ردود أفعال الصحف العالمية على هجوم مسجد الروضة
أثار حادث العريش الذي استهدف المصلين في مسجد الروضة بالعريش، سخطًا دوليا شديدًا، حتى أصبح الخبر الأهم الذي يتصدر الصفحات الرئيسية للصحف الأجنبية.
فقد أطلق مسلحون النيران على المصلين بمسجد الروضة في منطقة بئر العبد بمحافظة شمال سيناء، خلال صلاة الجمعة، فضلا عن حدوث تفجيرات في محيط المسجد، مما أسفر سقوط أكثر من 300 قتيل فضلا عن المصابين.
الصحافة الأجنبية عبرت عن استياءها الشديد من هذا الحادث الذي وصفه بالـ«مجزرة» وبأنه يعد تحولًا كبيرا في استراتيجية العناصر المسلحة، من الانتقال من استهداف القوات المسلحة أو الكنائس إلى استهداف المسلمين في المساجد على غرار ما يحدث في سوريا والعراق.
فماذا قالت الصحافة الأجنبية وما تحليلها للحادث؟
هجوم الروضة.. الأكثر دموية في تاريخ مصر
«كان هو الهجوم الإرهابي الأكثر دموية في تاريخ مصر، فقد وقع انفجار خارج محيط المسجد، ثم أطلق المسلحون النار على المصليين بالداخل ليخلفوا ورائهم هذه المجزرة.. ولم يكتفِ المسلحون بذلك بل نصبوا كمائن لسيارات الإسعاف التي تحمل الجثث والمصابين».. هكذا تصف الحادث شبكة «سي إن إن» الأمريكية.
فبعد أن كانت العناصر المسلحة تستهدف الجيش المصري والكنائس، أقدمت على هذا العمل لتقول أن الحكومة المصرية لا تستطيع حماية سكانها، ولإظهار مدى قوة هذه العناصر، كما تنقل الشبكة عن مدير مركز دراسات الشرق الأوسط بلندن، فوزا جرجس.
لماذا يستهدف داعش الصوفيين؟
«الجريمة الأكثر بشاعة وغير المسبوقة التي ترتكبها الجماعات المسلحة في سيناء».. كان هذا هو العنوان الذي اختارته صحيفة «الإندبندنت» البريطانية للتعليق على الحادث.
«استغل المسلحون توقيت صلاة الجمعة الذي يزدحم فيه الناس في المساجد ليطلق النار على المصلين، ويحصد مئات الأرواح».
ورغم أن تنظيم «داعش» لم يعلن مسئوليته عن الحادث حتى الآن، لكن جميع أصابع الاتهام تشير إليه، فهناك عداء قديم بين الجماعات المسلحة والطرق الصوفية، فقد اختطف التنظيم في العام السابق اثنين من قيادات الصوفية ثم قتلهما، فضلا عن رسائل التهديد الذي يبعثها للصوفيين، كما تنقل الصحيفة عن الكاتب في الشئون الأمنية والسيناوية محمد صبري.
وفضلا عن ذلك فهناك سبب أهم لاستهداف داعش للصوفيين، فقد نجحت في تحقيق ما لم تستطع فعله مليارات الدولارات والعمليات العسكرية في سيناء، وهو حماية الشباب الصغير من الاستقطاب على يد هذه الجماعات المسلحة، كما يقول «صبري» للجريدة البريطانية.
ماذا قال زعماء العالم عن حادث مسجد الروضة؟
الصوفيين بديلا عن الشيعة
العناصر المسلحة استهدفت الصوفيين على غرار ما يحدث في سوريا والعراق من استهداف لمساجد الشيعة؛ رغم أن مصر لا يوجد بها هذا الصراع المذهبي بين الشيعة أو السنة، ورغم أن ملايين المصريين يؤمنون بالطرق الصوفية؛ كما تذكر جريدة «فايناشيال تايمز» البريطانية.
