حامد مرسي.. «جان» العشرينات الذي أدى زواجه لتشويه وجهه
في بدايات القرن العشرين ظهر المطرب حامد مرسي، والذي نال شعبية كبيرة بين الشباب في تلك الفترة نظراً لعذوبة صوته وحُسن إطلالته، ما عرّضه لمشاكل جسيمة بسبب إعجاب الفتيات به.
اشتهر «مرسي»، الذي ولد بمحافظة البحيرة بلقب «بلبل مصر»، في قت تواجدت فيه أسماء لامعة في عالم الطرب، من أمثال صالح عبدالحي، وعبداللطيف البنا، ومنيرة المهدية، وفتحية أحمد، ومحمد عبدالوهاب، وملحنين من أمثال سلامة حجازي، وأبو العلا محمد، ورياض السنباطي.
ماهر العطار.. تعرف على مطرب الشباب في الخمسينات
في سنوات عمره الأولى، بدأ في حفظ القرآن الكريم وتجويده وقراءته قراءة صحيحة بصوت واضح المخارج سليم النطق، من ثم كان محل رعاية واهتمام شيوخ الكًتّاب، والتحق بعدها بالمعهد الديني في طنطا بمحافظة الغربية.
في تلك الفترة كان يغني التواشيح، والمدائح النبوية في مدح الرسول في المناسبات التي يحتفل بها أهل القرى والنجوع.
لقاء الصدفة
في الإسكندرية، وهو يغني على أحد مسارحها، تواجد سيد درويش هناك بالصدفة، وبعد نهاية الحفل ذهب إلى الكواليس وقدم له التهاني مبدياً إعجابه بصوته، وقرر أن يعطيه لحناً من ألحانه، وكان «زوروني كل سنة مرة» الذي لحنه خصيصاً له.
أعيدت هذه الأغنية بأصوات مطربين معاصرين مثل «فيروز»، وصباح فخري، ولها تسجيلات قديمة بصوت سيد دريش. كل مطرب غناها بطريقته لكن حامد مرسي أداها بصوت فيه شجن وحنين بشكل لافت، عزاه المقربون منه إلى أنه عاش يتيم الأب والأم منذ الطفولة، فكانت كلمات لأغنية أقرب لإحساسه.
عم سيكا
بدايات ظهور «مرسي» على المسرح كانت بتقديمه فقرات غنائية بين الفصول على مسرح جورج أبيض. تابع بعد ذلك مع فرقة سيد درويش وغنى في أوبريت «شهر زاد»، و«حلاق إشبيلية»، و«ورد شاه»، و«سرقوا الصندوق يا محمد»، كما عمل مع فرقة علي الكسار، ونجيب الريحاني، ومع افتتاح الإذاعة المصرية برع في غناء الأدوار والألحان في الحفلات.
شارك «مرسي» في أعمال سينمائية عديدة منها «بواب العمارة»، و«أبواب الليل»، و«الحلوة عزيزة»، و«فتاة الاستعراض»، و«طريق الدموع»، و«حب وخيانة»، و«وورد شوك»، و«الحياة نغم».
وابتعد عن البطولة في الأفلام السينمائية في بداية الأربعينات لظهور نجوم غناء أكثر شهرة أمثال إبراهيم حمادة، وكارم محمد، ومحمد فوزي، ومحمد أمين، وجلال حرب.
آخر فيلم ظهر له كان «مولد يا دنيا»، وأدى خلاله شخصية «عم سيكا» قائد إحدى الفرق الموشيقية الشعبية.
زواج وماء نار
التقى حامد مرسي الفنانة عقيلة راتب التي كانت في بداياتها، وقدمها لمسرح على الكسار لتكون بطلة الفرقة ومطربتها. شكلا معاً دويتو غنائياً ناجحاً أسهم في زيادة شعبية فرقة علي الكسار.
أثناء فترة الاستراحة بين الفصلين في أحد العروض عبّر «مرسي» لعقيلة راتب عن رغبته في الارتباط بها ووافقت على الزواج منه. بعد أن علم علي الكسار بالخبر ظهر لجمهور المسرح معلناً هذا النبأ السعيد، وخرجا - «مرسي» و«عقيلة» - لتحية الجمهور الذي احتفى بهما وصفق لهما طويلاً ابتهاجاً بهذه المناسبة.
كان لـ«مرسي» الكثير من المعجبات لجمال صوته وإطلالته، ومن ثم أدى خبر زواجه أدى إلى تعرضه لحادث اعتداء شهير من قبل إحدى المعجبات التي أغاظها هذا الخبر، فباغتته وهو خارج من أحد العروض ورشقته بـ«ماء النار» ما ترك آثار حرق على وجهه أدت إلى اعتكافه فترة طويلة.
في منتصف الأربعينات تم تعيينه مشرفاً على الموسيقى في زارة الثقافة، وأحيل إلى المعاش وهو في سن الخامسة والستين. وفي أواخر أيامه عام 1982 كان يتندر على الزمن الجميل عند سماعه للأصوات الجديدة، ويعزو سبب ذلك إلى تخلي الإذاعة المصرية عن مهمتها في إنتاج الأغاني والمؤلفات الموسيقية ورعايتها.