صرخة من الغائبين عن «منتدى شباب العالم»
في الوقت الذي يترقب فيه الجميع انطلاق فعاليات منتدى شباب العالم في شرم الشيخ، أطلق مجموعة من الشباب حملة باسم «منتدى شبابنا» علي الإنترنت، لدعوة جميع الشباب للتعبير عن رأيه بكل حرية ووضوح. «شبابيك» تواصل مع بعض المشاركين في «منتدى شبابنا» للحديث عن هدفه ومغزى تزامنه مع منتدى شباب العالم.
طرح المشاكل الحقيقية
الباحث بالمركز القومي للبحوث التربوية الدكتور كمال مغيث يرى أن «منتدى شبابنا» جاء كرد طبيعي على إطلاق منتدى شباب العالم، لكي يطرح المشاكل والقضايا الحقيقية التي يواجهها الشباب في الدولة.
ومن المقرر أن يشارك «مغيث» في جلسة «تعليمنا» بمحور الإعلام والتعليم والثقافة، التي ستقام 7 نوفمبر الجاري.
إصلاح التعليم
يقول الخبير التربوي لـ«شبابيك»: «توليت ملف التعليم وسنناقش كيفية إصلاحه ضمن أحد محاور منتدى شبابنا. هي دي القضايا الحقيقية التي يجب طرحها وإيجاد حلول لها، وليس نظام المحاكاة الذي لا فائدة له».
وعن توقعاته لمدى نجاح «منتدى شبابنا» على أرض الواقع، توقع «مغيث» أن يحقق المنتدى صدى واسعًا خاصة أنه يطرح قضايا واقعية، فيما يهتم القائمين على منتدى شباب العالم بـ«المظهرية والبروباجاندا».
ويؤكد «مغيث» أن الشباب المصري يعاني من عشرات المشاكل التي تحتاج إلى حلول، فهناك مشكلة البطالة، والشباب المعتقلين والمختفيين قسريًا، وغيرها من الأمور التي يتم التعتيم عليها وتجاهلها، فيما تم إعداد بروباجاندا ضخمة لمنتدى شباب العالم، ولكن لم يتم الكشف عن أي أمور خاصة به، وتم التحضير له في غيبة عن الرأي العام والتنوير.
وتساءل الخبير التربوي عن بعض الأمور الخاصة بمنتدى شباب العالم، وقال: «من المسئول عن تمويل المنتدى الضخم؟ وما العائد من إنفاق ملايين الجنيهات على الشباب القادم من الخارج؟ وكيفية اختيار شباب العالم المشارك في المنتدى؟ وما الهدف من ذلك؟».
فكرة ذكية
الناشط السياسي حازم عبد العظيم قال لـ«شبابيك» إن «منتدى شبابنا فكرة ذكية جدًا وفي توقيت مثالي». وأكد «عبد العظيم» أن الشباب من حقه أن يعبر عن رأيه ويناقش المواضيع والقضايا التي تهمه وتخص الرأي العام، وهو الأمر الذي دفعهم لإطلاق «منتدى شبابنا» بالتوازي مع المنتدى الذي أطلقه الرئيس عبد الفتاح السيسي، من أجل العمل على إظهار الحقائق.
استغلال الهاشتاج
ويضيف «عبد العظيم»: «شوفت الفيديو اللي الشباب عاملينه على صفحة منتدى شبابنا كويس جدًا، وبيرد على فيديو منتدى شباب العالم.. بيقولوا لو عندك مشكلة وعايز تقول رأيك فعلًا We Need To Talk، لو مكنتش قادر تقول رأيك We Need To Talk، لو أجبرت على الرحيل عن بلدك We Need To Talk».
ويشير إلى أن الشباب نجحوا في استغلال الشعار الرسمي لمنتدى شباب العالم «We Need To Talk»، وأصبح الهاشتاج يحتوي على تدوينات للعديد من المشاركين والمتضامنين مع «منتدى شبابنا»، كما قاموا بإطلاق هاشتاج معاكس، وبالتالي الأجانب سوف يرون تعليقات على عكس الأفكار التي تروج لها الدولة، خاصة أن «منتدى شباب العالم تمثيلية لتلميع النظام».
ويؤكد «عبد العظيم» أنه يتابع «منتدى شبابنا»، ويشارك عبر حسابه على «فيسبوك» فاعلياتهم والفيديو الذي أطلقوه كنوع من أنواع الدعم لهم، ويقول: «أحيي الشباب على إطلاق منتدى شبابنا أونلاين في نفس توقيت منتدى شباب العالم، للمشاركة بالكلمة والرأي في ما يحدث بالدولة».
التعبير عن الرأي المختفي
خالد البلشي، عضو مجلس نقابة الصحفيين السابق، ورئيس تحرير موقع «البداية»، قال إن: «منتدى شبابنا هو محاولة لمناقشة الرأي المختلف.. الرأي الذي لم يُطرح. وهذا وضع صحي أن يتم الرد على جميع الإدعاءات والوضع السياسي الذي نعيشه من كبت الأصوات لحجب المواقع الإلكترونية وغيرها من الأمور، وذلك على عكس الدعاية التي يقوم بها منتدى شباب العالم في شرم الشيخ».