وبعيدا عن الصوفيين، فقد اعتادت الجماعات المسلحة على مهاجمة مواطنين مسلمين، بسبب تعاونهم مع القوات المسلحة المصرية.
صحيفة «هافنجتون بوست» الأمريكية علقت على أن استهداف الصوفيين والمساجد يعد تحولا في استراتيجية الجماعات المسلحة في مصر، والتي كانت مقتصرة على مهاجمة الجيش والشرطة والمسيحيين فقط.
أول ضحايا الإرهاب هم المسلمون
ونشر رسام الكاريكاتير الفرنسي «جان بلانترو» بصفحته الرسمية المعروفة باسم « Plantu» كاريكاتير لضحايا حادث مسجد الروضة.
الكاريكاتير أظهر الضحايا وهم موثقون بالجبال في مآذن عالية وينزفون الدماء. وفي المنتصف يظهر خنجز مغروس في الهلال، ومكتوب عليه «أول ضحايا للإرهاب هم المسلمون».
هجوم الروضة أثار غضبًا دوليًا
الهجوم على المصلين في المسجد أثار غضبًا دوليا، كما تقول صحفية «شالنج» الفرنسية.
ونقلت الصحيفة عن الرئيس الروسي فلاديمير بوتن قوله إن الهجوم قاسي، وعن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وصفه لحادث العريش بأنه صادم.
وظهر خبر هجوم الروضة في الصفحة الرئيسية لجريدة «لو باريزيان» كما نقلت عن المسئول السابق في المخابرات الفرنسية «آلان روديه» قوله إن تنظيم داعش استهدف الصوفيين لمحاولة إخضاع أهالي سيناء وجعلهم تحت سيطرته .
تصريحات «رودييه» تلمح إلى حدوث ضعف ما في تنظيم «داعش»، فيقول إنها فقدت وسائلها الإعلامية، بعد خسائرها في سوريا والعراق، فلم تستطيع إعلان تبنيها للحادث.
حادث مسجد الروضة.. التفاصيل وآخر المستجدات (صور)
لماذا لا تستطيع الدولة مكافحة الإرهاب؟
إذا كان «داعش» هو المنفذ الحقيقي لهجوم الروضة، فهذا يعني أن الحادث سيكون له أثر إيجابي على التنظيم داخل وخارج مصر، بعد الخسائر الكثيرة التي تلاحقه في سوريا والعراق، كما تذكر شبكة «بي بي سي».
فإذا ثبت ذلك فداعش يريد أن يقول إنه لا يزال متواجدًا وقادرا على إحداث خسائر جسيمة لأعداءه.
هناك عمليات عسكرية كبيرة يقوم بها الجيش المصري في سيناء، لكننا لا ندري لماذا لا نرى أي نتيجة، رغم وعود الرئيس عبد الفتاح السيسي المتكررة لمكافحة الإرهاب.. هكذا ترى «BBC».
هجوم الروضة.. صور وفيديوهات غير صحيحة
شبكة «بي بي سي» حذرت من صور وفيديوهات غير صحيحة تم تداولها في وسائل الإعلام على أنها تخص حادث مسجد الروضة.
الصورة الأولى نشرها موقع «العربي الجديد» تظهر مبنى يتصاعد منه الدخان بينما يزدحم الناس في الخارج حول سيارة إسعاف.
وفي الحقيقة فالصورة تعود لحادث تفجير قسم ثالث العريش في العام 2015.
وبمواقع التواصل الاجتماعي تم تداول فيديو على أنه يرصد لحظات الهجوم من داخل المسجد، وفي الحقيقة فالفيديو يعود لحادث استهداف مسجد للشيعة بالسعودية.
ونصحت «بي بي سي» مستخدمي السوشيال ميديا بضرورة التدقيق في الصورة والفيديوهات المتداولة ومقارنة ما يجيء فيها بتفاصيل الحادث المعروفة.