرافيا» فتعني دراسة. وعليه فـ«ديموغرافيا» تعني علم السكان أو الدراسات السكانية، وهو فرع من علم الاجتماع والجغرافيا البشرية.
أهميتها
تهدف الديموغرافيا إلى دراسة خصائص السكان بشكل علمي سواء من حيث الحجم، أو الكثافة، أو التوزيع، أو الأعراق أو حتى أسباب الهجرة والتوزيع الجغرافي، لكي يتم تحديد الاحتياجات البشرية في الوقت الحالي والمستقبل.
وتعتبر الديموغرافيا طريقة مبدئية لفهم المجتمع البشري، لأنها لا تهتم بالتحقق من عدد السكان في مكان ما فقط، بل تكشف سبب الزيادة أو النقصان لهذا العدد وفقًا للإحصائيات السابقة، وتعمل على تفسير هذا الأمر، كما توضح الميول المستقبلية لحدوث تغيير سكاني.
تاريخها
بدايات علم الديموغرافيا تعود إلى جون غرونت، الذي وقع أول إحصائية ديموغرافية لأعداد الوفيات في عام 1662م، من خلال دراسة سجلات القتلى الأسبوعية لنهاية القرن الـ16 الميلادي.
وقدّر «غرونت» النسب الرقمية، ووزعها بين الذكور والإناث، ثم أضاف معدلات الولادة والوفاة لمدينة لندن وضواحيها. تأثر عدد من الباحثين بـ«غرونت»، مثل يوهان سييلش، وغوتلش أوردنونج؛ وقاما بتحليل أعداد بعض مدن ومحافظات بروسيا عام 1765م، ثم صدر أول جدول إحصائي لسكان بروسيا.
وظهر بعد ذلك عدد من التطورات في أوروبا خلال القرن الـ18، مثل؛ الاهتمام بالرعاية الصحية، والتأمين على حياة الأشخاص، ما ساهم في زيادة الوعي بضرورة توفير سجلات تضم الإحصائيات الهامة كالمواليد والوفيات.
وتطورت الدراسات الديموغرافية خلال القرن الـ19، وبات الاهتمام بشكل أكبر بمتابعة معدلات الوفاة والولادة في الدول الصناعية، وزاد الاهتمام بمتابعة هذه النتائج بين الحربين العالميتين، وتم تأسيس الاتحاد الدولي للدراسات العلمية للسكان عام 1928.
الخلاصة
بعدما أثبتت الدراسات الحديثة لعلم السكان أن الشباب يمثل أكثر من 60% من سكان قارة أفريقيا، بات مطلبًا أساسيًا تمكينهم من المناصب القيادية وإدماجهم في المجتمعات حتى يكونوا قادة المستقبل، ومن هنا جاء مصطلح «تسخير العائد الديموجرافي من خلال الاستثمار في الشباب» في قمة الاتحاد الأفريقي الأخيرة، ليحث الدول على الاستثمار والتنمية في الشباب.