«البلشي» اعتبر أن منتدى شبابنا خطوة صحية وضرورية وهامة للغاية، لتوضيح ما يحدث على أرض الواقع بشكل حقيقي، والكشف عن حجم الانتهاكات والاستبداد الذي يعيشه الشباب. وأضاف: «منتدى شبابنا يسعى للتعبير عن الرأي المختفي، وصوت المعتقلين والمختفيين، ويناقش الاقتصاد والثقافة والتعليم وأمور أخرى».
«البلشي» أكد لـ«شبابيك» أن هناك شباب ومواطنين في المجتمع يجب أن نعترف بهم، ويقول: «منتدى شبابنا لكل الناس اللي معندهاش We Need To Talk، وبالمناسبة الرئيس السيسي هو من قال أننا معندناش صحة وتعليم، علشان كده We Need To Talk».
كل ما تريد معرفته عن منتدى شباب العالم
منتدى رسمي احتفالي
على الجانب الآخر، أكد رئيس حزب التحالف الشعبي الاشتراكي مدحت الزاهد أن الرأي المتبع في إقامة المنتديات الكبرى بالدول الديمقراطية، أن تكون مفتوحة لمشاركة الجميع وتكون هناك منظمات مدعوة في فعالياتها، وليست قائمة مغلقة.
ويرى «الزاهد» أنه يجب الإخطار والإعلان عن تلقي طلبات المشاركة والمقترحات، ويكون هناك مجال للتفاعلات، ويتم ذلك عن طريق الهيئة التنسيقية.
وتابع: هذه الأمور تغيب عن منتدى شباب العالم للشباب، ما يجعله منتدى رسمي احتفالي كرنفالي يفقد طابعه الديمقراطي، ويصعب من تعزيز العلاقات بين الشباب.
إعلان حسن النوايا
وشدد «الزاهد» على أن الشباب المصري يحتاج إلى إعلان حسن النوايا من قبل الحكومة، ولذلك كان يجب الإفراج عن الشباب المعتقل في قضايا الرأي حتى يكون هناك دليل على صدق نوايا الرئيس والحكومة، بإصدار قرارات عفو شامل عن سجناء الرأي «فالسجون ليست مكانًا لإيداع أصحاب الرأي فيها».
رئيس حزب التحالف الشعبي الاشتراكي يرى أن الشباب الذي يحضر المؤتمرات الرسمية يكون 7 نجوم من الجامعة الأمريكية، والكندية، ولا يوجد فلاحيين أو عمال أو عاطلين، حتى يكون هناك تمثيلًا قويًا لقوى الشباب المختلفة، وهذا يظهر أن المنتدى لقوى تقليدية نخبوية جدًا، وليست للكتلة الكبيرة التي تعاني من الضياع.
منتدي شبابنا
أكد المسئولون عن «منتدى شبابنا» أن تكرار لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي بمجموعة من الشباب في المؤتمرات، يوحي بحدوث مناقشات هامة ومعارضة منهم أحيانًا، ولكن غالبية المشاركين لا يمثلون الشباب، بل هم شباب البرنامج الرئاسي وشباب الأحزاب الذين يتم اختيارهم بمعايير معينة، وذلك حسبما أعلنوا عبر «فيسبوك».
ويؤكد المسئولون عن «منتدى شبابنا» أن الشباب المحبط لا يُسمع له صوتًا، ولا يعبر عن رأيه أو يشارك في المؤتمرات، وهناك شباب يتم سجنه وينكل به لتعبيره عن رأيه المختلف والرافض لبعض السياسات، لذلك كانت فكرة إطلاق «منتدى شبابنا»، لتوصيل صوت الشباب الآخر.
جدول المنتدى
أعلن «منتدى شبابنا» عن جدول أعماله الذي سينطلق في 5 نوفمبر عبر صفحة المنتدى الرسمية على «فيسبوك»، وستكون ورشة شباب المعتقلين ثابتة طوال أيام المنتدى، وجاء الجدول كالتالي:
المحور الأول
قضايا شبابية مصرية وعالمية، وسيحتوي هذا المحور على جلستين؛ الأولى للأمن القومي والإرهاب والهجرة غير الشرعية واللاجئين، أما الثانية فتكون مساهمة شبابنا في حفظ السلام ومنطقة النزاع (الاتفاقات والتنازلات الدولية).
المحور الثاني
الاقتصاد وريادة الأعمال، وسينطلق هذا المحور في 6 نوفمبر ويحتوي على 3 جلسات، الأولى ريادة الأعمال وتوظيف طاقات الشباب في التنمية المستدامة، والثانية الاقتصاد والاستثمار، والثالثة المشروعات.
المحور الثالث
الإعلام والتعليم والثقافة، وستكون هناك 4 جلسات الأولى؛ لائحة تنظيم الإعلام، والثانية الإعلام وحرية التعبير، والثالثة الحرية في الإبداع والتعبير، والرابعة جلسة التعليم.
المحور الرابع
اضطهاد وقمع قادات المستقبل، وسيحتوي هذا المحور على جلسة الممارسات غير القانونية ضد الحقوق والحريات، المنع من السفر، الاعتقال السياسي والاختفاء القسري.
المحور الخامس
المجتمع المدني والدستور والبرلمان، ويضم هذا المحور جلستين الأولى؛ وضع مجتمعنا المدني وقمع المدافعين عن حقوق الإنسان، وجلسة الدستور والبرلمان. وفي 10 نوفمبر، ستكون هناك المشاركة والتوصيات والتجميع.